لا تكذبي
أتمنى أن أجد لديك نصيحة تعيد إليّ الإحساس بالسعادة. أنا مهندسة تعرفت على زميل مهندس، وتحاببنا واتفقنا على الزواج وأصبح مثل الهواء الذي أتنفس. المشكلة هي أنه متشدد جدا ويمنعني من الخروج إلا بإذنه رغم أننا لم نتزوج بعد. وأجد هذا الميل معوقًا إلى درجة تدفعني للكذب أحيانا. مؤخرا اضطررت إلى السفر مع أخي لزيارة خالي في بلد آخر، ولم أخبر خاطبي بموضوع السفر؛ لأنه جاء فجأة وخفت ألا يوافق على سفري، فسافرت من دون أن أخبره، وحين عدت اكتشف أنني كذبت عليه، فأصيب بصدمة عصبية، وهدد بفسخ الخطبة، وقرر السفر للعلاج من أثر فعلتي.
أريد نصيحة تعيد التوازن إلى علاقتي معه وتجعله يسامحني على الكذبة. أتمنى ألا تهملي رسالتي.
أم حيدر
الرسالة تقرأ من عنوانها. ورغم أنك تعتبرينه الهواء الذي تتنفسين، فأنا أحذرك من مغبة استنشاق هذا الهواء على المدى الطويل. من حق الزوج أن تطيعه زوجته، ولكن ليس من حقه أن يضع حبلا حول عنقها ويسوقها كالدابة التي لا إرادة لها. أولا في الوقت الحالي أنت في بيت أهلك وولي أمرك هو المخول بالسماح لك بالسفر من عدمه. حين تصبحين زوجة تكونين مطالبة بطاعة زوجك، وهذا حقه عليك، ولكن الطاعة لا تكون طاعة عمياء بلا سبب، لو كان سبب المنع للصالح العام تقبلينه، ويجب أن يكون المنع مشفوعا بتفسير السبب، حين يختار خاطب فتاة تزامله في العمل لا يجب أن ينسى أنها تعلمت وأصبحت معرضة للحياة العامة، ومواقف تدفعها للاختيار الفوري أحيانا.
قبل أن تبحثي عن مخرج من الأزمة الحالية يجب أن تجلسي مع خاطبك وتتفاهمي معه على أسلوب التعامل بينكما في المستقبل. لو لم يقبل بأن حرية الحركة لا تعتبر عصيانا في جميع الأحوال لا أنصحك بإكمال المشوار. الزواج شراكة والشراكة تشاور وتفاهم قبل كل شيء.
أزمة ثقة
أنا بنت من بنات المجتمع الشرقي، عمري 27 سنة، وملتزمة بديني وشرع ربنا، محترمة لعادات مجتمعنا ومبادئ أهلي في الأخلاق والحمد لله،أنا أكبر أخت لعائلة من 9 أفراد، أهلي طول عمرهم في مشاكل، أدعو الله أنا وأخواتي بأن نتزوج بالصالحين، ونسعد في الزواج، منذ عام أصبحت الوحيدة القادرة على الإنفاق على البيت، وعليَّ مسؤولية كبيرة، أنا دائما حنونة على أخواتي وإخوتي ... من أول ما وعيت على الدنيا وأهلي يعيشون ظروفا صعبة ومشاكل، ولكوني الكبيرة وعيت على تحمل المسؤولية بسرعة. كنت دائما الكتف الحنونة لأمي، والأذن الصاغية لسماع كل ما يضايقها من والدي منذ أن كان عندي 16 سنة. والدي رجل صعب جدا جدا .وكانت الحياة معه مش سهلة ونكدًا. الحمد لله ...وأمي طول تلك السنين صابرة.
ماما فوزية أنا مش عارفة أصف مشكلتي. بس باختصار أنا تعيسة ومش حاسة بالسعادة في حياتي، مع العلم أن الله أعطاني الصحة والعائلة والنجاح العملي. يعني أنا رئيسة قسم في شركة كبيرة جدا، ولكني أفتقد عنصرا مهما في حياتي وهو الحب، أفتقد شيئا يملأ فراغ القلب، وهو إنسان يحبني ويريحني ويشعرني بأنوثتي. أنا فتاة جميلة والحمد لله، وعمري 27 عاما، ولم أتزوج. لم أدخل تجارب عاطفية لأني ملتزمة. وكلما حاول شاب أن يكلمني بقصد الصحبة أصده؛ لأني لا أفكر إلا في شخص سيكون زوجي. قبل نصف سنة ارتبطت بشاب عن طريق زواج تقليدي. بس أنا ما أحببته. حاولت كثيرًا أن أحبه ولم أقدر، وكنت أرى فيه عيوبا كثيرة، وكان يطالبني بإرضائه جسديا وإحنا في فترة الخطوبة، فكرهته وكرهت الزواج، ورفضت، إلى أن انفصلت عنه، كنت واعية بفترة الخطوبة، وحاولت أتفاهم معه وأقترب منه لكن لم أقدر؛ لأنه لم يكن الرجل الذي يمكن أن يملأ حياتي، ويكون أبا لأولادي، سأظل في حاجة لرجل في حياتي يحبني وأحبه، ولا يطلب مني أن أتغير لكي أصبح صورة طبق الأصل من خياله.
