يُمثّل السجاد عنصراً أساسياً في ديكور المنزل، فهو لا يفترش الأرضيات فحسب بل يتجاوز دوره ذلك إلى لفت الأنظار، وترسيخ المساحات، والجمع بين ديكور الجدران والأثاث وأكسسوارات التزيين، إضافة إلى الإيحاء بالدفء والراحة، وسواء كان السجاد سادة أم منقوشاً، مستديراً أم مربعاً أم مستطيلاً أم لا يمتلك شكلاً هندسياً واضحاً، يتردّد السؤال عن حجمه، عند تأثيث غرفة منزلية ذات مساحة واسعة؛ فهل الأفضل اختيار سجادة كبيرة أو مجموعة من القطع الصغيرة؟ جدير بالذكر أن السجادة الكبيرة عبارة عن قطعة تغطي الأرضية، مع استيعاب كل أثاث الغرفة، ففي صالة المعيشة، يُقصد بها سجادة تمتد تحت الأريكة والكراسي وطاولة القهوة. أما في غرف الطعام، فقد تُوضع تحت الطاولة والكراسي حتى عند سحب الأخيرة. في السطور الآتية، مميزات كل خيار لمساعدتك على تأثيث منزلك بجمالية.
مقارنة بين أحجام السجاد المنزلي
- تُوفّر السجادة الكبيرة أساساً ناعماً ومتماسكاً للأرضية، في حين أن توزيع القطع الصغيرة من السجاد يبرز اهتمامك بفن الديكور، مع تحقيق الانسجام بين الألوان المتنوعة العائدة لكل سجادة، فضلاً عن الاختلافات في الملمس، وحتى الشكل.
صالة استقبال منزلية مع سجادة واحدة تغطي كاما الأرضية تقريباً - يُؤثّر حجم السجادة على انسيابية الغرفة، لا سيما إذا كانت الأخيرة فسيحة، فالسجادة الكبيرة التي تفترش كل الأرضية تقريباً تحول المساحة كأنها مشهدٌ واحدٌ مُترابطٌ ودافئ. على العكس من ذلك، تحقق السجادات الصغيرة المتعددة مساحات مميزة تتنقل بينها العينان، أحياناً بصورة ممتعة وأحياناً أخرى بصورة مشتتة. لذلك، يقترح المصممون أن السجاد الكبير مناسب للحلول في المساحات المفتوحة بشكل أفضل، بينما تعدّد السجاد ذي الحجم الصغير، وفي حال إغفال التنسيق المدروس، يخلق فوضى متقطعة بدلاً من الانسجام.
منزل يتبع النمط المفتوح في الديكور مع سجادات صغيرة على الأرضية
قد يهمك الاطلاع أيضاً على: قواعد وضع السجادة في غرفة المعيشة
فوائد السجاد الكبير
في تلخيص لفوائد اختيار سجاد كبير للمساحات الواسعة، جدير بالذكر أنه:
- يربط المساحات ببعضها، من الناحية البصرية، كما يُعزز وضوح التصميم الداخلي، ففي المنزل الذي يتبع تصميمه النمط المفتوح، ويجمع بين غرفتي المعيشة والطعام، يُمثل السجاد الكبير نقطة ارتكاز، ويربط قطع الأثاث معاً، مما يُضفي مظهراً موحداً. حتى في المساحات الصغيرة، يُمكن أن يكون السجاد الأكبر فعّالاً أكثر؛ إذ يُقلل من مظهر الأثاث المتناثر والأرضيات المكشوفة، مما يجعل الغرف تبدو أكثر اتساعاً وأقل ازدحاماً.
- يُفيد السجاد الكبير، بشكل خاص، في المنزل المفتوح، حيث يُمكن للقطعة الكبيرة أن تُميّز منطقة الجلوس عن منطقة تناول الطعام دون فواصل مادية.
- يُضفي السجاد الكبير شعوراً بالراحة والفخامة.
- يُساعد السجاد الكبير أيضاً على امتصاص الصوت؛ إذ يُخفف من الضوضاء المحيطة، خاصةً في الغرف ذات الأرضيات الصلبة، مثل البلاط أو الخشب.
