الطب التجميلي في تطور مذهل؛ مما يجعلنا نفكر بأن الشيخوخة الخارجية لم تعُد موجودة، لاسيّما وأنه بات لا يمكننا تمييز عمر المرأة من مجرد النظر إليها، كما كان يحدث في الماضي.
للاطلاع على أحدث اتجاهات الطب التجميلي وبعض الحقائق العلمية، التقت «سيّدتي» الدكتورة لميس خليل، اختصاصية الطب التجميلي، في The Cosmetic Clinic- مستشفى بخعازي بيروت، وعادت بالمعلومات الآتية.

يولي الأطباء أهمية لما يسمى بـ"التشخيص التفريقي". ماذا تحدثينا عنه وعن أهميته في الطب التجميلي خصوصاً؟
سيوجه التشخيص التفريقي Differential Diagnosis طبيبك إلى تقديم اختبارات؛ لاستبعاد الحالات العديدة المتوقعة لسبب المشكلة أو المرض، ويقوده نحو العثور على سبب الأعراض التي تعانين منها.
هذا التشخيص متوفر في كلّ اختصاص من الطب، على سبيل المثال: عند قدوم الشخص إلى الطوارئ في المستشفى مع ألم في البطن، يبدأ الأطباء في البحث عن السبب، هل هو تسمم؟ أو تكيّس في المبايض، أو التهابات في المثانة أو الكلى.
أهمية التشخيص تكمن في العثور على سبب العارض الذي يعاني منه المريض؛ للمباشرة في العلاج الصحيح.
وفي مجال الطب التجميلي، قد تأتي السيدة، على سبيل المثال، مع ظهور كتل ورم في الجبين بعد حقن البوتوكس. هنا نلجأ إلى التشخيص التفريقي؛ حيث يمكن أن يُجيبنا على أسئلة عديدة وبسرعة.
إذا كان ظهور الكتل المتورِّمة لحظة الحقن؛ فالأمر طبيعي. أما إذا لم تختفِ هذه الكتل بعد يوم من الحقن، وبدأت تزداد أو تكبر، أو كانت مصحوبة بثقل في الرأس أو الحكة أو ضيق نفَس، هنا تكون الحالة ناتجة عن حساسية تجاه البوتوكس.
التشخيص التفريقي يساعدنا كأطباء على التشخيص الدقيق وتفريع الأسباب. لم يكن يطبّق هذا التشخيص في الطب التجميلي في السابق، لكن اليوم بات أكثر تطبيقاً؛ خصوصاً مع رواج الأعمال التجميلية، وكثرة المشاكل في هذا المجال، لاسيّما وأن البعض يذهبون إلى عيادات غير مرخصة أو غير مؤهلة لإجراء هذه الأعمال.
ربما تهمك قراءة الصحة الجلدية: أفضل العلاجات لإطلالة مشرقة وفق طبيب مختص
هل يمكن إجراء فحص استباقي قبل الإقدام على إجراء أيّ عمل تجميلي لتجنّب المشاكل التي قد تنشأ لدى البعض؟
يجب على طبيب التجميل إجراء ما يسمى بـ"Patch Test" لجميع مرضاه؛ خصوصاً إذا كان الهدف استعمال أدوية التذويب التي قد تسبب ردود فعل تحسسية كبيرة لدى كثيرين. والفحص يقوم على حقن كمية صغيرة من المنتج المُراد استعماله في بقعة صغيرة من جلد المريض، ورسم دائرة حولها لمراقبتها.
إذا لم تتغير هذه البقعة ولم تسبب أيّ نوع من الحكة أو الألم؛ فهذا الأمر ممتاز، ويعني أنه يمكننا متابعة العلاج بهذا المنتج. وفي حال ثبت غير ذلك، نمتنع عن استعمال العلاج.
