يسهمُ مزجُ موادَّ، وألوانٍ، ونقوشٍ مختلفةٍ ببعضها في مساحةٍ منزليَّةٍ واحدةٍ في جذبِ الأبصارِ، فلكلِّ مادةٍ خصائصُ معيَّنةٌ، وحين تقترنُ بأخرى، تُبرِزُ تلك الصفاتِ، أو تبدو خجولةً.
يعزِّزُ مزجُ الأنماطِ، والألوانِ، والأنسجةِ المختلفة ببعضها الاهتمامَ البصري، ويُضفي مظهراً متطوِّراً على أي مساحةٍ داخليَّةٍ، لكنْ تتطلَّبُ عمليَّة المزجِ خبرةً، وعيناً ثاقبةً لمطابقةِ الأنماطِ، والمطبوعاتِ، والعناصرِ المرئيَّة بشكلٍ مدروسٍ.
جاذبية الألوان الدارجة

بحسب المصمِّمة الداخليَّة الروسيَّة المقيمةِ في دبي ألينا جورسكايا Alena Gorskaya من الممكنِ أن تتداخلَ كلُّ الألوانِ والموادِّ ببعضها، ما يجعلُ الديكورَ الداخلي متناغماً، مع أهميَّةِ أن يعكسَ التداخلُ أذواقَ ساكني المنزل، ويُشعِرَهم بالراحة. وتعدِّدُ المصمِّمة في الآتي الألوانَ الدارجةَ أخيراً:
- البرتقالي المشمشي، اللونُ المشرقُ والجذَّاب.
- أحمر الكركديه، اللونُ العميقُ والدالُ على الاستقرارِ والهدوء.
- الرمادي، اللونُ العاكسُ للثبات.
- الأخضرُ العائدُ على مشروبِ الماتشا البارد، وهو عبارةٌ عن ظلٍّ أخضرَ فاتحٍ، يُذكِّرنا بالطبيعة، وارتباطها بالتكنولوجيا.
- «أمبريس سويت»، والأخيرُ ظلٌّ وردي باهتٌ مع نغمةٍ من اللونِ الأزرقِ الطباشيري.

توضحُ المصمِّمة لـ «سيدتي»، أن الرمادي المستدام، و«أمبريس سويت»، يُستخدمان تحت فئةِ الألوانِ الأساسيَّة في الديكورِ الداخلي، ففي غرفةِ النومِ الرئيسة، مثلاً، تُطلَى الجدرانُ، والسقفُ، والستائرُ، والأثاثُ بأحد اللونَين، ما يُضفي جواً من الهدوء، ثم تضافُ جرعةٌ من البرتقالي المشمشي من خلالِ قطعِ الزينةِ والمنسوجاتِ مثل مزهريَّةٍ، تحملُ فروعاً، وبطانيَّةٍ، ووسادةٍ، ما يمثِّلُ لمسةَ تزيينٍ إضافيَّةً. وتفيدُ بأن «أحمر الكركديه لونٌ مفضَّلٌ، إذ من الممكنِ إضافته إلى غرفةِ المعيشةِ لطبعها بالحيويَّة والجاذبيَّة»، مبينةً أن «القطعَ الملوَّنةَ بالأحمر، تتناغمُ مع السقفِ، والجدرانِ البيضاءِ الهادئة. من جهةٍ ثانيةٍ، يمكن استخدامُ الأحمرِ المذكورِ لطلاءِ الجدران في المدخل، وإشاعةِ أجواءٍ ترحيبيَّةٍ».
وتدعو إلى «استخدامِ أخضرِ الماتشا الباردِ في ديكورِ غرفةِ المعيشة، وتحديداً لغرضِ تسليطِ الضوء على المساحةِ الكائنةِ تحت التلفاز، إذ تسمحُ التقنيَّة المذكورةُ بجذبِ الانتباه إلى المنطقةِ المرغوبة. من جهةٍ أخرى، يمكن طلاءُ جدارٍ في المطبخِ بالظلِّ الأخضرِ المذكورِ لفصله عن منطقةِ المعيشة بطريقةٍ مبتكرةٍ».
وبحسب المصمِّمة، من الشائعِ الدمجُ بين درجاتِ الألوانِ الهادئةِ للجدرانِ والسقف، وبين درجاتِ الألوانِ الزاهيةِ للتفاصيل في الفراغِ المعماري. كما يحلو رؤيةُ توليفةٍ ناجحةٍ بين لون «أمبريس سويت» والرمادي في غرفةِ الطعام. في حين يتناغمُ أحمر الكركديه بشكلٍ جذَّابٍ مع الرمادي والوردي. إشارةً إلى أن تداخلَ الألوان، يساعدُ في توحيدِ الغرفة، ويجعلها أكثر دفئاً.
مواد رائجة

