أمل عبد المنعم مدبولي تتحدث لـ "سيدتي" عن ذكريات والدها: كان يعتزّ بالعمل جداً مع شادية

عبد المنعم مدبولي الشهير بـ"بابا عبده" حالة فنية متفردة، تاريخ طويل من العطاء الفني سواء مسرح أو سينما أو تليفزيون.
وجهه يشعرك بالأمان والحنان والقلب الكبير. فقد كان بالنسبة لأجيال كثيرة الأب الحنون طيب القلب، وقد أطلقواعليه "بابا عبده" بعد نجاحه الكبير في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً"، فقد جسد شخصية الأب بكل نوعياتها، فهو الأب والزوج المكافح الذي يعمل كثيراً حتى يعلّم ويزوج أبناءه في فيلم "الحفيد"، وهو الأب الذي يحاول أن يبحث عن بناته بعدما كبرن، وتمنى أن يراهن في "لا يا ابنتي العزيزة"، وهو الأب الحنون المكافح الذي يقوم بدور الأب والأم معاً في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً". وكثيراً ما استطاع عبد المنعم مدبولي أن يبدع كممثل يجمع بين الكوميديا والتراجيديا، واستطاع أيضاً أن يبدع ككاتب ومخرج مسرحي.
وتجسدت عبقرية عبد المنعم مدبولي في المسرح في دور "حسب الله" أمام الفنانة الكبيرة شادية وسيدة المسرح سهير البابلي في مسرحية "ريا وسكينة".
ومازالت أغنياته للأطفال" توت توت" و"أنّا أنّا" تعيش بيننا يسمعها الأطفال الصغار والكبار أيضاً.
"سيدتي" أرادت أن تقترب أكثر من شخصية عبد المنعم مدبولي كفنان وكأب وكزوج، وذلك من خلال حوارنا مع أمل عبد المنعم مدبولي الابنة الكبرى للفنان الراحل.

