"لأنها أبدعت".. تسليط الضوء على موهوبات خليجيات

صور عامة من جناح «لأنها أبدعت»
صور عامة من جناح "لأنها أبدعت" -الصورة من المكتب الإعلامي لنتفليكس

تمتلك راويات القصص من النساء حكايات استثنائية، توفر الفرصة لهن لروايتها بأصواتهن ومشاركتها بأسلوبهن الخاص، حيّزاً ثقافياً لتقديم المزيد من القصص الأكثر أصالة وواقعية التي لم يتم سردها من قبل. لذلك خصّصت منصة نتفليكس Netflix مساحة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، للعام الثاني على التوالي للاحتفاء بروح الإبداع والريادة التي تتمتع بها نخبة من صانعات الأفلام المتألقات من العالم العربي؛ لإعلاء أصواتهن وإيصالها إلى جمهور من المتخصصين العاملين في هذا المجال.

الاحتفاء بالمبدعات الخليجيات

مبادرة «لأنها أبدعت» قررت على هامش فعاليات مهرجان البحر الأحمر في دورته الثالثة التي أقيمت بين 30 نوفمبر و9 ديسمبر 2023، تكريم ثلاث مبدعات خليجيات من جيل الشباب وهن: الفنانتان السعوديتان فاطمة البنوي، التي أخرجت ومثلت وكتبت فيلم بسمة، وأضواء بدر، الفنانة السعودية الأمريكية وبطلة الفيلم السعودي «ناقة»، إلى جانب الفنانة الكويتية هيا عبد السلام، الممثلة الرئيسة والمنتجة للمسلسل الكويتي «محامية الشيطان».

"سيدتي" حاورت المبدعات الثلاث للوقوف على أسرار القصص النسائية التي يستلهمن منها قصصهن.
 

فاطمة البنوي من جناح "لأنها أبدعت"- الصورة من المكتب الإعلامي لنتفليكس

فاطمة البنوي: أستمع إلى القصص من مصدرها كمبدعة سعودية

-بدايةً، كيف تتعاملين مع عملية سرد القصص لضمان تمثيل أكثر واقعية للمرأة السعودية والعربية في الروايات التي تساهمين فيها؟

بالنزول إلى أرض الواقع، والاستماع إلى القصة من مصدرها الأصلي وهو المرأة نفسها، من خلال التحدث إلى الفتيات والنساء من الأعمار والفئات الاجتماعية المختلفة، وهو ما حدث بالفعل مع مشروعي «القصة الأخرى»، الذي يقوم على قصص وحكايات من أرض الواقع، فنزلت إلى الشارع في مدينتي جدة ودخلت عدة أماكن، مثل المقاهي والجامعات والمعارض والبازارات والبيوت، وكل مكان أجد فيه من يقبل أن يحكي قصته لي، حتى جمعت ما يقرب من أربعة آلاف قصة، من بينها الكثير من القصص التي تخص المرأة.

-هل هناك قصص أو مواضيع معينة تشعرين بشغف تجاه سردها كمبدعة؟ ولماذا؟

تجذبني القصص الإنسانية الصادقة، قصص الشارع والناس البسطاء، والقصص التي تؤصل لجذور الإنسان وتاريخه، فمنذ أن وعيت وأنا منغمسة في الحكايات وقصص البشر وأسيرة لها، وكان أول راوٍ في حياتي هو جدي وجدتي، حيث ذهبا بي بحكاياتهما إلى الماضي الذي أنتمي إليه بكل ما يحمل من حنين، وإلى جذوري ومسقط رأسي ومدينتي جدة. وبسببهما تداخلت عندي الأحلام والتطلعات الإبداعية، ما بين تصوير هذه الأحلام وتجسيدها، سواء بالكتابة عنها في كتاب، أو من خلال عمل فني.

فاطمة البنوي، ممثلة ومدونة وباحثة سعودية، مهتمة بالتطوير الاجتماعي، حاصلة على ماجستير في الدراسات الدينيّة متخصّصة في العالم الإسلامي من جامعة هارفرد، وعلى بكالوريوس في علم النفس من جامعة عفّت، ولها عدد من المقالات التي تقوم بنشرها على مدوّنتها، عُرِفَت فاطمة كبطلة للفيلم السعودي بركة يقابل بركة، وانطلقت منه إلى تقديم أدوار في عدد من الأعمال مثل «الشك»، «سكة طويلة»، «أبطال»، «الهامور ح.ع»، «العميل صفر»، و«أحلام العصر».