- في الأماكن المزدحمة، يُساعد السجاد الكبير على منع الانزلاق والسقوط من خلال توفير أسطح ثابتة للمشي. كما أن حجمه ووزنه يُقللان من احتمالية تحركه أو تجمعه، مما يُقلل من مخاطر التعثر.
- كما يحمي السجاد الكبير الأرضيات من التآكل والتلف الناتج عن الاستخدام اليومي.
- لن يحتاج السجاد الكبير سوى لتنظيف وتدوير وصيانة قطعة واحدة؛ مما يُقلّل من الجهد المبذول.
مزايا استخدام مجموعة من قطع السجاد الأصغر
في بعض الحالات، قد يكون استخدام سجادتين أو أكثر أصغر حجماً أنسب. إليك السبب:
- مرونة أكبر في التصميم: يُمكنك المزج بين القوامات أو الألوان أو النقوش للحصول على مظهر أكثر انتقائيةً أو تعدداً في الطبقات.
- مثالي للتصاميم غير المتناسقة: إذا لم تكن مساحة غرفتك مستطيلة الشكل تماماً، أو كانت تحتوي على تجاويف أو مناطق، فقد تجدين أن السجاد الأصغر حجماً أسهل في التعامل معه.
- خيارات اقتصادية: اعتماداً على المواد والتصميم، قد يكون شراء سجادات أصغر حجماً أسهل على الميزانية من شراء سجادة واحدة كبيرة الحجم.
- أسهل في النقل أو الاستبدال: هل انسكب شيء ما؟ استبدال سجادة صغيرة واحدة أقل متاعب وتكلفة بكثير من استبدال سجادة كبيرة.
- نمط الديكور: افتراش الأرضية بمجموعة من القطع الصغيرة مناسب للديكورات الداخلية الانتقائية أو المرنة.
سجادتان في منطقة المعيشة المفتوحة
قد يهمك الاطلاع أيضاً على: كيفية اختيار السجاد لغرفة الجلوس؟ أفضل النصائح في دليل مفصل
إذن، في الإجابة عن السؤال الآتي: السجاد الكبير أم القطع الصغيرة... ما الأفضل للمساحات الواسعة؟ وبعد الاطلاع على مصادر تصميمية مختلفة، يظهر أن السجاد الكبير يُرسّخ المساحة الواسعة بشكل أنيق، ويجعل الغرفة الفسيحة تبدو موحدة. في المقابل، تُضفي مجموعة من القطع الصغيرة لمسة شخصية ومرونة، لكنها قد تبدو غير متناسقة في المساحة الواسعة، إذا لم تُرتّب بعناية. ولا يغفل عن الحل العصري المتبع أخيراً من بعض صاحبات المنازل والمتمثل في "تغليف السجاد" أي اختيار سجادة صغيرة منقوشة تحبينها ووضعها فوق سجادة كبيرة محايدة، لتجمعي بين التماسك والمرونة في آن واحد.
لذا، فكّري في نمط حياتك وميزانيتك وأهدافك التصميمية؛ ففي المطبخ وغرفة المعيشة، تُوفر السجادة الكبيرة الأساس المثالي، وكقاعدة ذهبية، تأكدي من أن الأرجل الأمامية لكل من الأريكة والكراسي تلامس السجادة، لتربط المساحة، أما في مدخل المنزل أو الزوايا الصغيرة، فإن اختيار مجموعة من القطع الصغيرة بعناية يُفي بالغرض، لذلك، ليس أيُّ الخيارين "الأفضل" على الإطلاق؛ فالأمر كله يتعلق بـ"شخصية" مساحتك وأولوياتها، تذكري أن اختيار السجاد الأنسب يعتمد على أبعاد غرف منزلك، وتصميم الأثاث، وتفضيلاتك الشخصية. عند تصميم الغرف المنزلية، قلّما تجدين خيارات تُضفي لمسةً جماليةً بارزةً كالسجاد. لذلك، في المنازل الكبيرة أو المساحات المفتوحة، لا يقتصر اختيار سجادة كبيرة أو مجموعة من القطع الأصغر على الجانب الجمالي فحسب، بل يتعلق أيضاً بالوظيفة والانسيابية وأهدافك التصميمية العامة.
