ثقب القلب الخلقي عند الأطفال

6 صور

تعتبر العيوب الخلقية للقلب أكثر الأنواع شيوعاً حيث تقدر نسبتها بحوالي ٨ حالات لكل ألف مولود. وتأتي على رأس هذه العيوب ثقوب القلب بأنواعها المختلفة.
لا تزال أسباب تلك الثقوب غير معروفة بالكامل، ولكن الاعتقاد السائد أنها تحدث بسبب اجتماع عوامل وراثية مع عوامل بيئية، ولذلك توجد هذه العيوب بنسبة مرتفعة في الأطفال المصابين بأمراض جينية أو وراثية مثل متلازمة داون مثلاً. أشهر هذه الثقوب بين الأذينين والبطينين، ولذلك سوف نركز الحديث عنهما.هبة محمد غازي، اختصاصية طب الأطفال في مستشفى الزهراء بدبي، زميل كلية أطباء الأطفال الملكية بلندن، تحدثنا عن أمراض القلب عند الأطفال.

أولاً: الثقوب بين البطينين

هي أكثر أنواع العيوب القلبية شيوعاً، وتحدث نتيجة لعدم تكون الجدار الفاصل بين البطينين بصورة صحيحة، وهي إما توجد في الجزء الغشائي أو الجزء العضلي في الجدار بين البطينين.
تسبب هذه الثقوب تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الأيمن، مما ينتج عنه أحياناً زيادة في حجم القلب إذا كان حجم الثقب كبيراً.
وتختلف الصورة المرضية حسب عدة عوامل أهمها حجم الثقب، فإذا كان الثقب صغيراً فإنه في معظم الحالات لا يسبب أي أعراض للطفل، ولكن يمكن لطبيب الأطفال اكتشافه نتيجة لوجود لغط يمكن ملاحظته بالكشف السريري في أغلب الاحيان.

أعراض ثقب القلب بين البطينين

أما إذا كان الثقب كبيراً فإنه قد يسبب أعراضاً في الشهور أو الأسابيع الأولى من عمر الطفل، فقد يتسبب في حدوث هبوط في عضلة القلب، أو إبطاء معدل نمو الطفل وصعوبة زيادة الوزن، نتيجة لأنه يتسبب في تسارع تنفس الطفل، وبالتالي فإن السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل في الطعام يستهلك أغلبها في عملية التنفس بدلاً من توجيهها إلى النمو وزيادة الوزن.

العلاج

لقد أصبح تشخيص هذه الثقوب سهلاً نتيجة التقنيات الحديثة، وعلى وجه التحديد التصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب، والتي تمكننا من اكتشاف هذه الثقوب في أي عمر، وحتى بالكشف على الجنين قبل الولادة.
عادةً لا تحتاج الثقوب الصغيرة إلى علاج فهي عادة تصبح أصغر حجماً أو تغلق ذاتياً بمرور الوقت ولا تسبب أي أضرار للطفل، ولا تمنعه من ممارسة حياته بصورة طبيعية، لكن في حالة بقائها يجب الاعتناء بشكل خاص بنظافة الأسنان؛ حتى لا تتسبب البكتريا الموجودة في الفم بحدوث أي التهاب بكتيري في القلب إذا وصلت إليه عن طريق أي جرح في اللثة.
أما الثقوب الأكبر فإنه يمكن البدء في علاجها دوائياً؛ مما يسمح بتقليل أعراض صعوبة التنفس حتى يصبح وزن الطفل أنسب لإجراء التدخل الجراحي، أو عن طريق القسطرة القلبية لغلق الثقب .

ثانياً: الثقوب بين الأذينين

عادة ما تكون هذه الثقوب غير مصحوبة بأي أعراض مرضية في سنوات الطفولة، ولذلك فإن العديد منها لا يتم اكتشافه إلا في مراحل عمرية متقدمة.
تؤدي هذه الثقوب إلى تدفق الدم من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن ومنه إلى الرئتين وبالتالي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الرئتين إذا كان حجم الثقب كبيراً .

أعراض ثقب القلب بين الأذينين

إذا كان الثقب صغيراً فإنه عادة لا يسبب أي أعراض مرضية، ولكن يمكن لطبيب الأطفال اكتشافه إذا صاحبه لغط يمكن سماعه عند الكشف الدوري على الطفل.
أما إذا كان الثقب كبيراً فإنه يؤدي كما ذكرنا إلى زيادة كمية الدم التي تتدفق إلى الرئتين، وبالتالي إلى زيادة ضغط الدم في الرئة وإلى زيادة حجم القلب بصورة مرضية. وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في التنفس وعدم القدرة على ممارسة الرياضة أو المجهود الحركي بصورة طبيعية.

العلاج

قد أصبح اكتشاف هذه الثقوب وتقييم حجمها وتأثيرها على القلب والرئتين ممكناً بواسطة الأشعة بالموجات فوق الصوتية على القلب، وفي حالات أقل نحتاج إلى قسطرة القلب التشخيصية.
فإذا وجدت للثقب آثار مرضية على الطفل يمكن إغلاق أغلب هذه الثقوب الآن عن طريق القسطرة القلبية، وفي حالات قليلة إذا كان الثقب كبيراً للغاية أو في الجزء الطرفي من الجدار بين الأذينين يجب اللجوء إلى الجراحة لغلق الثقب.
وتعتبر القسطرة القلبية لإغلاق ثقوب القلب إجراءً آمناً لمعالجة ثقوب القلب حيث تعد نسبة المضاعفات منخفضة للغاية، ويغادر معظم أطفال المستشفى في نفس يوم إجراء القسطرة، ويعودون لممارسة حياتهم بشكل طبيعي تماماً.