أضواء بدر من جناح "لأنها أبدعت"- -الصورة من المكتب الإعلامي لنتفليكس

أضواء بدر: أعداد المواهب السعودية في تزايد

-كفنانة متعددة المواهب، ممثلة وشاعرة وكاتبة، كيف تنظرين إلى المرأة المبدعة التي تتجاوز الأنماط التقليدية وتسعى لأدوار غير تقليدية في قطاع الترفيه والسينما، وخاصة خلف الكاميرا؟

أرى حالياً ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المواهب في المملكة العربية السعودية، وأنا سعيدة بمعاصرتي لهذه الحقبة الرائعة، وبرؤية المزيد من الموهوبات والمبدعات يعبرن عن أنفسهنّ وتجاربهنّ وشخصياتهنّ الفريدة من خلال أعمالهن بشكل صادق وحقيقي، وأتطلع دائماً بتفاؤل لما يخبئه لنا المستقبل.

-ما الذي يمكن أن تقدمه صناعة الترفيه والسينما من فرص؟

لا بد أن يقدم قطاع الترفيه والسينما في العالم كله فرصاً متساوية للجميع، وأن يمنح كل فنان متسعاً للتعبير عن نفسه وهويته الفريدة، فجميعنا نعيش في هذا العالم، ولدينا أحلام وطموحات نتطلع لتحقيقها، وفي جعبتنا قصصٌ فريدة لنرويها، ونتوق لرؤية المزيد منها.

أضواء بدر، هي فنانة وممثلة وشاعرة وكاتبة سيناريو سعودية أمريكية، متعددة المواهب والاختصاصات، وقد حصلت مؤخراً على أول دور رئيس لها في فيلم «ناقة» للمخرج السعودي مشعل الجاسر، والذي وقع عليه الاختيار رسمياً ليكون ضمن قائمة الأفلام السعودية المشاركة في «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي» لعام 2023، ضمن عروض منتصف الليل Midnight Madness، وقد اختيرت أضواء، بفضل أدائها المميز، ضمن النجوم الواعدين الذين سيلتحقون ببرنامج الفنانين الصاعدين Rising Stars التابع لمهرجان تورونتو السينمائي الدولي, كما حصلت على منحة وجائزة برنامج Share Her Journey من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، لتكون أول ممثلة سعودية تفوز بجائزة في مهرجان سينمائي دولي.

يمكنك متابعة اللقاء على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط تسليط الضوء على موهوبات خليجيات

صورة هيا عبد السلام من جناح "لأنها أبدعت" -الصورة من المكتب الإعلامي لنتفليكس

هيا عبد السلام: المبدع لا يتوقف عن التعلم

ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتشجيع المزيد من النساء على ممارسة المهن في صناعة الترفيه؟

البداية دائماً مهمة ومعرفة كيف يصنع المحتوى (المعرفة) مهمة جداً وأيضاً خوض الميدان بشكل حقيقي على الأقل 3 سنوات متواصلة غير منقطعة لمعرفة كيف تدار العملية، من أبسط مهنة حتى تصل إلى الأعلى لتكون منتجة إبداعية متمكنة.

أنت أيضاً شغوفة بإنتاج المحتوى، كيف كانت تلك التجربة بالنسبة لك وما هي النصيحة التي تودين تقديمها للمنتجات الطموحات في المنطقة؟

نتاج خبرة لا تقل عن 15 سنة في المجال الفني خلف الكواليس، ونصيحتي الرئيسة، لتكوني مهمة في مجالك يجب عليك التواضع أمام الفن وعدم التوقف عن التعلم.