وفي حال ثبوت ردود الفعل التحسسية كيف يُمكن للمريضة أن تُصلح ما أفسده البعض في وجهها؟ هل من طرق أخرى؟
هنا يجب أن نضع صحة المريضة كأولوية. فمن غير المنطقي أن نُقحِم المريضة في مشكلة صحية قد تحتاج إلى دخول المستشفى، بسبب تذويب الفيلر. لذلك، نقترح عليها أن تنتظر كي يتكسر أو يذوب الفيلر من دون تدخل طبي شيئاً فشيئاً، وهنا قد تتحسن النتائج مع مرور الوقت، وتشعر المريضة بالرضا أكثر عن مظهرها.
ربما تودين متابعة هذا الموضوع الحفاظ على الخلايا وتأخير الشيخوخة بات ممكناً مع الطب التجددي
لتجنّب المشاكل التي يمكن أن تنشأ عن أيّ عمل تجميلي، ماذا يجب أن نفعل؟

يجب التوجه دائماً إلى عيادة طبيب اختصاصي في الطب التجميلي أو في الجلد، ثم الاطلاع على نوع المنتج الذي سيستعمله الطبيب وصلاحيته، هذا حق من حقوق المريض ولا يجب عليه أن يخجل من طلب المنتج وتصويره أيضاً.
وبما أنه من الصعب معرفة تركيبة المنتج من قِبل المريض، وما إذا كان قد يسبب آثاراً جانبية أم لا؛ فهنا من المهم أن يتم التوجه إلى طبيب موثوق؛ لأن الأخير يكون قد تحقق من كافة المنتجات التي سيستعملها في عيادته.
على أن يكون ضميره المهني حاضراً؛ بحيث لا يقبل على سبيل المثال، حقن البوتوكس لسيدة حامل أو مرضعة؛ حتى ولو أصرّت على الإجراء؛ لأن الدراسات العملية لم تُثبت بعدُ أنه آمن للحوامل والمرضعات.
الطب التجددي هو ثورة العصر. ماذا تخبريننا عنه؟
أنا أؤمن كطبيبة تجميل بأن الجمال يبدأ من الداخل، وينعكس على الخارج. لذلك؛ فإن الطب التجددي وُجد من أجل ذلك، وبهدف الدخول إلى مرحلة الشيخوخة على نحو أفضل (بمعنى أنني سأكبر وسيحافظ وجهي على ملامحه إنما بإشراق ومن دون أيّ تغيير جذري به، جرّاء عمليات التجميل المختلفة والفيلر المبالَغ به وغيرها).
ولعل التوجه اليوم في عالم التجميل، هو نحو المظهر الطبيعي Natural look؛ أيْ استعادة ما تمت خسارته مع العمر (مثل تعويض الدهون وحقن حمض الهيالورونيك أو حقن البوتوكس لإخفاء التجاعيد، إنما ضمن المستويات المقبولة التي تجعل الوجه يبدو طبيعياً وجميلاً). وهذا لن يتم إلا بعد استخدام حقن الـ Skin Booster، والتي يعرفها الجميع بـ"إبر النضارة"، التي تُحقن في الوجه؛ فتحسّن مستويات الكولاجين والإيلاستين والفيتامينات في الجلد. الأمر الذي يجعل البشرة قادرة على تحمُّل البوتوكس والفيلر بأنواعه؛ لأن أساس الجمال يبدأ من البشرة الصحية. فالأخيرة تجعل البوتوكس يبدو أفضل، والفيلر كذلك.
وعندما تترهل البشرة كثيراً، يجب كطبيبة تجميل أن أنصح السيدة بالتوجه إلى العمليات التجميلية؛ لأن نتائج البوتوكس والفيلر في هذه الحالة تصبح غير جيدة أو شبه معدومة. مصارحة المريضة أمرٌ مهم، والصدق عامل أساسي في العلاقة بين الطبيب ومرضاه. ومهنة الطب رسالة، وعلى الطبيب أن يرفض إجراء أيّ عمل تجميلي قد لا تكون نتائجه جيدة، بسبب سوء البشرة.