المشهد الأول في حياة عبد المنعم مدبولي كيف كانت طفولته؟

عائلة عبد المنعم مدبولي
عائلة عبد المنعم مدبولي 


كان أبي يتيم الأب؛ فقد توفي والده وهو يبلغ من العمر 6 أشهر، وكانت والدته شابة ولديها ثلاثة أطفال، أكبر أبنائها يبلغ من العمر ست سنوات وأبي هو أصغر أبنائها.
شعرت جدتي بأن أبي مختلف عن أشقائه، فقد كان طفلاً ضعيفاً ولديه حساسية في صدره ويمرض كثيراً لهذا كان يحظى باهتمام كبير من والدته ورعاية خاصة، وكانت تحيطه بحنانها كثيراً.
حكى لي أبي أن جدتي بالرغم من أنها كانت على قدر بسيط من التعليم، إلا أنها كانت مهتمة بتعليم أبنائها على مستوى عال، وكانت حريصة على أن تحضر لأبي مدرّسين في البيت وتسمِّع له دروسه بالرغم أنها لم تكن تفهم ما تقوم بتسميعه، لكن كان ذلك من منطلق أن تطمئن على أنه يذاكر دروسه جيداً، وكانت تمسك له العصا أثناء التسميع حتى يحرص على أن يذاكر جيداً.
وحكى لي أن والدته كانت أماً وأباً في الوقت نفسه وحازمة جداً، ودائماً كان يقول: "إن الزوجة عندما يموت زوجها وهي في ريعان شبابها تكون حريصة على أن تربي أبناءها وخاصة الصبيان بشكل جيد جداً، وبشكل حازم؛ حتى يكونوا ملتزمين ومهذبين ولديهم مبادئ وأخلاق.
كيف كانت تعامله والدته في فترة المراهقة؟
أبي كان خجولاً جداً ومنطوياً إلى حد كبير، وقد كانت اهتماماته الفنية منذ أن كان طالباً في الابتدائي تشغله كثيراً عن مشاكل سن المراهقة حيث كانوا في المدرسة يستعينون به في المسرح يؤلف ويخرج ويمثل وهو المسؤول عن الفريق الفني للمدرسة، وبذلك كانت مراهقته هادئة جداً بعيدة عن أي مشكلات، كما كان يحب الرسم ويتابع المسارح المتجولة، ويشاهد الأعمال التي تقدم عليها بدون مقابل، وهو ما نمّى موهبته في التمثيل، وكان يستمتع جداً بهذه المسارح وتعلم منها الكثير.
هل فقدانه لوالده وهو رضيع أثّر عليه نفسياً طوال حياته؟
أثّر هذا الفقدان وحرمانه من والده على معاملته لنا، فقد كان أباً حنوناً لدرجة كبيرة ويحتوينا بشكل كبير ويتأثر كثيراً عندما يرى أي طفل يتيم يقابله ويحتضنه وأحياناً يبكي، وزاد هذا الشعور بشكل كبير عندما كبر في السن.
كيف كانت بدايته في التمثيل؟
عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً وقف على مسرح جورج أبيض وقدم دور رجل عجوز، وأتذكر أنه حكى لي موقفاً تنبأ من خلاله جورج أبيض بأنه سيكون ممثلاً كبيراً وقديراً، فأثناء تقديمه للدور على المسرح فجأة بلع أبي جزءاً من شاربه وأحسن التصرف في هذا الموقف حيث قام بوضع منديل على فمه؛ حتى لا يلاحظ الجمهور أي شيء غريب، وقام بسرد الحوار المكتوب له.
وبعد ذلك، انتقل لمسرح فاطمة رشدي، وقام بأدوار البطولة أمامها وذكرته فاطمة في مذكراتها، وكان دائماً يكنّ لها كل الود ويحرص على زيارتها في أيامها الأخيرة.
كما كان يعتبر فؤاد المهندس من أغلى الأصدقاء، فقد كانا أخوين وليسا صديقين فقط، فأتذكر أنه حكى لي أنهما عملا معاً في الإذاعة مع بابا شارو، وبعدها عملا معاً في برنامج "ساعة لقلبك"، وبعدها أخرج أبي للمهندس مجموعة من المسرحيات وعملا معاً في المسرح الحر والمسرح الحديث.
وما الكيمياء التي كانت تجمعه بفؤاد المهندس؟
كان يربطهما حب الفن، ودائماً فؤاد المهندس كان يقول عن أبي إن عبد المنعم مدبولي هو الوحيد الذي يعرف مفاتيح شخصيتي، ولم يكن أبي يهتم بأن يوضع اسمه قبل أو بعد المهندس، فهذه الأشياء كانت بالنسبة لأبي لا تمثل أي أهمية فقد كان يهتم فقط بأن تصل رسالة العمل وهدفه للجماهير.
معنى ذلك أنه لم تكن هناك أي غيرة فنية بينهما؟
لم تكن هناك أي غيرة بينهما، بل على العكس كانت المسرحيات التي أخرجها أبي للفنان الكبير فؤاد المهندس وهي "أنا وهو وهي"، و"حواء الساعة 12"، و"حالة حب". كان أبي دائماً حريصاً على أن يكون أداء فؤاد المهندس في أحسن حالاته، واستطاع أن يخرج إمكانياتٍ وأداءً تمثيلياً لم يستطع أحد أن يخرجه من الفنان الكبير.
وماذا كان رد فعل والدك على علاقة الحب التي كانت تجمع المهندس بالفنانة شويكار؟
كان أبي يشعر بأن هناك قصة حب تجمع بينهما، لكنه لم يتدخل في هذا الموضوع. وأثناء عرض مسرحية "أنا وهو وهي"، قام أبي بالإعداد لمشهد يجمع شويكار وفؤاد المهندس، ويعترف فيه فؤاد بحبه لها فقد كان هذا المشهد بمثابة تشجيع له بأن يخرج عن النص ويفاجئ شويكار بما يحمله لها من حب في قلبه، ويطلب منها الزواج قائلاً: "تتجوزيني يا بسكوتة".
هل حدثت خلافات بينهما في يوم من الأيام؟
لم تحدث أي خلافات بين أبي وفؤاد المهندس، ولكنّ هناك موقفاً حدث بينهما بسببه أشاع البعض أنه حدثت خلافات حين قدم فؤاد المهندس على مدى سنوات عديدة فوازير "عمو فؤاد" في رمضان، وأصبحت جزءاً من معالم الشهر الكريم، وكان ينتجها التليفزيون المصري وإخراج محمد رجائي، وعندما حدثت خلافات بين الأستاذ فؤاد والأستاذ رجائي أصر المهندس على أنه لن يعمل مع هذا المخرج مرة أخرى، وأنه يريد مخرجاً آخر لتقديم الفوازير. فرفض المسؤولون في التليفزيون المصري، وأخبروا فؤاد المهندس بأنهم لن يغيروا رجائي؛ لأنه موظف عندهم، فاعتذر المهندس عن عدم تقديم الفوازير، واتصلوا بأبي وعرضوا عليه تقديم برنامج وفوازير للأطفال في رمضان بعنوان "جدو عبده"، فأخبرهم بأنه لن يوافق إلا بعد الاتصال بفؤاد المهندس، ويعرف سبب الاعتذار. وكانت هذه الأخلاق السائدة بين الفنانين في ذلك الوقت، فأخبره فؤاد أنه معتذر، ولن يعمل مع محمد رجائي مرة أخرى، فوافق أبي على تقديم "جدو عبده"، ولقِيَ العمل نجاحاً كبيراً، لكنه لم يكن بدرجة نجاح "عمو فؤاد"، ولم تحدث أي خلافات بينهما.


