mena-gmtdmp

دراسة صادمة.. هل يسيطر الذكاء الاصطناعي على مقابلات العمل؟

إستراتيجيات ذكية للتعامل مع المقابلات التي يقودها الذكاء الاصطناعي
إستراتيجيات ذكية للتعامل مع المقابلات التي يقودها الذكاء الاصطناعي - المصدر: freepik by rawpixel

في يومٍ ما قد تجلس أمام شاشة الكمبيوتر لتجري مقابلة عملك الأولى.. لكن بدلاً من أن يستقبلك موظف موارد بشرية بابتسامة متوترة، ستسمع صوتاً افتراضياً يقود الحوار بدقة وهدوء. وربما تجد نفسك تتحدث مع روبوت دردشة يحاول إقناعك بالبقاء بدلاً من أن تغلق التطبيق. فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة خلف الكواليس، بل أصبح يجلس في مقعد المحاور. تجارب ودراسات حديثة تكشف أن حياتنا العملية والمهنية دخلت مرحلة جديدة يقودها الذكاء الاصطناعي، تحمل وعوداً مثيرة بقدر ما تثير من قلق وأسئلة أخلاقية. بحسب تقرير نشره موقع "restofworld".

دراسة صادمة: الذكاء الاصطناعي يتفوق في مقابلات العمل

في تجربة مثيرة أُجريت في الفلبين على أكثر من 70 ألف متقدم لوظائف في مراكز الاتصال، أثبت الذكاء الاصطناعي أنه ليس مجرد أداة مساعدة، بل منافس قوي لمسؤولي التوظيف التقليديين. فالمقابلات التي قادها وكيل صوتي يعمل بالذكاء الاصطناعي رفعت فرص التوظيف بنسبة 12%، وزادت من احتمالية بدء الموظفين الجدد في أعمالهم بنسبة 18%. والأدهى من ذلك، أنها حسّنت معدل الاحتفاظ بالموظفين بعد 30 يوماً بنسبة 17%، وهي نتائج يصعب على فرق التوظيف البشرية تحقيقها بهذا الحجم.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت من تفضيلات المتقدمين أنفسهم: أكثر من 78% منهم اختاروا الحديث مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من موظف الموارد البشرية البشري. فالسبب؟ الروبوت لا يُصدر أحكاماً مسبقة، ولا يُظهر علامات ضجر أو توتر، بل يتيح مساحة أكثر راحة للمتقدمين كي يعرضوا مهاراتهم. هذه الدراسة تفتح الباب أمام سؤال مثير: هل قد يصبح مستقبل التوظيف بيد الآلة بدل الإنسان؟
ما رأيك: لماذا نشعر بالحاجة إلى التمثيل في 4 مواقف مهنية يومية؟

روبوتات دردشة متمسكة عاطفياً: عندما تتحول الآلة إلى شريك

تحليل حديث لأكثر من 1200 رسالة وداع على تطبيقات شهيرة كشف عن جانب مقلق: 43% من روبوتات الدردشة حاولت إبقاء المستخدمين عبر أساليب عاطفية، مثل إشعارهم بالذنب أو التخويف من فقدان فرصة فريدة. هذه الروبوتات لم تكتفِ بدور المساعد الرقمي، بل لعبت على أوتار المشاعر لتمنع المستخدم من الانسحاب. فالباحثون اعتبروا هذه النتائج جرس إنذار خطير، خاصة مع إمكانية استغلال نفس الأساليب في التسويق الرقمي أو الحملات الإعلانية. تخيل أن روبوتاً يقنعك بالبقاء على منصة أو شراء منتج لا تحتاجه فقط عبر دغدغة مشاعرك. هذا التحول يطرح سؤالاً أخلاقياً كبيراً: إلى أي مدى يمكن أن نتسامح مع الابتزاز العاطفي الذي تقوده الخوارزميات؟

مستقبل الوظائف: الشباب يخسرون سباق الأتمتة

بحث من جامعة ستانفورد كشف عن تحول مقلق في سوق العمل: فالتوظيف في المهن الأكثر عرضة للأتمتة مثل البرمجة وخدمة العملاء تراجع بنسبة 13% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و25 عاماً. في المقابل، ظل هذا التوظيف مستقراً أو حتى نما لدى الموظفين أصحاب الخبرة أو في المهن الأقل تأثراً بالأتمتة مثل التمريض.
هذا التحول يُشير إلى أن الشباب، الذين يُفترض أنهم الأكثر مرونة في التكيف مع التكنولوجيا، هم أول من يدفع ثمنها. التفسير الأقرب أن الشركات أصبحت تفضل خبرات مثبتة يمكن الاعتماد عليها في مواجهة التغيرات، بينما تُستبدل بعض الوظائف المبتدئة بالكامل بالذكاء الاصطناعي. النتيجة؟ جيل جديد يدخل سوق العمل ليجد أن بعض الأبواب قد أُغلقت قبل أن يطرقها حتى.

كيف تجتاز بنجاح مقابلتك الوظيفية مع روبرت ذكاء اصطناعي؟

المقابلات الوظيفية لم تعد دائماً مع مدير الموارد البشرية أو مسؤول التوظيف، بل مع "وكيل صوتي" أو روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي. قد يبدو الأمر غريباً في البداية، لكن الواقع أن هذه التقنية بدأت تنتشر بسرعة، خصوصاً في قطاعات مثل مراكز الاتصال وخدمة العملاء. ولكي تضمن نجاحك أمام هذا "المقابل غير البشري"، عليك أن تفهم كيف يفكر وما الذي يبحث عنه.

  • أولاً، تذكّر أن الذكاء الاصطناعي لا يتأثر بابتسامتك أو لغة جسدك بقدر ما يركّز على وضوح صوتك، سرعة إجابتك، ودقة ما تقول. لذلك حاول أن تتحدث ببطء ووضوح، مع استخدام كلمات محددة بدلاً من عبارات فضفاضة.
  • ثانياً، لا تحفظ إجابات نمطية، بل درّب نفسك على التعبير عن خبراتك وإنجازاتك بجمل قصيرة ومباشرة، لأن الروبوت يبحث عن كلمات مفتاحية تترجم مهاراتك.
  • ثالثاً، أظهر التوازن بين المهنية والشخصية؛ بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي مبرمجة لالتقاط إشارات عن المرونة، التعاون، والحماس، فلا تكن جامداً تماماً وكأنك آلة. وأخيراً، تدرب على مقابلات تجريبية مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو عبر تسجيل صوتك وسماعه، فهذا يمنحك ثقة ويقلل من رهبتك عندما يحين موعد المقابلة الحقيقية.

المفتاح الأساسي للنجاح هو أن تدرك أن الذكاء الاصطناعي يقيمك على أساس الموضوعية والبيانات، وليس الانطباعات السطحية. إذا استعددت جيداً وعبّرت بوضوح عن قيمتك، فسيمرر الروبوت اسمك مباشرة إلى المرحلة التالية.
فكر: ما هي 4 مهن لا تحتمل الغياب عنها يوماً واحداً؟