تخيل مكاناً يشبه أوروبا، ولكنه أرخص بكثير وأقل ازدحاماً، تتمتع أوروبا بسحر لا يُضاهَى، بشوارعها المرصوفة بالحصى، ومبانيها المطلية بألوان الباستيل، ومقاهيها الرومانسية المنتشرة على الأرصفة، وكاتدرائياتها الباروكية والنيوكلاسيكية، ولكن ليست كل المدن ذات الطابع الأوروبي موجودة في أوروبا، فهناك العديد من المدن موزعة حول العالم تشبه المدن الأوروبية المفضلة لدى السائحين، وهذه الأماكن ليست مجرد نسخ طبق الأصل من المدن الأوروبية، بل تأثرت العديد منها بقرون من التجارة والهجرة والاستعمار، حيث استقر الأوروبيون وتركوا بصماتهم المعمارية والثقافية.
ماكاو

تخيل شوارع لشبونة، ولكن بطابع صيني، هكذا تبدو زيارة ماكاو، ومن المثير للاهتمام أن هذه المنطقة الواقعة شرق هونغ كونغ كانت تحت سيطرة البرتغاليين حتى عام 1999، تُجسد هذه المدينة الصينية مزيجاً ساحراً من التاريخ الاستعماري البرتغالي والتكنولوجيا الصينية الحديثة والفخامة، بعض شوارع المدينة مرصوفة بالحصى مع وجود مبانٍ كلاسيكية جديدة مطلية بألوان الباستيل تبدو وكأنها تنتمي إلى البرتغال، استحقت ماكاو بجدارة إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2005 لمزيجها الرائع بين الثقافة البرتغالية والصينية.
بلوميناو

أسس مهاجرون ألمان بلدة بلوميناو في جنوب البرازيل في القرن التاسع عشر، واليوم تحتفي المدينة بتراثها الألماني بشكل رئيسي من خلال استضافة ثاني أكبر مهرجان أكتوبر في العالم، تُعرف المدينة باسم "ألمانيا الصغيرة"، حيث تفخر بمنازلها نصف الخشبية وحتى المناهج الدراسية الألمانية، ولكن أبرز التأثيرات الألمانية تكمن في الطعام التقليدي، يمكنك العثور على الحلويات والمعجنات التقليدية، مثل كعكة الكرز من الغابة السوداء، وأطباق البطاطس المتنوعة مع النقانق.
هولاند

ليس من المعروف أن هولاند في ميشيغان، تضم جزءاً من هولندا في الغرب الأوسط الأمريكي، تُجسد هولاند أصيل الثقافة الهولندية في الولايات المتحدة، إنها المدينة الأصيلة، بمنازلها الكلاسيكية على الطراز الهولندي، ومهرجانات التوليب، وطواحين الهواء، تأسست المدينة على يد مهاجرين هولنديين في القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين وهي متمسكة بجذورها الأوروبية. ترتبط هولاند بقنوات مائية نموذجية مستوحاة من أمستردام، وبمسارات دراجات هوائية وافرة، تقع جميعها على ضفاف بحيرة ماكاتاوا في ميشيغان.
بونديشيري

بونديشيري هي إقليم اتحادي صغير في الهند، على الرغم من دخول الفرنسيين البلاد في القرن السابع عشر، إلا أن هذه المدينة الصغيرة اكتسبت نفوذها الفرنسي عام 1814، ومنذ ذلك الحين، غادرها معظم الناطقين بالفرنسية وأحفادهم، ومع ذلك، لا تزال شوارعها المظللة بالأشجار، والفيلات المستوحاة من سان تروبيه، وأسماء الشوارع الفرنسية باقية، تتميز المدينة بطابعها الهادئ والبسيط، تماماً مثل المدن الهندية، لا يزال بإمكانك الاستمتاع ببعض من أفضل المأكولات الفرنسية في الهند هنا من سلطة نيسواز إلى كريب سوزيت، أما الجزء الأكثر أوروبية في بونديشيري فهو المدينة البيضاء، حيث تتعرج الشوارع المرصوفة بالحصى عبر المباني بلون الأصفر الخردلي.
باريلوتشي

يُقال إن باريلوتشي هي "سويسرا الصغيرة في أمريكا الجنوبية"، تقع هذه المدينة في أعماق باتاغونيا على ضفاف بحيرة ناهويل هوابي، وتتميز بطابع أوروبي مميز، في القرن التاسع عشر، انتقل إليها العديد من المهاجرين الألمان والسويسريين والإيطاليين، جالبين معهم أساليبهم المعمارية ومهاراتهم الرائعة في صناعة الشوكولاتة، قد تظن أنك في جبال الألب السويسرية حتى يقدم لك أحدهم كوباً من شاي المتة بدلاً من الشوكولاتة الساخنة، تمزج هذه المدينة الجبلية سحر جبال الألب مع روح أرجنتينية مميزة.
سواكوبموند

استعمرت ألمانيا ناميبيا في أواخر القرن التاسع عشر، آنذاك، كانت تُعرف باسم جنوب غرب أفريقيا الألمانية، حيث اتسمت بتأثير ألماني قوي في هندستها المعمارية ومأكولاتها ولغتها وثقافتها. إلا أن لهذه المدينة المتأثرة بالثقافة الألمانية طابعاً خاصاً؛ إذ تحيط بها كثبان رملية شاسعة، وهي ظاهرة جغرافية فريدة من نوعها في القارة الأوروبية، سواكوموند مدينة ساحلية تتميز بمنازلها نصف الخشبية، أسسها الألمان في الأصل كميناء استعماري، ثم تطورت لتصبح مدينة جميلة رغم صغر حجمها.
بويبلا

يرتبط تراث المكسيك ارتباطاً وثيقاً بإسبانيا، وتتمتع عشرات المدن بجوهر استعماري إسباني، تُعد بويبلا بلا شك واحدة من أكثر المدن المكسيكية تأثراً بالطابع الأوروبي، بفضل مبانيها القديمة التي تعود إلى ما قبل كولومبوس، والتي بناها الإسبان منذ عام 1531، يُعد وسط مدينة بويبلا موقعاً استعمارياً إسبانياً يضم مباني من عصر الباروك وعصر النهضة تعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، تشتهر العديد من هذه المباني ببلاطها الخزفي المزجج "أزوليجوس"، الذي يُضفي على المدينة طابعاً مكسيكياً تقليدياً، ومن التأثيرات الأوروبية الأخرى تصميم المدينة الشبكي، الذي كان شائعاً في المدن الأوروبية آنذاك، واليوم، يُسهّل هذا التصميم التنقل في المدينة سيراً على الأقدام.
جالي

دخل البرتغاليون هذا الميناء التجاري عام 1589، وتبعهم الهولنديون عام 1640، والبريطانيون عام 1796، ونتيجةً لذلك، استمدت مدينة جالي المحصنة تأثيرها من جميع أنحاء القارة الأوروبية. تتمتع المدينة بأجواء هادئة وهادئة، لا توجد حركة مرور تُذكر، ويعيش السكان المحليون عادةً حياةً بسيطةً ومريحة. تبدو المقاهي والمتاجر وكأنها مستوحاةٌ من شوارع رئيسية في أوروبا، وقد وزعت في أحضان الطبيعة الاستوائية لهذه المدينة الساحلية الواقعة جنوب سريلانكا.