مَن هي السعودية رشا العبدالله التي أصبحت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي؟

أسهم بيع السعودية رشا العبدالله، خلال الأسبوع الماضي، ناقةً صفراء بـ 180 ألف ريال في اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بها، خاصةً أنَّ هذه أول مشاركةٍ لها في مسابقة مزاد الإبل.


وتهتم رشا، التي وُلِدَت في حفر الباطن وهي في العقد الثالث من العمر حالياً، بمجال رعي الإبل منذ نحو 20 عاماً، كما تعمل اختصاصية أمراض قلبٍ في مستشفى القوات المسلحة.


بدأت رحلتها مع تربية الإبل والصقور والخيل أثناء مصاحبتها والدها في مزادات الإبل، ومسابقات مزاين الإبل، ورحلات القنص، وبعد وفاته، ساندت أخاها في تكملة مشوار والدهما، وعقب وفاته هو الآخر قبل عامٍ، وجدت رشا نفسها في موضع المسؤولية، خاصةً أن بقية أخواتها ما زالوا صغاراً، ووالدتها طاعنة في السن ومقعدة، ولا يوجد شخصٌ آخر في العائلة يقوم بتربية الإبل والإنفاق عليها، ما دفعها إلى خوض العمل في هذا المجال.


واليوم، تمتلك رشا 25 ناقة، منها 5 مزاين إبل ملونة، وصقور من نوع "شاهين"، وخيل.


وشاركت العبدالله أخيراً في مزاد الإبل بمحافظة حفر الباطن، ونجحت في بيع ناقة بمبلغ 180 ألف ريال، وقد تمَّ تداول مقطع فيديو لها وهي تبيع الناقة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما جعلها تصل إلى الترند في "تويتر".


وعن هذه الهواية، قالت رشا: "منذ كنت صغيرة، وأنا أساعد والدي في تربية الإبل، وزادت درجة المساعدة عندما مَرِضَ، ولم يعد قادراً على القيام بمهام عمله، حيث كنت أقود له السيارة، وأجلب وانيت الماء للإبل وبقية الحيوانات".


وأضافت "بعد وفاته، تحولتُ إلى مساعدة شقيقي، الذي تولى المسؤولية، إذ كان يعاني من وضعٍ صحي صعب، الأمر الذي ساعدني على الإلمام بكل ما يخص الإبل وتربية الحيوانات".


وتابعت "استمرت الحال على ما هي عليه إلى أن توفي أخي العام الماضي، حيث وجدت نفسي مسؤولةً عن أسرتي، خمس شقيقات وأم مقعدة، وكان عليَّ أن أكمل المسيرة لتوفير احتياجاتها"، كاشفةً عن أن المجتمع من حولها أصبح يتنمَّر عليها، رافضين أن تقوم امرأة بتربية الإبل، إذ يرون أن هذه المهنة ما زالت حكراً على الرجال!


وأوضحت العبدالله، أنها كانت تصاحب والدها وأخاها في رحلات القنص في الصحراء ومواجهة الوحوش والثعابين، وقالت عن ذلك: "مثل هذه الرحلات منحتني الثقة في نفسي، وجعلتني أواجه الصعاب، وأغامر في المجال الذي سلكه والدي وأخي". مضيفةً "سبق أن اعتذرت عن المشاركة في معرض الصقور تجنباً لتنمُّر بعضهم، وأحاديثهم الرافضة لأن تشارك امرأةٌ في مثل هذه المعارض، لكن مثل هذا الأمر أرفضه في مسابقات مزاين الإبل، التي تخصَّص فيها مسارات لمشاركة النساء، فأنا لا أخالف الشرع أو العادات، وأحافظ على نفسي، وألتزم بكل ما أمرني به الله، وهذا ما يجعل ضميري مرتاحاً وراضياً عن كل خطوة أخطوها".


وذكرت: "استاء كثيراً من نظرة بعض الأفراد لي، لأنني أعمل في هذه المهنة بذريعة أنها لا تتناسب مع النساء، متناسين أن بعض الصحابيات الجليلات عملن في تربية المواشي، وحظين باحترام المجتمع وتقديره، وعلى رأسهن السيدة خديجة، زوجة رسول الله، صلى الله عليه وسلم".


وبيَّنت أنها تستغرب من نظرة المجتمع لها بعد عملها في هذا المجال، قائلةً: "بدلاً من التشجيع والمؤازرة، وهو ما كنت أتوقعه من الجميع لي بوصفي امرأةً ملتزمة ومحافظة، رفضت أن تتخلى عن أسرتها بعد وفاة والدها وشقيقها، وجدتُ مَن يستكثر أن تقوم امرأةٌ بتربية الإبل، وتشارك في المزاين، وتحقق في المسابقة نجاحاً طيباً". مضيفةً "الحمد لله، أصبحت حديث المجتمع السعودي بعدما نجحت في بيع ناقةٍ صفراء في مزاين الإبل بـ 180 ألف ريال، كنت قد اشتريتها قبل ثلاثة أشهر بـ 130 ألف ريال".


وأكدت أنها تستاء كثيراً من حالات التنمُّر ضد المرأة، مبينةً أن "السعودية تتغيَّر، والحكومة الرشيدة منحت المرأة كثيراً من الصلاحيات، كما منحتها الثقة، ما دفعها إلى خوض غمار العمل في عديدٍ من المجالات، وهذا كفيلٌ بأن يغيِّر المجتمع تفكيره وطباعه، ويرفع من مستوى وعيه بدور المرأة في المجتمع، مع المحافظة على التقاليد والعادات، ومن قبلهما على الشرع الحنيف".


وشدَّدت رشا على أنها مُصرَّة على تكملة مشوارها الذي اختارته لنفسها، قائلةً: "لن التفت للتنمُّر والمتنمرين، وسأواصل مشوار والدي وشقيقي، وسأشارك في كل المسابقات التي تنظِّمها الدولة، سواءً في مزاين الإبل، أو الصقور، فأنا امرأة مطالبة بإرضاء الله، وليس العباد، والله مطلع على القلوب، وأدعو الله أن يوفقني ويبعد عني حقد الحاقدين وحسد الحاسدين". مضيفةً "في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، وبعد إطلاق رؤية 2030، وجدت المرأة السعودية الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، وتمَّ اعتبارها شريكةً مهمة في جميع جوانب التنمية، وارتفعت مشاركاتها في مجالات عدة، ووُجِدَت في معظم الأعمال، وأشكر الملك سلمان وولي عهده الأمين على كل ما يقدمانه لنا، وأدعو الله أن يطيل في أعمارهما، وأن يمدهما بالصحة والعافية".