مصممة إماراتية وباحثة في التراث الإماراتي والمواد المستدامة. مليئة بشغف وحب الفنون مارست الفنون والرسم منذ الطفولة، البحث والقراءة في تاريخ الفنون تخرجت في كليات التقنية العليا بالشارقة تخصص فنون تخطيطية، وأكملت دراستها في علوم التصميم الداخلي في الجامعة الأمريكية في دولة الإمارات ثم عملت في مجالات عدة خلال العشر سنوات السابقة كالتصميم الغرافيكي والرسم الهندسي وممارسة التصميم الداخلي كمصمم حر.
إعداد: لينا الحوراني
هي المصممة خديجة المازمي، التي تعمل حالياً في بلدية عجمان كعضو فني في مشروع تنسيق المسار التراثي – عضو فني في تنسيق شارع الشيخ عمار، ومنسق في تنظيم عمليات إدارة التخطيط والمساحة. تستمد شغفها وطاقتها من القادة المؤثرين في الدولة، وتحت شعار "يدًا بيد نحتفي بالخمسين" التقيناها في يوم المرأة الإماراتية، نموذجاً للإبداع الذي وصلت إليه بنات الإمارات.
الهوية البيئية
كانت خديجة ضمن القائمة النهائية من عشرة مصممين في مسابقة فان كليف أند آربلز للمصمم الناشئ في الشرق الأوسط في العام 2021، وتكرر الترشيح أيضاً في العام 2023، تم اختيارها للمشاركة في معرض مصممي الإمارات في أسبوع دبي للتصميم. المازمي هي عضو في كل من حمدان للابتكار، ومؤسسة محمد بن راشد لمشاريع الشباب، والبرنامج الوطني للمشاريع المتوسطة، فعن دورها في الحفاظ على التراث الإماراتي من خلال تصاميمها قالت: "عندما تم ترشيحي ضمن العشرة الأوائل الشرق الأوسط في جائزة "فان كليف أند آربلز"، التي نظمتها تشكيل 2021 شعرتُ فيها بأن تصاميمي لازم تبرز أكثر من مجرد فكره وهذا شجعني أن أشارك في مسابقات أخرى، و عادة ما أدمج بين خطي الإبداعي الحداثوي، في التصميم المعاصر، وبين العناصر التراثية، وأستمد تصاميمي من الزخارف الإماراتية، والخامات التقليدية، والهوية المرتبطة بالبيئة المحلية، ثم أعيد توظيفها ضمن رؤية حديثة. فأجد في أعمالي جسراً يربط بين الماضي والحاضر، أسعى وأنا أمشي عل دربه للحفاظ على روح التراث وإحيائه بطرق مبتكرة"
المرأة الإماراتية اليوم تحظى بمستقبل واعد ودعم كبير، من القيادة أو من المؤسسات، وعليها أن تكون واعية لهويتها، متسلحة بالمعرفة
تجارب خضتها

أكبر مرحلة تعليمية، ومحطة استفادت منها المازمي في بناء أفكارها الإبداعية، كانت، كما تقول، الدراسة في الجامعة الأمريكية في الإمارات حيث لها الأثر الأكبر، تتابع قائلة: "تخصصت في علوم التصميم الداخلي وتعمقت في البحث عن المواد المستدامة في الدولة. وعلمت في مرحلة مبكرة على تنمية حسّي البصري وربط الفن بالثقافة. فأنا أستلهم أعمالي وتصاميمي من البيئة المحيطة بي وأنا أسعى جاهدة في الفترة الأخيرة لربط التصاميم والمواد بمفاهيم التراث الإماراتي وأتمنى نشرها على نطاق عالمي".
أطلقت خديجة مؤخراً شركة "لودج" للتصميم الداخلي بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة هدفها مزج التصاميم المستدامة بالحداثة والثقافة الإماراتية والعربية لإنشاء مساحات أنيقة، ومع كل هذا التميز ترى أن أكبر مشروع تراثي قامت بتنفيذه، هو مشاركتها في تنوين تشكيل 2024" ضمن معرض "داون تاون ديزاين" بدبي، تتابع قائلة: "كان من أعمق التجارب التي خضتها مع مصممين من الإمارات عام 2023. استخدمت فيها بأعمالي مواد إماراتية محلية، وصممت قطعًا تعبّر عن التراث بأسلوب معاصر يراعي مفاهيم الاستدامة والهوية، حيث صممت مصباح «فيء» المعلق، الذي يعتبر حل إنارة بسيطًا وعصريًا، يعزز الاستدامة من خلال استخدام مواد طبيعية ومحلية، كان من أعمق التجارب، البحث عن مواد من بيئتنا الطبيعية اعادة تدويرها واستخدامها بطرق إبداعيه وبدعم من تشكيل تم إجراء العديد من التجارب، لمادة ليف النخل، وصممت قطعًا تعبّر عن التراث بأسلوب معاصر يراعي مفاهيم الاستدامة والهوية، تشكيل هي الداعم الأكبر في مرحلة تطوير عملي في تصميم المنتجات والتصميم الداخلي.
خيارات مستدامة