هيا عبد السلام ممثلة ومخرجة كويتية، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2006 قسم التمثيل والإخراج، وكانت تجربتها الأولى في الإخراج بمسرحيتيْ «أولى أول»، و«انتظارات». أما في مجال الإخراج التلفزيوني فقد عملت كمساعدة مخرج مع محمد دحام الشمري في مسلسل «عيون الحب»، ومسلسل «آخر صفقة حب»، ومسلسل «الهدامة»، وخاضت تجربة التمثيل للمرة الأولى في مسلسل «أم البنات»، و«آخر صفقة حب» عام 2009، قبل أن تتألق من خلال مشاركتها في عدد من الأعمال المميزة مثل: «أجندة»، «مانيكان»، «نبض مؤقت»، «عائلة عبد الحميد حافظ»، «وعائلة الشيطان».

صور عامة من جناح "لأنها أبدعت"-الصورة من المكتب الإعلامي لنتفليكس

نهى الطيب: العربيات يسردن قصصاً مذهلة

وقد عبرت نهى الطيّب، رئيسة المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، نتفليكس عن هذه المبادرة قائلةً: «شكلت مبادرة «لأنها أبدعت»، وستظل دائماً، فرصة لنا لتسليط الضوء على المواهب النسائية البارعة في سرد القصص في العالم العربي، وقد شهدنا كيف تألقت النساء العربيات في سرد قصصٍ مذهلة منذ عقود، ونرى الآن فرصاً جديدة للمزيد من المُبدعات ليروين قصصاً لم تُرو من قبل، ونسعى دائماً لبذل المزيد لدعمهنّ والاحتفاء بأصواتهن وإلهام جيل جديد من النساء لتحقيق أحلامهن الإبداعية».

-ما هو محور مبادرتكم لهذا العام؟

يسرنا تسليط الضوء على مبادرة «لأنها أبدعت» للعام الثاني على التوالي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، لنعرض من خلالها تجارب غنية لثلاث سيدات موهوبات عملنا معهنّ عن كثب لتتمكنَّ من رواية قصصٍ لم تتح لهنّ الفرصة لسردها من قبل: هيا عبد السلام، المنتجة الرئيسة المبدعة لمسلسل التشويق الدرامي الكويتي «محامية الشيطان»، الذي أنتجته نتفليكس، وفاطمة البنوي التي لم تكتفِ بكتابة فيلمنا القادم «بسمة»، بل قامت بإخراجه أيضاً وذلك للمرة الأولى في مسيرتها المهنية، وأضواء بدر، نجمتنا الصاعدة التي قدمت أداءً رائعاً كبطلة في الفيلم السعودي القادم «ناقة». ونهدف من خلال جلستنا الحوارية إلى تكريم هذه الكوكبة من السيدات والاحتفاء بهنَّ، وإلهام المبدعات الجدد اللاتي يتطلعنَّ لدخول عالم الترفيه والسينما. وندعو جميع المبدعات في القطاع، من مخرجات وكاتبات وممثلات ومنتجات وغيرهنّ، للاحتفاء بإبداعاتهن ومشاركتنا تجاربهن عبر هذه الفعالية.

-كيف تتوافق مبادرة «لأنها أبدعت» مع المحتوى الذي تستثمرون فيه من المنطقة؟

نُدرك أن وجود مزيد من النساء خلف الكاميرا سيكون له تأثير أكبر على طريقة تقديم المرأة أمام الكاميرا، ومنصة «لأنها أبدعت» تتيح لنا دعم رواة القصص من النساء المميزات، وهي استمرارٌ لالتزامنا الراسخ بالتعاون مع المرأة من خلال العمل مع صانعات المحتوى المعروفات والأصوات الجديدة من العالم العربي لسرد قصص تزخر برؤى وتجارب متنوعة، وتُعرض حالياً على نتفليكس مثل: «مدرسة الروابي للبنات»، و«البحث عن علا»، و«الصفقة»، و«جايبة العيد»، وغيرها من القصص التي أبدعتها النساء.
غير أن مبادرتنا تتجاوز موضوع المحتوى، إذ إن العديد من المشاريع التي دعمتها المبادرة على مر السنين مثل برنامج الكتابة الإبداعية «لأنها أبدعت» أو تعاون «صندوق نتفليكس لدعم المواهب الإبداعية» مع «الصندوق العربي للثقافة والفنون»، أو «سيدات في السينما»، تُسهم في رفد المرأة العربية بالأدوات اللازمة لتتمكن من عرض أفضل نسخة من قصتها.