بعد حدوث جائحة كورونا "كوفيد – 19" ظهرت العديد من المفاهيم الإدارية التي ساهمت في تعزيز الإنتاجية وتغيير أساليب العمل الدارجة قبل ذلك، أحد المفاهيم التي أثبتت فاعليتها في بيئات العمل المختلفة هو مفهوم الإدارة الذاتية "Self-Management"، حيث أصبحت الإدارة الذاتية الحل الأمثل لتلبية نداء التمكين، الذي يطالب به الموظفون وتسعى إليه الشركات.
عبر السطور القادمة تطرقنا إلى فوائد تطبيق هذا المفهوم، وخطوات تنفيذية لروّاد الأعمال من أجل الاستفادة وتطبيق هذا المفهوم في بيئة العمل.
فوائد الإدارة الذاتية

بداية ذكر موقع شركة البرمجيات في إنجلترا "Work stars" بعض من فوائد تطبيق هذا المفهوم في المنشآت وهي:
تعزيز الإنتاجية ورضا الموظفين
الموظفون الذين يتمتعون بقدرات عالية في الإدارة الذاتية غالباً ما يكونون أكثر إنتاجية بنسبة نحو 15% مقارنةً بمن يعتمدون على التوجيه المستمر.
تمكين الابتكار وسرعة اتخاذ القرار
في بيئات خالية من البيروقراطية، يصبح الموظفون أكثر حرية في التعبير عن الأفكار الجديدة، ما يعزز الإبداع والابتكار بشكل ملحوظ، كما تعزز الإدارة الذاتية سرعة اتخاذ القرار، إذ يمكن للفرق المتكاملة أن تتخذ قرارات أكثر فاعلية دون الحاجة لمراجعات طويلة.
كما أنّ مقالة حديثة نشرت في فبراير 2025م في مجلة فوربس الشهيرة أكدت أنّ فرق العمل التي تدير نفسها لا تنتظر الأوامر، بل تشارك في تحديد الأهداف واتخاذ القرارات دون هرمية تصاعدية، ومثالاً على ذلك شركة "Buurtzorg" الهولندية، وهي شركة رعاية صحية تشجع فرق التمريض على العمل بشكل مستقل، وقد حققت تخفيضاً في التكاليف بنسبة 30 إلى 40% وأصبح رضا المرضى فيها 9.1.
تعرفوا أيضاً إلى بعض الإستراتيجيات المساعدة على اتخاذ قرارات جماعية بشكل أفضل
خطوات تنفيذية لتطبيق مفهوم الإدارة الذاتية

كما ذكر خبير تطوير المشاريع/ خالدالقحطاني، بعض الخطوات التنفيذية التي يُمكن لرائد الأعمال القيام بها من أجل تطبيق هذا المفهوم في المنشأة بشكل سلس، وهي:
البدء بثقافة واضحة
ويتم ذلك من خلال وضع رؤية مشتركة وقيم أساسية يعرفها كل عضو في الفريق، جنباً إلى جنب مع صياغة "ميثاق الفريق" الموضح لأهداف الفريق، القيم والسلوكيات المتوقعة. إذ يجب أن يُدرك الفريق ما هو اتجاه الشركة حتى يتمكن أعضاؤه من إدارة أنفسهم بسهولة دون انتظار الأوامر من المسؤولين أو الإدارة العليا.
توزيع الصلاحيات بدل المهام
لا تعطِ أوامر مفصّلة، أعطِ صلاحيات ومسؤوليات، وبذلك تتيح لكل شخص أنّ يكون مالكاً لدور معيّن ويتصرف كصاحب مشروع صغير، فمثلاً بدلاً من أن تقول للموظف "أصلح الألوان في الواجهة"، أخبره أنه هو المسؤول عن تجربة المستخدم.
الاعتماد على أهداف ونتائج (OKRs)
ويتم ذلك بواسطة ربط الأداء بـ نتائج قابلة للقياس بدلاً من متابعة التفاصيل، كذلك تحديد أهداف ربع سنوية مثل "زيادة التفاعل بنسبة 20%"، وبذلك يستطيع الفريق خلق كيفية تحقيقها.
بناء نظام شفافية
ويتم ذلك من خلال جعل المعلومات متاحة للجميع مثل الأرقام المالية، مؤشرات الأداء، خطط العمل، حيث إنّ الشفافية تعطي الفريق القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة دون الرجوع إليك دائماً.
توفير أدوات للتعاون الذاتي
ويتم ذلك باستخدام بعض أدوات العمل التقنية مثل Notion، Trello، Slack لإدارة المشاريع بشكل جماعي، فهي تساهم بأن يُدرك كل شخص ماذا يفعل الآخرون، بدون بيروقراطية.
تشجيع آليات التقييم الذاتي
بدلاً من التقييم السنوي من المدير، يمكن الاعتماد على تقييم الأقران (Peer Review)، إجراء مراجعات دورية قصيرة (Retrospectives)، ووضع خطط تطوير شخصية لكل عضو.
البدء بشكل تجريبي (Pilot)
إذ لا ينبغي تطبيق الإدارة الذاتية على كافة أعضاء الشركة منذ اليوم الأول، ويمكن الاكتفاء بتجربتها على نطاق ضيق "على إحدى فرق العمل" ثم توسيعها تدريجياً.
تغيّير دورك كرائد أعمال

بدلًا من أن تكون "الآمر الناهي"، لا بأس أن تكون وظيفتك كرائد أو رائدة أعمال تتمثل في تمكين الفريق، ربط الجميع بالرؤية الكبرى وإزالة العوائق.
اطلعوا أيضاً على مفهوم قاموس الجدارات.