برنامج ثلاثي الأبعاد لتسهيل الولادات المتعسرة

طور باحثون بريطانيون برنامجاً هو الأول من نوعه يحاكي طريقة الولادة، مما يساعد الأطباء أو القابلات في توليد الحالات الخطرة أو غير العادية عن طريق مشاهدة محاكاة لما يحدث بداخل الرحم أثناء الولادة، بفضل تقنية "الأبعاد الثلاثية" الواقعية.
ويقول المتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة إيست أنغليا البحثية البريطانية المشرف على البرنامج المهندس رودي لابير: "لا نستطيع رؤية ما يحدث بالداخل أثناء الولادة مباشرة وبشكل حي، ولكن البرنامج المحاكي ثلاثي الأبعاد يعرض لك ماذا يحدث بالداخل"، وفقاً لما ورد في موقع مشابل التقني.
واستعرض فريق البحث برنامجهم الجديد في إطار مؤتمر طبي انعقد في رومانيا 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ناقش التقنيات الحديثة في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة.
وذكر أن المستشفيات البريطانية منذ عام 1880 وهي تستخدم أجهزة محاكاة لعملية الولادة، ولكن معظم الأجهزة المستخدمة حالياً تستند على سيناريوهات معروفة، فيما يعتمد نموذج المحاكاة ثلاثي الأبعاد الجديد على تصوير مشهد أقرب للحقيقة من خلال تصوير ما يحدث داخل عنق الرحم وعضلات البطن ورد فعل الطبيب أو القابلة في هذه الحالة، في محاكاة لسيناريو الولادة بطريقة غير مألوفة ولم يعتدها أحد من قبل.
ويشير فريق البحث أن نموذج المحاكاة الجديد سيكون مفيداً جداً في تقليص عدد حالات الوفاة التي تحدث أثناء الولادة المتعسرة، بدلاً من الانتظار وإجهاد الأم وتعريض حياتها أو حياة الجنين للخطر (كما يحدث أحياناً تعلق الأجنة في قناة الولادة أثناء دفع الجنين) وغيرها من الوضعيات التي تهدد حياة الاثنين للخطرة وربما الوفاة، فيقوم هذا النموذج بتسهيل هذه المهمة وإخبار الطبيب في الحالات الخطرة ما يجب فعله لإنقاذ حياة الجنين والأم.
ونوه لابير أن الغالبية العظمى من حالات الولادة يؤدي الجنين 7 حركات مميزة، يستطيع جهاز المحاكاة إعادة إنتاج ثلاثة منهم فقط، فيما يأمل أن يستطيع النظام محاكاة جميع الحركات في غضون عام .
ولا يزال برنامج المحاكاة في مراحله الأولى، ولكن تكنولوجيا التصوير المتقدمة المدمجة بتقنية الواقع المعزز قادرة على تمكين الأطباء معرفة وضعيات الجنين بشكل أفضل من السابق والتكيف معها واتخاذ كافة التدابير اللازمة للوصول بالجنين والأم إلى بر الأمان وبأقل مجهود ممكن.