«لمتنا سعودية».. «المدينة البيضاء» في تبوك وسبب تسميتها

شاطئ المويلح ورماله الناعمة
بنيت قلعة المويلح في موقع مرتفع بهدف الاستطلاع
قلعة المويلح
شاطئ المويلح الخلاب
المويلح قلعة تاريخية في تبوك
6 صور

تقع «المويلح» أو «المدينة البيضاء» في منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية، وتطل القرية التابعة لمحافظة ضباء على البحر الأحمر مما أكسبها أهمية تاريخية كونها في طريق الحجيج القادمين من مصر، فكانت محطة هامة تتوفر بها الآبار وبنيت بها قلعتها الشهيرة التي خلّد الحجيج رحلتهم على صخورها.


المدينة البيضاءوالرحالة !


وسميت المويلح بـ «المدينة البيضاء» حيث اشتق اسمها من العيون المالحة التي كانت بها قديماً، وكما جاء في كتاب «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» للدكتور جواد علي، فقد كانت ميناء مهماً يسمى «ويكة كومة» أي المدينة البيضاء وذلك لملوحة مياهها فكأنها مدينة بيضاء من الملح. وتعد من أهم الموانئ التي تنقل البضائع من وإلى مصر ومنها للبحر المتوسط.
وقد ذكر العديد من الرحالة قرية المويلح من بينهم: الرحالة عبدالله فيلبي وفالين وريتشارد بيرتون وابن الفضل العمري ومحمد الحسيني الموسوي والجزيري والورثيلاني الذي قال عنها: «بندر عظيم كثير الأرزاق» وقال أيضاً «فيها ما لا يحصى من أنواع النبات والأطعمة المختلفة والملابس المزخرفة والطبائخ المنوعة وعلف الدواب».


قلعة المويلح

قلعة المويلح


للمويلح أهمية خاصة منذ القدم إذ يوجد فيها الكثير من الآثار التي اكتشفت والتي لم تكتشف بعد، من بينها قلعة المويلح الأثرية التي بنيت في عهد المماليك وكانت عبارة عن برج، وعندما جاء العهد العثماني فكر السلطان سليم الأول ببناء قلعة المويلح الحالية أسوة بالقلاع القائمة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، ومثلها قلعة العقبة وقلعة الأزنم، ونفّذ هذه الفكرة السلطان سليمان القانوني عام 968هـ؛ لأجل تأمين الحجاج وخدمتهم
وقد بنيت القلعة في موقع مرتفع يوفر لها الاستطلاع من جميع الجهات، وتتكون من أربعة أبراج كل برج نصف قطره خمسة أمتار تقريباً، وجُهز سطحه العلوي بسبع فتحات في كل برج للمدافع، ويقع بين كل برج وآخر على طوال السور نوافذ صغيرة للبنادق، والمسافة بين كل نافذة وأخرى حوالي متر تقريباً، ويوجد بداخلها ما يقارب سبعين غرفة، بالإضافة إلى المسجد والبئر والمخازن الأخرى.


شواطئ بكروموقع مميز


وتفتح هذه القرية أبوابها للسياح، خصوصاً وأن شواطئها تمتلك كافة المقومات السياحية، فهناك شواطئ طبيعية بكرة نظيفة غاية في الروعة والجمال يحدها شريط من النخيل والأشجار يضفي عليها منظراً خيالياً ساحراً، كما أن المنطقة البحرية منطقة رملية صالحة لهواة السباحة وركوب الدبابات البحرية والقوارب الشراعية.
وقبالة شاطئ المويلح هناك جزر بحرية وشعاب مرجانية قريبة توفر منطقة ممتعة للغوص، وفي الجانب المقابل هناك مناطق جبلية شاهقة تمثل متحفاً طبيعياً يتوفر فيها سهول وكثبان رملية وأشجار صحراوية جديرة بالاهتمام، بالإضافة إلى أن الأجواء المناخية دافئة شتاءً معتدلة صيفاً.
تتميز المويلح بموقع فريد متوسط، فهي تبعد عن مدينة ضباء 45 كيلومتراً شمالاً وعن ميناء ضباء 17 كيلومتراً شمالاً وتبعد عن مدينة تبوك عاصمة المنطقة 150 كيلومتراً غرباً، وتقع بين جبل شار الشهير وساحل البحر الأحمر مما يكسبها بيئة سياحية خصبة قلما تتوفر، فهناك شواطئ طبيعية، ومياه فيروزية، يقصدها هواة الدبابات البحرية، والغوص وصيد الأسماك، فضلا عن إمكانية تفعيل سياحة تسلق الجبال، أي أن القرية تجمع في بوتقة واحدة مقومات السياحة البحرية والجبلية.


بساتين وآبار تاريخية

nkhyl_0.png
النخيل 


معظم أهالي المويلح يعملون بالزراعة وتربية المواشي ويتوفر فيها نوعيات جيدة من النخيل التي كان أصحابها يعتنون بها فهي مصدر دخلهم وقوتهم وغذائهم الرئيسي، وهناك أيضاً الآبار التي تنهض عليها المزارع في المويلح وأشهرها آبار «الأطير» و«حسنين» و«الساقية» و«الجالسية» وغيرها، كما تشتهر المويلح بزراعة بعض المحاصيل مثل الطماطم والبطيخ والليمون والبرتقال والمانجو التي نجحت زراعتها في المويلح مؤخراً.
ويعمل بعض الأهالي الذين لا يمتلكون نخلاً ومزارع بصيد الأسماك بوسائل بدائية من الخيط والصنارة و«الشوار» وهو عبارة عن شبكة مصنوعة من النسيج توضع في البحر قرب المغرب بتثبيت طرفيها بأعواد ويعود صاحبه في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر لاستخراجه بما فيه من صيد وفير.

توفير الخدمات
في العهد السعودي الزاهر تحظى المويلح كحال بقية القرى والمدن السعودية باهتمام ورعاية ولاة الأمر وحرصهم الدائم على توفير كافة الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية، فيها مدارس حكومية للبنين والبنات ومستوصف ومخطط سكني وخدمات هاتفية، ولقد تعود أهالي قرية المويلح على زيارة سنوية للأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك يلتقي بهم ويتلمس ويتحسس مشاكلهم عن كثب.