الحياةُ في تغيُّرٍ مستمرٍّ، تتسارعُ فيه عقاربُ السَّاعةِ، لتُصارعَ تشابكاتِ الحياةِ وتحدِّياتها، وضمن هذا التَّصارعِ، لا بدَّ للذَّكاءِ العاطفي أن يلعبَ دوره في الإبداعِ، ويثبت قدرتَه على فهمِ ذاتِ المرءِ، ودوافعه الدَّاخليَّةِ للتَّغييرِ، والابتعادِ عن المألوفِ في زمنٍ، تطوُّرُ التِّكنولوجيا فيه، أسرعُ من حركةِ الرِّياحِ!
إنَّ الحياةَ في ظلِّ هذه الظُّروفِ المتطوِّرةِ المتسابقةِ مع صاروخِ الزَّمنِ، تستوجبُ على المرءِ أن يُعمِلَ عقلَه، وأن يتَّخذَ من التَّغييرِ، وتجديدِ نمطِ حياته مساراً جديداً، يطوِّرُ به مشاعرَه وأحاسيسَه، كما ويطوِّرُ شخصيَّته.
ومع امتلاكِ المرءِ الذَّكاءَ العاطفي، ومهاراتِه، فإنَّ ذلك سيساعدُه في إعادةِ تقييمِ مسارِ حياته الشَّخصيَّةِ، والمهنيَّةِ، والعمليَّةِ، وكلِّ جوانبِ الحياةِ، واغتنامِ الفرصِ الجيِّدةِ، وتطويرِ الإيجابيَّاتِ، والابتعادِ عن السَّلبيَّاتِ بشكلٍ، يضمنُ له حياةً مستدامةً، موجِّهاً بوصلته نحو الإبداعِ والابتكارِ، ما يُسهِمُ في خروجه من الرُّوتينِ المدمِّرِ، وتغييرِ العاداتِ غير المرغوبِ فيها، ذلك أنَّ كلَّ عادةٍ، تستغرقُ ما بين 21 إلى 40 يوماً لتتغيَّر مع وجودِ الهمَّةِ، والإرادةِ القويَّةِ، والإصرارِ.
وباجتماعِ ما تقدَّم مع مهاراتِ الذَّكاءِ العاطفي، تتبدَّلُ العاداتُ، وتتحسَّنُ نحو الأفضل، مع استغلالِ الفرصِ الجيِّدةِ، واستثمارها، وتوجيه مقدَّراتِ الفردِ نحو مستقبلٍ مشرقٍ لتطويرِ الرُّؤيةِ المستقبليَّةِ بما يضمنُ حياةً أفضل.
نستنتجُ ممَّا سبق، أنَّ التَّغييرَ أمرٌ محتومٌ، لا بدَّ منه للإنسانِ، فهو وسيلةٌ للتَّعاملِ الذَّكي مع التَّطوُّراتِ الحياتيَّةِ. ومع توفُّرِ الذَّكاءِ العاطفي لدى المرءِ، والابتكارِ، سيضعُ بصمتَه في الحياةِ، وسيخرجُ عن المألوفِ إلى كلِّ فريدٍ جديدٍ.