علماً بأنه بعد إجراء جراحات شد الوجه، ستحتاج المريضة إلى إجراء البوتوكس والفيلر، كنوع من الصيانة، ولكن بكميات أخف.
ولعل اللافت في الأمر، أن النساء بتن على علم بما يمكن أن يقدّمه الطب التجددي من تقنيات؛ حيث نجدهن يطلبن حُقناً معززة لمنطقة تحت العين، والعلاج الموضعي بحمض الساكسينيك Succinic acid لعلاج البثور في البشرة وتبييض البشرة؛ كونه لا يجفف البشرة لاحتوائه على حمض الهيالورونيك ويمتاز بسرعة الامتصاص، وغير ذلك من العلاجات الحديثة والتي يمكن وضعها تحت خانة الطب التجددي.
لكن هنا أودّ أن أشير إلى أنني لا أبادر دائماً إلى استعمال أيّ نوع من التقنيات الحديثة فور ظهورها، إنما أفضّل الانتظار لبعض الوقت، من أجل التحقق من فعاليتها، ومن عدم تسببها بأية آثار جانبية؛ خصوصاً تلك التي تستهدف الوجه؛ لأن الأخير هو واجهة المرأة، وفي حال تأذّى؛ فإن المرأة سوف تُصاب بمشاكل نفسية.
في أيّ عمر يجب أن نبدأ بتطبيق مبادئ الطب التجددي؟
جيل الشباب الجديد هو أكثر وعياً بمسألة الطب التجددي أو الوقائي عن الأجيال السابقة. وربما لأنه حدثت ثورة في مجال العلاجات التجميلية وكثرت التقنيات. ففي عيادتي بتُّ أشاهد الكثير من الشابات اللواتي يأتين من أجل إجراءات وقائية مثل البوتوكس عند ظهور الخطوط الأولى؛ تحسُّباً من عدم زيادتها، وللوصل إلى سن الـ40 عاماً على سبيل المثال، ببشرة صحية وجميلة وقليلة التجاعيد.
التوعية على الطب التجددي باتت كبيرة، من هنا نشهد تزايُد الحالات التي تأتي بهدف تعزيز الكولاجين والإيلاستين وغيرها؛ لحماية البشرة إلى أطول فترة ممكنة.
الطب التجددي يشمل الخلايا الجذعية Stem Cells، وعلاج الإكسوسومات Exosome Treatment، الناشئ في الطب التجديدي، والذي يستخدم الإكسوسومات الموجودة في الجسم، وهي حويصلات صغيرة خارج الخلية مشتقة من الخلايا الجذعية. ولكلّ خلية من خلايا الجلد نوع خاص بها من الإكسوسومات.
كما يشمل الـ"سكلبترا" Sculptra، وهو علاج متعدد الاستخدامات مضاد للشيخوخة. يعمل في الطبقات العميقة لاستعادة الحجم للمناطق التي تعاني من شيخوخة الجلد وفقدان الدهون.
بالإضافة إلى "رادييس" Radiesse، وهو عبارة عن مادة مالئة مبتكرة تعتمد على هيدروكسيباتيت الكالسيوم، وهو مكوّن موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان. تقدّم هذه المادة تأثيراً مزدوجاً؛ حيث تعمل على زيادة الحجم وتحفيز البشرة في آن.
والـ (+Nicotinamide Adenine Dinucleotide (NAD، على سبيل المثال لا الحصر، الذي يلعب دوراً أساسياً في عملية التمثيل الغذائي للخلايا، وهو ركيزة مشتركة للإنزيمات التي تلعب أدواراً رئيسية في المسارات التي تعدّل الشيخوخة.
مع الوقت يخسر الجسم الكثير من الـ+ NAD، وتظهر علامات الشيخوخة بسرعة كبيرة، وربما غير متوقعة.
يتوفر من الـ+NAD حقن ومكملات غذائية، وهو يعمل على تعزيز الطاقة الخلوية، وإبطاء الشيخوخة، ودعم صحة الدماغ أيضاً.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.