التشنج المهبلي نصائح للتغلب عليه

النساء المصابات بالتشنج المهبلي غالبًا ما يكون لديهن أيضًا أعراض بولية مثل كثرة التبول أو احتباس البول
كثير من الأزواج يعانون من مشكلة التشنج المهبلي خلال فترات قد تصل إلى شهور وسنوات
د. روان عبد الهادي قاري
الأسباب الحقيقية للإصابة بالتشنج المهبلي غير معروفة، ولكن من أهم العوامل قلة الوعي والمعرفة بالصحة الجنسية
5 صور

يُعتبر التشنج المهبلي من أكثر أسباب آلام الجماع شيوعاً لدى السيدات في مجتمعنا، ويُعرف بأنه رد فعل جسدي نتيجة الخوف من آلام الجماع (الفعلية أو المتوقعة)، مما ينتج عنه انقباض لعضلات الحوض والمهبل مسبباً صعوبة أو استحالة حدوث الجماع.
التقت "سيدتي نت" باستشارية النساء والولادة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، والحاصلة على البورد الكندي في النساء والولادة ومختصة في معالجة مشاكل المرأة الجنسية "روان عبد الهادي قاري"، لتحدثنا عن ذلك فقالت:
من الممكن اعتبار التشنج المهبلي (فوبيا أو خوف من حدوث الجماع). كما أن لدى بعض الأشخاص خوف من المرتفعات أو الحيوانات أو الأماكن الضيقة، يكون لدى بعض السيدات خوف من الجماع أو دخول شيء ما في المهبل (العضو الذكوري، التامبون، الملقط المعدني المستخدم في الفحص المهبلي).

 

ينقسم التشنج المهبلي إلى نوعين

• أولي: إذا لم يحدث الجماع أبدا من قبل بسبب وجود الآلام مع المحاولة.
• ثانوي: إذا حدث جماع خالي من الألم في السابق قبل ظهور المشكلة الحالية.

 

التشخيص

1. عادة يكتشف التشنج المهبلي عند استحالة حدوث الجماع في أولى مرات المحاولة. قد يصف الزوجان للطبيب/ الطبيبة وجود جدار في المهبل يمنع حدوث الجماع، وقد يعتقدان بوجود مشكلة عضوية أو تشوهات في أعضاء المرأة التناسلية تمنع الجماع، وفي أكثر الأحيان تكون أعضاء المرأة التناسلية طبيعية.
2. يتم التشخيص من قبل الطبيب/ الطبيبة من خلال الفحص السريري الذي قد يؤجل لما بعد الزيارة الأولى، حسب شدة حالة التشنج المهبلي واستعداد المرأة للفحص.

 

أسباب التشنج المهبلي

الأسباب الحقيقية للإصابة بالتشنج المهبلي غير معروفة، ولكن من أهم العوامل:
1. قلة الوعي والمعرفة بالصحة الجنسية.
2. عوامل نفسية: القلق أو التوتر بشكل عام، الإحساس بالذنب.

3. عوامل اجتماعية: التربية في بيئة تنظر للجنس بصورة سلبية.
4. عوامل زوجية: العنف اللفظي أو الجسدي.

5. التعرض لتحرش أو إيذاء جنسي في السابق.
6. وجود تشوهات أو مشاكل خلقية في أعضاء المرأة التناسلية (٥٪ من الحالات فقط).

 

الأعراض المصاحبة للتشنج

النساء المصابات بالتشنج المهبلي، غالبًا ما يكون لديهن أيضًا أعراض بولية مثل كثرة التبول أو احتباس البول، وإفراغ المثانة غير الكامل. بالإضافة إلى ذلك قد تعاني من مشاكل الإخراج مثل الإمساك والبواسير والتشققات الشرجية. أخيرًا من الممكن وجود ألم أسفل الظهر/ أو الورك.

