مراهنات رابحة


الحياة تمنحنا الكثير نحن الذي نجهل التعامل معها. نمتلك أفضل الأشياء في حياتنا ويظل نظرنا يرنو للبعيد. نعتقد أن الآخر هو الأفضل. بينما تجربة واحدة تجعلنا نرى الفرق بين الزيف العابر والصدق الثابت. وكلما مشيت خطوة في الاتجاه البعيد شعرت أنني ابتعدت عن نفسي, وأصبحت كأنني غريب. مسافر في طريق لم يكن لي, وتائه في مدن ليست من عالمي.

كل المراهنات على الأشياء الوهمية نقش عابر. أشياء وقتية. بينما أنت تجعلين الحياة ترتدي أجمل ألوانها. النقاء في داخلك يبث ضوءه في المكان, فلا يعود هناك مجال للمقارنات. الحب لا يأتي ضمن معايير الصفقات والمصالح, بل يتجاوز مساحات المبررات وإيجاد المسببات. وجودك يملك لغة مختلفة تجعل المحيط بك, مهما كان, مجرد مساحات خالية تستوعب وهج حضورك.

أشخاص يجتهدون ليكونوا أي شخصية ما عدا أنفسهم, فما عادوا ذاتهم, ولم ينجحوا في أن يكونوا غيرهم. بينما بساطتك وكونك أنت بكل ما فيك يجعل الأشياء حولك تتقزم. ويكون البون شاسعا بين النور والظلال. حالة التضاد في أوضح صورها. نقاء مضيء وتناقض مربك. تعلمت منك أننا لكي نمنح السعادة للآخرين نحتاج ببساطة أن نكون أنفسنا.

الأنقياء نتعلم منهم كيف نرى العالم بشكل أفضل. يتعاطون مع الحياة ببساطة وتلقائية. يرسمون أجمل العطاء بطبيعتهم. لا يتصنعون الحب, لكنهم ينثرون البهجة أينما حلوا. متصالحون مع أنفسهم, ومتفهين للآخر.

خياراتي لم تدخل دائرة الاحتمالات. قضية محسومة في كل تفاصيلها. أنت القرار الذي اخترت, والمستقبل الذي من أجله حلمت. والمصير الذي عليه راهنت.

 

اليوم الثامن:

الزيف حالة مثيرة مؤقتة, لكنها عابرة ...

الصدق أمان مريح يمنح الحياة إثارة دائمة.