استغرب محمد حسين المطيري، المنتج المنفذ لمسلسل «بنات الثانوية» لصالح قناة دبي، قرار وزارة الإعلام الكويتية منع عرض عمله على قناة «الوطن» الكويتية، متهماً نواباً في مجلس الأمة الكويتي بتأجيج الموضوع وإعطائه أكبر من حجمه، من خلال إشاعة أن العمل يسيء إلى بنات الكويت. جاءت تصريحات المطيري لـ «سيدتي» بعد أن رفضت لجنة رقابة النصوص في الوزارة إجازة نص مسلسل «بنات الثانوية» لتضمّنه محاذير وأحداثاً تتعارض مع الشروط الرقابية المعتمدة، وهو ما نفاه المطيري بشدّة، مبيّناً أن العمل التربوي يحمل في مضمونه أفكاراً نيّرة ورسائل مهمة ستتكشف خلال عرض المسلسل على قناة دبي. بالإضافة إلى عرض القضية، أجرت «سيدتي» تحقيقاً مفصّلاً عن العمل والتقت نجومه.
حذّرت وزارة الإعلام الكويتية مؤخراً تلفزيون «الوطن» من مغبّة عرض المسلسل على شاشته، وإلا ستتمّ معاقبته وفقاً لقانون الإعلام المرئي والمسموع، ما جعل القناة الكويتية تسارع بالإعلان رسمياً عن عدم بثّها العمل في شهر رمضان.
وكان مسلسل «بنات الثانوية» الذي كان مقرّراً عرضه على تلفزيون «الوطن» في رمضان، أثار أزمة سياسية ـ فنية في الكويت، فما أن انتهت أزمة عرض مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية»، وهو من إنتاج شركة كويتية، حتى عادت لتشتعل مجدداً أزمة جديدة على خلفية مسلسل «بنات الثانوية» الذي يناقش هموم المراهقات وقضاياهن ونظرتهنّ للمبادئ والمعتقدات في البيئة الخليحية.
وتفاعل الأمر أكثر إلى أن وصل إلى التهديد باستجواب وزير الإعلام الكويتي في حال السماح بعرض هذا المسلسل، إذ طالب عدد من نواب مجلس الأمة الكويتي وهم: وليد الطبطبائي ودليهي الهاجري ومحمد هايف وفلاح الصواغ بإلغاء بثّ المسلسل، لأنه
و ـ بحسب قولهم ـ يسيء إلى سمعة أهل وطالبات الكويت.
استغراب المنتج
من جهته، قلّل محمد حسين المطيري، منتج مسلسل «بنات الثانوية»، من العقوبات التي ستفرضها لجنة رقابة المصنفات الفنية الكويتية على القنوات التي ستبثّ المسلسل، بالإضافة إلى الشركة المنتجة التي يترأسها، لأنها قامت بتصوير العمل داخل إحدى مدارس البنات في الكويت من دون أخذ الإذن بذلك، قائلاً لـ «سيدتي»: «أنا لست خائفاً من أحد، لأني لم أقدّم عملاً إباحياً
لا سمح الله، ولم أفعل ما يخالف القوانين». وأبدى المطيري استغرابه ودهشته من مناشدة النواب لوزير الإعلام، منع عرض المسلسل، مؤكّداً في سياق حديثه لـ «سيدتي» أن أحداث العمل تدور في إطار تربوي واجتماعي لا يجرح مشاعر المشاهدين أو يتنافى مع العادات والتقاليد في المجتمع الكويتي.
وأضاف المطيري: «أصدر نواب مجلس الأمة أحكامهم من خلال بعض المقتطفات التي بثّها تلفزيون «الوطن» والتي كانت نوعاً من الدعاية للعمل، حيث لم تتجاوز مدتها الدقيقة الواحدة. في حين أن عدد حلقات المسلسل هو 30 حلقة، فهل من المنطق أنه بجرة قلم يتمّ محو مسلسل يحمل في مضمونه الكثير من الأفكار الهادفة والرسائل المهمة لمجرد مشهد أو مشهدين؟!».