مزجت المازمي في تصاميمها الاستدامة بالحداثة مع الثقافة الإماراتية والعربية لإنشاء مساحات أنيقة، لكن التحدي الأكبر، الذي واجهها كما تقول: " كان في توفير المواد المستدامة المحلية ذات الجودة العالية، إلى جانب المحافظة على أصالة الفكرة، دون التنازل عن الجانب الجمالي أو الوظيفي. وإيجاد هذا التوازن بين القيم البيئية والثقافية والحداثة
وقد تجسد ذلك في تجربة "تنوين تشكيل"، حيث استخدمت خامات إماراتية مستوحاة من البيئة المحيطة بنا، مثل ليف النخل. حاولت ترجمة هذه المواد إلى لغة تصميمية تحاكي تراثنا لكن بلغة معاصرة، فأنا أبدأ دائمًا بالبحث عن مواد محلية قابلة لإعادة الاستخدام أو صديقة للبيئة. نعم، أحيانًا يكون من الصعب إيجاد خيارات مستدامة تتناسب مع رؤيتي التصميمية، لكنني أؤمن أن التحدي يدفع للإبداع، لذلك أعمل باستمرار على تطوير أسلوبي بما يتوافق مع اهدافي.
كما أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تسهيل عملية التصنيع ويمكن استخدامه في صناعة النماذج الأولية وتوليد أفكار جديدة، هو أداة قويةً ولكن بدون الإبداع لا يمكن توظيفها لخدمة المصممين والفنانين" .
أستخدم في إبداعاتي التصميمية مواد تحاكي تراثنا لكن بلغة معاصرة، أبحث عن مواد محلية قابلة لإعادة الاستخدام أو صديقة للبيئة
الدعم الكبير

ولا تنسى المازمي موقفاً أبداً خلال رحلتها العملية، وهو ترشيحها ضمن العشرة الأوائل الشرق الأوسط في جائزة "فان كليف أند آربلز" عام 2021 ، تتابع قائلة: "كانت لحظة لا تُنسى. شعرتُ فيها بأن تصاميمي تبرز أكثر من مجرد فكرة وهذا شجعني أن أشارك في مسابقات أخرى، وهذا هو التحدي الأكبر الذي وضعت به المرأة الإماراتية اليوم والتي تحظى بدعم كبير، سواء من القيادة أو من المؤسسات. مستقبلها واعد، وفي يوم المرأة الإماراتية، أؤكد أنه على المصممة أن تكون واعية لهويتها، متسلحة بالمعرفة، منفتحة على التجديد، وفي الوقت نفسه متمسكة بجذورها، هذا هو الإبداع الحقيقي".
أشارت خديجة إلى أن أسعد يوم في حياتها، عندما أسست شركتها "لودج" للتصميم الداخلي بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تعلّق قائلة: "شعرت وقتها أن حلمي في تحويل شغفي بالتراث والتصميم إلى مشروع واقعي قد بدأ يتحقق".

كيف تجعلين ديكورات منزلك صديقة للبيئة ومواكبة لموضة العصر؟