في صيفِ العام الجاري، من المُلاحظِ رواجُ استخدامِ موادَّ مصنوعةٍ بحسب تقنياتٍ جديدةٍ مثل قشرةِ الحجر، والميكرو- إسمنت، والمعادن. في هذا الإطارِ، يمكن تغطيةُ الجدارِ الواقعِ خلفَ طاولةِ الطعام بقشرةِ الحجر، والأخيرةُ مادةٌ متينةٌ، تمنح الغرفةَ مظهراً لافتاً، ويعد سطحُ الطاولةِ من الخشب، ليُعطي إحساساً بالدفء، وقاعدتها من المعدن. كما تضافُ المزهرياتُ المُعدَّة من نسيجٍ حجري لتزيين المكان.
لناحيةِ مادةِ الميكرو- إسمنت، هي مقاومةٌ للرطوبةِ، والتآكلِ، وتساعدُ في الحصولِ على سطحٍ خالٍ من الفواصل، مع منحِ ملمسٍ ناعمٍ.
وعن النقوشِ الأكثرِ اعتماداً، تتحدَّث ألينا عن الخطوطِ العريضةِ البارزةِ على الجدران، والمنسوجات. ألوانُ النقوشِ مشبعةٌ، إذ تضيفُ الأخيرةُ إشراقاً وأصالةً إلى الديكورِ الداخلي. وتنصحُ بأن يتحوَّل أحد الجدرانِ في الغرفةِ المنزليَّة إلى لوحةٍ تجريديَّةٍ، ما يضيفُ تأثيراً بصرياً، ورحابةً إلى المساحةِ الداخليَّة.

وللراغبين في إحلالِ لمسةٍ مشرقةٍ في الديكورِ الداخلي دون تشتيتِ النظرِ وتشويه إطلالةِ الغرفة، يمكن تلوينُ جزءٍ من الجدارِ الأبيضِ في غرفة المعيشة بلونٍ لافتٍ، وبصورةٍ يتَّخذُ اللونُ المضاف معها شكلَ شريطٍ عريضٍ.
القوالبُ على الجدران، كانت رائجةً على مدى أعوامٍ عدة، ولا تزالُ، فهي تزيدُ أي مكانٍ جاذبيَّةً، خاصَّةً مع الاشتغالِ بها بصورةٍ كلاسيكيَّةٍ حديثةٍ، وصنعِ أشكالٍ معقَّدةٍ منها.
الاستدامة