حكايته مع المرض

عبد المنعم مدبولي
عبد المنعم مدبولي



كيف كانت حكاية عبد المنعم مدبولي مع المرض؟
كانت أول حكاية له مع المرض في منتصف الثمانينيات وأثناء عرضه لإحدى حفلات مسرحية "ريا وسكينة"، وقع أبي على المسرح، وبعد ذلك اكتشفنا أنه يعاني من سرطان في الكبد، فسافر وأجريت له عملية وتم شفاؤه نهائياً. ثم عاد مرة أخرى ليقدم فوازير "جدو عبده". وبعد عامين من تقديمها، مرض بالمرارة وتم علاجه وشَفِيَ منها تماماً. وفي عام 2006 وقبل وفاته بأشهر قليلة، اكتشفنا أن السرطان عاد له مرة أخرى ولكن في الطحال، فسافر أبي إلى فرنسا ولكن الأطباء هناك قالوا إن حالته الصحية وكبر سنه سيمنعان إجراء أي عملية له، فعاد أبي وأشقائي إلى مصر وتعاملنا مع مرضه بالحقن وأدوية السرطان، ولكن تدهورت حالته كثيراً لدرجة أنه أصيب بمرض السكري بسبب الأدوية التي يتناولها، وبدأ يقل تركيزه وأصبح لسانه ثقيلاً في الكلام لدرجة أننا كنا لا نستطيع أن نفهم ماذا يقول، وفي أواخر أيامه أصيب بالتهاب رئوي أدى إلى نقله إلى العناية المركزة في أحد المستشفيات وتوفي بعدها بأسابيع.
وما موقف فؤاد المهندس أثناء مرض والدك؟
تتذكر أمل عبد المنعم مدبولي: "عندما اتصل فؤاد المهندس على تليفوني ليطمئن على والدي، وهو في العناية المركزة فأعطيته لأبي وخرجت من الغرفة، وقام الطبيب المعالج بوضع التليفون على أذن أبي ولم يفهم فؤاد المهندس كلام أبي، وشعر بأنه في أيامه الأخيرة وأخبرتني زوجة محمد ابن فؤاد المهندس بأنه بكى، وحزن كثيراً على أبي الذي توفي عام 2006 ولحق به فؤاد المهندس بعد شهور قليلة، وكأنهما لا يستطيعان أن يفترقا.