وأضاف قائلاً: «نحن حريصون كالنواب على سمعة الطالبات في الكويت لأنهنّ بمثابة بناتنا وشقيقاتنا، ولا يحقّ لأحد المزايدة علينا من هذه الناحية، لأن أهل الكويت هم أهلنا، وكرامتهم هي كرامتنا، ولن نسمح لأحد أن يمسّهم بالسوء».
وبسؤاله عن حصوله على إجازة من الرقابة الكويتية ردّ: «إن العمل من إنتاج محطة خليجية ولا يشترط عرضه على الرقابة في الكويت».
يذكر أن مسلسل «بنات الثانوية» لاقى ردود فعل غاضبة من جانب النواب في البرلمان الكويتي خاصة عندما قامت قناة «الوطن» الكويتية بعرض بعض المشاهد التي أظهرت خروج إحدى الطالبات من المدرسة مع مجموعة من الشباب نظير مبالغ مادية، وهو الأمر الذي اعتبره البعض إهانة للشعب الكويتي.
أحداث المسلسل
"بنات الثانوية" هو للمخرج الأردني سائد هواري وقصة وسيناريو وحوار الكاتب الشاب محمد خالد النشمي وبطولة عبد الإمام عبد الله، عبير الجندي، فاطمة الحوسني، انتصار الشراح، عبد الله بو شهري، أحلام حسن، نجوى الكبيسي، ابتسام العطاوي، شهد، مسك، غرور، رونق، فرح، مشعل القملاس، أبرار سبت، فؤاد علي، وغيرهم من النجوم الشباب.
وكانت «سيدتي» قد زارت موقع التصوير الكائن في إحدى المدارس والتقت فريق العمل. كان أولهم الكاتب محمد النشمي الذي استهلّ حديثه قائلاً: «مسلسل «بنات الثانوية»، تدور أحداثه حول خمس بنات يتعرّفن على بعضهن البعض في المرحلة الدراسية الثانوية، وبالتحديد في قسم النشاط الإذاعي المدرسي، وفي كل حلقة سنشهد حدثاً جديداً في حياة كل من البنات الخمس".
وأضاف قائلا: «بنات الثانوية» مسلسل موجّه لجميع فئات المجتمع، الصغار، المراهقين والكبار، يجمع بين الكوميديا السوداء (كوميديا الموقف) والخط الرومانسي في مسلسل واحد مليء بالأحداث الممتعة والمشوقة».
في هذا المسلسل، أطرح هموم المراهقات وقضاياهن ونظرتهن للمجتمع وللمبادئ والمعتقدات السائدة وتأثير المشاكل الأسرية والاجتماعية عليهن.
ويسرد أحداث المسلسل قائلاً: «قبل بداية سنة تخرّج سمر في المرحلة الثانوية، تنتقل مع أسرتها إلى منطقة جديدة، ما يدفعها للالتحاق بمدرسة جديدة في المنطقة لا تعرف فيها أي فتاة. على سبيل الصدفة، تتعرّف سمر على زميلتين جديدتين في أول يوم دراسي لها في المرحلة الثانوية، وهما: منيرة ومنال، وقد تمّ اللقاء الأول بينهما في طابور الطالبات المخالفات في الزيّ. وستكتشف سمر أن أغلب الطالبات في المدرسة كنّ معاً في المرحلة المتوسطة، أيّ أنها تعتبر وجهاً جديداً بالنسبة لبقية الطالبات، ما يثير قلقها».
وأضاف: «ومن خلال منيرة ومنال، تبدأ سمر تنتبه لأكثر فتاتين تثيران الجدل في المدرسة كل يوم، مذيعة برنامج الأطفال المشهورة ريم وصديقتها الفيلسوفة شهد، هذا بالإضافة إلى شخصية أساسية سادسة وهي دلال (بنت خالة سمر)".
ماذا قالت كل من الفنانة البحرينية ابتسام العطاوي والفنانة القطرية نجوى الكبيسي والفنانة عبير الجندي والفنانة أمل عباس عن أدوارهن في المسلسل، وماذا قال محمد حسين المطيري، المدير العام للمسلسل. تفاصيل أوفى في مجلة سيدتي في المكتبات