توضحُ المصمِّمة الداخليَّة البريطانيَّة المقيمةُ في دبي ومؤسِّسة شركة Davis Interior Design حفصة دايفس، أن «الاتِّجاه راهناً، هو نحو استخدامِ موادَّ طبيعيَّةٍ ومستدامةٍ في التصميمِ الداخلي والأثاث، وتشتملُ الموادُّ الدارجةُ على الخشبِ المستصلح، والحجرِ الطبيعي. كما تحظى الأقمشةُ العضويَّة، بدورها، بشعبيةٍ كبيرةٍ». وتقولُ: «الموادُّ المذكورة، توفِّرُ جماليَّةً مُطلَقةً، وتتماشى أيضاً مع التركيزِ المتزايدِ على الاستدامة. المعادنُ مثل النحاسِ، والفولاذِ المقاومِ للصدأ، تُستَخدمُ أيضاً لمظهرها العصري والأنيقِ، وقدرةِ تحمُّلها. إضافةً إلى ذلك، تكتسبُ الموادُّ المبتكرةُ مثل الكوارتز المعالج، والموادُّ المركَّبة شعبيَّةً بفضل تنوُّعها ومتانتها». وتضيفُ حفصة: «دمجُ موادَّ مختلفةٍ ببعضها في تنفيذِ قطعٍ جذَّابةٍ من الناحيتَين البصريَّة والوظيفيَّة مرغوبٌ به أخيراً. مثلاً، قد تحتوي الطاولةُ على سطحٍ خشبي مع قاعدةٍ معدنيَّةٍ، ما يضيفُ إلى المكان دفءَ الخشب، والإحساسَ الصناعي للمعدن. الزجاجُ، والمعدنُ، يعدَّان مزيجاً آخرَ شائعاً، يُستَخدمُ في خلقِ مظهرٍ عصري، ومنح لمسةٍ من الأناقة. أمَّا التنجيدُ بالقماش مع إطاراتٍ خشبيَّةٍ، فهو مزيجُ كلاسيكي، يستمرُّ في كونه شائعاً للكراسي والأرائك». وفي هذا الإطارِ، تذكرُ المصمِّمة، أن «المفتاح، هو تحقيقُ التوازنِ بين القواماتِ والتشطيباتِ لإنشاءِ تناغمٍ في التصميم». وتستطردُ: «تحقيقُ التباينِ في الموادِّ دون تشويه الديكور، يتطلَّبُ نهجاً مدروساً للتوازنِ والتناسب. يجبُ البدءُ بقاعدةٍ محايدةٍ، وإدخالُ عناصرَ متباينةٍ بشكلٍ معتدلٍ. مثلاً، من الممكن تعزيزُ غرفةٍ ذات ألوانٍ محايدةٍ بلونٍ جريءٍ ومتباينٍ من خلالِ جدارٍ مميَّزٍ، أو إكسسواراتٍ كالوسائدِ والسجَّاد. عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالموادِّ، ينصحُ بضمِّ قواماتٍ مختلفةٍ، بحذرٍ، مثل مجاورةِ طاولةِ قهوةٍ زجاجيَّةٍ ناعمةٍ لسجَّادةٍ من الصوفِ المنسوج».
وبحسب المصمِّمة حفصة، يضيفُ إدخالُ موادَّ مختلفةٍ إلى مكانٍ واحدٍ من خلال الجدرانِ، والأسقفِ، والأرضياتِ عمقاً. لناحيةِ الجدران، يُجمَعُ بين الطلاءِ، وورقِ الحائط (أو الألواحِ الخشبيَّة) لإنشاءِ نقطةٍ محوريَّةٍ مميَّزةٍ. ومن المُمكن تزيينُ الأسقفِ بالعوارضِ، أو التصاميمِ المسقوفةِ باستخدامِ الخشب، أو اللمساتِ المعدنيَّة.
لناحية الأرضياتِ، تحلو مجاورةُ الخشبِ الصلبِ البلاطَ (أو السجَّاد) لتحديدِ مناطقَ مختلفةٍ داخل مساحةٍ مفتوحةٍ، ما يضيفُ الوظيفةَ، والجاذبيَّةَ الجماليَّة. المفتاحُ هو الحفاظُ على لوحةِ ألوانٍ متناسقةٍ، وأسلوبٍ موحَّدٍ في كلِّ أجزاء التصميم.
مواد عضوية

تمثِّلُ الموادُّ العضويَّة مثل الخيزران، والجوتِ، والقطنِ، والصوفِ خياراتٍ ممتازةً لإنشاءِ جوٍّ طبيعي ودافئ. تعملُ هذه الموادُّ جيداً معاً بسبب القواماتِ، والألوانِ الطبيعيَّة التي تُكمل بعضها. مثلاً، تُضَمُّ سجَّادةٌ من الجوت إلى أثاثٍ منجَّدٍ بالقطنِ أو الكتَّان، ما يخلقُ مظهراً دافئاً ومترابطاً.
يُشيعُ الأثاثُ المصنوعُ من الخيزران مع الصوفِ دفئاً، وعند العملِ مع الموادِّ العضويَّة من المهمِّ إظهارُ جمالها الطبيعي وعيوبها، ما يبرزُ الأصالةَ في التصميم.