mena-gmtdmp

قلوبٌ متصلة.. وفرحةٌ واحدة

د. سعاد الشامسي 
د. سعاد الشامسي
د. سعاد الشامسي

في كلِّ عامٍ، يطلُّ علينا اليومُ الوطني السعودي، ليُشكِّلَ مناسبةً، تتجاوزُ حدودَ المملكة، ويصلُ صداها إلى كلِّ بيتٍ خليجي، خاصَّةً في الإمارات العربيَّة المتَّحدة، إذ إن العلاقةَ بين الشعبَين السعودي والإماراتي، لم تُبنَ على المصالحِ العارضة، بل على جذورٍ من الدمِ، والهويَّةِ، والمصيرِ المشترك.

يقولُ الإماراتي: أنا سعودي إذا نادى الموقفُ. ويقولُ السعودي: أنا إماراتي إذا احتاجَ الأخُ لأخيه.

هذه ليست شعاراتٍ، بل هي واقعٌ، تُجسِّده المواقفُ والتاريخُ منذ أيَّامِ المغفورِ لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز، طيَّب الله ثراهما، إلى قيادتنا اليوم التي تمضي برؤيةٍ واحدةٍ نحو غدٍ أكثر إشراقاً.

الخليجُ، لم يكن يوماً مجرَّد جغرافيا، بل كان عائلةً واحدةً دائماً. الأعراسُ، تُفرحنا جميعاً، والأحزانُ تُوحِّد دعاءَنا، والانتصاراتُ نفخرُ بها معاً، لذا عندما يزدانُ العلمُ السعودي في سماءِ الوطن، تهتزُّ قلوبُ الإماراتيين بالفرحِ كما لو كان علمهم، والعكسُ صحيحٌ.

الإمارات والسعوديَّة معاً، تقودان اليوم مسيرةً تنمويَّةً رائدةً في الاقتصادِ، والابتكارِ، والطيرانِ، والطاقةِ النظيفةِ، والثقافةِ، وتعزيزِ الهويَّةِ العربيَّةِ والإسلاميَّة. هذه الشراكةُ، ليست مجرَّد تعاونٍ، إنها إيمانٌ عميقٌ بأن المستقبلَ، يُصنَع باليدين معاً، وأن أمننا واستقرارنا لا يتجزَّأ.

اليوم الوطني السعودي، هو يومٌ للإماراتيين أيضاً، كما أن كلَّ يومِ إنجازٍ إماراتي، هو فخرٌ للسعوديين. بهذا الشكلِ تستمرُّ قِصَّةُ الإخوةِ: لا خطوطَ فاصلةٌ، وإنما قلوبٌ متَّصلةٌ.

وفي هذا اليومِ المبارك، أهنِّئ من القلبِ إخوتنا في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ، قيادةً وشعباً، وأقولُ لهم: فرحتكم فرحتنا، وإنجازاتكم عزٌّ لنا كما هي عزٌّ لكم. وما دامت القلوبُ صافيةً، والنيَّاتُ صادقةً، فإن مستقبلنا واحدٌ، وقوَّتنا واحدةٌ، وخليجنا سيبقى بيتاً كبيراً، يضمُّنا جميعاً بحبٍّ وأخوَّةٍ لا تهزُّهما الأيَّام.