كلما نظرت في المرآة أشعر بأنني أكبر، وأنه بات مستحيلا أن أعيش الحب والزواج. أنا الوحيدة من بنات عائلتي وجيراني التي لم تتزوج مع أني على قدر من الجمال والنجاح والأخلاق... الكل يطلب بنت الـ 22 و23 ... أنا سئمت من نظرة المجتمع. والله أنا سأكون زوجة صالحة وأما حنونا، لولا قالب اللعبة السطحية الذي رسمته أمهات الشباب! مع العلم أني حلوة ورشيقة... ذنبي فقط هو أنني في السابعة والعشرين... وأنني ناجحة في عملي، وهذا في حد ذاته مشكلة؛ لأن الأمهات يخفن من أن تطغى من هي مثلي على سيادة الرجل في البيت! والشاب مستحيل يتقدم إلا بموافقة الأم، وهذا حدث معي أكثر من مرة؛ أن يعجب بي شاب، ثم يطلب أن تأتي أمه لتراني، ثم ينسحب.
أنا لا أفكر بالحرام أبدا... أخواتي الأصغر مني كلهن عشن قصصا في حياتهن من غير زواج، ومنهن من تزوجن، وأخريات ينتظرن الحبيب إلى أن ينتهي من الدراسة...أما أنا فلا يحبني أحد لأني ملتزمة، مع أني بالشركة شخصيتي مرحة، وأحكي مع شباب في حدود الأدب، والكثير من زملائي يتشاورون معي في مشاكلهم؛ لأني عاقلة. أنا عايشة في صراع... نفسي أعيش شبابي مثل البنات لكن هناك ضوابط تمنعني، فأنا أحتسب الأجر عند ربنا... أنا عايشة في تعاسة وانتظار وألم لدرجة أني امتنعت من الاختلاط بأختي الأصغر مني المتزوجة؛ لأني أتضايق كلما رأيتها سعيدة، والعائلة سعيدة بها، وأنا لا أحد يحبني.. ولا يريد أن يتزوجني....أنا أحب أختي كثيرا، وأعمل لها كل شيء يسعدها، وعملت لها كل شيء مميز بعرسها عشان تحس بالسعادة، وزوجها يحترمني ويقول: عني إني أخت رائعة ومعطاءة...
هل المطلوب مني هو أن أتغير؟ لا أصدق أنني لست جديرة بالحب، هل من المعقول أنني جذابة في نظر نفسي فقط؟ هل أنا معقدة؛ لأني لا أخرج مع الشبان؟ أتمنى أن أتخلص من الإحساس بالكآبة، أتمنى أن أشعر بالسعادة ولا أعرف كيف السبيل، أدعو الله كثيرا ولكني تعبانة .هل مشاعري طبيعية؟ هل أستسلم؟ هل من حقي أن أحلم؟
الحائرة نادين
أزمتك هي أزمة ثقة لا أكثر. فقد حباك الله بنعم كثيرة ولكنك لا تفكرين إلا فيما ينقصك، وتستعجلين الرزق فتنسين أن الله جعل لكل شيء موعدا لأسباب لا نعرفها. كل ما ذكرت عن أخطاء المجتمع له أساس من الواقع، ولكن نسيت أن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. أليس من المحتمل أن الله أجل زواجك رغم أنك أنت الكبرى؛ لكي يستر أخواتك؛ لأنك أنت المسؤولة عن أسرتك؟ ألم يمنحك الله هذا الدور؛ لكي يثقل موازينك ثم يجازيك بزوج ناضج بعيدًا عن فئة «ابن أمه» التي نبغضها كلنا؟
إذا كانت الأمهات تفترين على بنات الناس في مسائل الخطبة والزواج فكلٌّ تتحمل المسؤولية، ولكن المسؤولية الأكبر هي مسؤولية رجل لا يهتم بتقصي الحقائق، بل يكتفي بتفويض أم تعتمد على أهوائها في اختيار زوجة الابن.
أخرجي صدقة واملئي حياتك بالمسرات، وإياك ووساوس الشيطان. اصبري لأن الله مع الصابرين إذا صبروا. الاشتياق للحب فطرة، ولكن أن نصبر هو خير لنا لو كنا نعلم، أتمنى أن تتمسكي بإيمانك، وأن يظل التزامك هو ناموس حياتك، وأن تصدقي أن كل قرار اتخذته في حياتك هو جزء من رحلة الحياة التي تعلمنا الصبر والحكمة.