 

لماذا يحدث الألم؟

إن انقباض عضلات الحوض وتقلصها يؤدي إلى تدفق كمية أقل من الدم إليها، مما ينتج عنه وصول كمية أقل من الأوكسجين للخلايا فيؤدي ذلك إلى تراكم الأحماض (حمض اللاكتيت)، مسبباً الإحساس بالحرقة في منطقة ما حول فتحة المهبل خصوصاً الجزء السفلي منها.

 

كيف يتم العلاج؟

1. يُعالج التشنج المهبلي بنفس الطريقة التي يُعالج بها الخوف من شيء ما في الطب النفسي، وذلك بالتعرض التدريجي لمسبب الخوف. وفي هذه الحالة يكون ذلك عن طريق استخدام أدوات طبية (ممرنات المهبل) التي تكون مصنوعة من السيليكون أو البلاستيك أو الزجاج، ابتداء من الحجم الأصغر (مقارب لحجم التامبون) والتدرج إلى حجم مقارب للعضو الذكري. (*تتوافر الممرنات المهبلية في بعض الصيدليات ويتطلب شراءها وصفة من الطبيب).
2. نسبة نجاح العلاج بالممرنات ٩٠٪.
3. تبدأ المرأة بعمل التمارين وحدها في البداية ثم تكرارها مع وجود الزوج.

4. يجب دائمًا وضع المزلقات المهبلية على ممرنات المهبل، ومن الممكن استخدام كمية صغيرة من التخدير الموضعي إذا رغبت المرأة بذلك.
5. ننصح بعمل التمارين ٣ مرات أسبوعياً على الأقل والأفضل ممارستها بشكل يومي.
6. ننصح أن تكون المرأة هي المتحكمة تماماً في خطوات العلاج والتدرج في أحجام الممرنات لتشعر بالأمان.

7. تساعد كلا من: تمارين كيجل العكسية (استرخاء عضلات الحوض)، تمارين الاسترخاء العامة كالتنفس العميق، أيضا العلاج الطبيعي لعضلات الحوض بواسطة معالجة طبيعية مختصة على إتمام العلاج.
8. في الحالات المستعصية قد يلجأ الطبيب/الطبيبة إلى استخدام تحاميل الفاليوم المهبلية التي تساعد على استرخاء عضلات الحوض أو استخدام حقن البوتوكس لنفس الغرض.
9. من المهم جداً الابتعاد عن الجماع طوال فترة العلاج، لأن محاولة الجماع قبل إتمام العلاج ستزيد من تفاقم الألم وتدهور المشكلة!

 

نصائح مهمة خلال فترج العلاج

1. كثير من الأزواج يعانون من مشكلة التشنج المهبلي خلال فترات قد تصل إلى شهور وسنوات. فلا تعتقدي أنك أنت وزوجك الوحيدان الذين يعانون من هذه المشكلة.
2. ليس من الصحي أن يتجاهل الزوجان المشكلة، بل من الأفضل إظهار الحزن والخيبة بعدم القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية بشكل طبيعي، مع محاولة حل المشكلة لدى المختصين.
3. قد تنتج اضطرابات جنسية مؤقتة لدى الزوج كضعف الانتصاب في حالات التشنج المهبلي بسبب خوف الزوج من الإيذاء وتسبب الألم لها.

4. لا تسبب ممرنات المهبل كما يظن البعض توسعا للمهبل، بل تعمل فقط على تمددها واسترخاءها.
5. من الممكن محاولة الحمل والإنجاب قبل إتمام علاج التشنج المهبلي على حسب رغبة الزوجين، وذلك عن طريق استخدام وسائل الحمل المساعدة كالتلقيح الصناعي، حيث يتضمن ذلك استخدام أنبوبة رفيعة جداً تحتوي على السائل المنوي للزوج وحقنها في مهبل الزوجة.
6. إن اجراء عملية جراحية لفض غشاء البكارة لن يعالج التشنج المهبلي، لأنه لن يعالج الخوف والقلق النفسي من الجماع، بل على العكس من الممكن أن تسبب الجراحة ندوب قد تزيد من نسبة حدوث الآلام وقت الجماع.

1tbwn_3_864.jpg