تابعوا المزيد : في ذكرى ميلاده تعرفوا إلى المرض الذي أودى بحياة عبد المنعم مدبولي


دور والدتي في حياته

عبد المنعم مدبولي
عبد المنعم مدبولي


ما دور الزوجة في حياة عبد المنعم مدبولي؟
أمي كانت ابنة صاحب البيت الذي كان يقيم فيه أبي مع والدته وأشقائه، فهو عرف أمي منذ أن كانت طفلة وشاهدها تكبر أمام عينيه، ثم كبر أبي وانتقل إلى الإقامة هو ووالدته وأشقاؤه في منزل آخر، وعندما قرر أن يتزوج اختار البنت التي عرفها منذ طفولتها، وكيف تربت، إلى جانب أن أبي كان يكبر أمي بأحد عشر عاماً، ويقوم بتدريس الرسم لها؛ لأنه تخرّج في كلية الفنون التطبيقية، وكانت أمي في ذلك الوقت تدرس في مدرسة الفنون الطرزية.
وعندما تزوج كان والدي ممثلاً مشهوراً ومخرجاً مسرحياً كبيراً، وكانت أمي صبورة توفر له الهدوء التام في المنزل ومسؤولة عن ادخار أمواله، وكانت مسؤولة مسؤولية كاملة عن مذاكرتنا وترتيب حياتنا ومستوانا الدراسي؛ لأن أبي كان مشغولاً دائماً ويترك لها المسؤولية كاملة بالنسبة لنا، بالإضافة إلى أنها كانت أيضاً مسؤولة عن ترتيب مواعيده وملابسه، وتسافر معه دائماً في رحلاته للخارج لتصوير أعماله، وكانت تقوم بترتيب أوراقه، كما هي بنفس ترتيبه لها؛ لأنه كان يعصّب كثيراً إذا لم يجد ورقة هامة قد وضعها في غير مكانها.
وفي عام 2002 أصيبت أمي بجلطة في المخ أثرت على حركتها، وأصبحت قعيدة تماماً وحزن أبي كثيراً عليها؛ فهو يرى فيها الزوجة المخلصة التي كان يعتمد عليها في كل شأن، وتغيرت حياتنا بالكامل، وظل أبي حزيناً عليها حتى رحل، وكان أثر الصدمة كبيراً على أمي ما بين أنها لا تصدق أن أبي رحل عنا، وما بين أنها قد أصيبت بمرض الزهايمر، فكانت أحياناً كثيرة تتخيل أنه مازال يعيش معنا لدرجة أنها كانت تبكي عندما تتذكر أنه رحل، وفي بعض الأوقات كنت عندما أتحدث معها بصوت عالٍ إلى حد ما تقول لي "خللي بالك بابا نائم"، ورحلت أمي بعد سنوات من وفاة أبي.


الأب والجد

عبد المنعم مدبولي
عبد المنعم مدبولي وزوجته وأحفاده


البنت حبيبة أبيها كيف كانت علاقتك بوالدك عبد المنعم مدبولي؟
كنت قريبة جداً من أبي وصديقة له لدرجة أن أمي كانت تقول لي "إنت ضرتي" وتضحك، فقد كنت أرافقه في كل مكان، وأستطيع أن أقوم بتهدئته عندما يكون معصبّاً، وكان أحياناً يقول لي إنه يرى فيّ ملامح من والدته، وكنت أحكي له أي مشكلات واجهتني، ولم أكن أحكي لأمي وأتذكر أنني أخذت رأيه في شريك حياتي عندما دق قلبي بالحب تجاهه.
هل كانت شخصية عبد المنعم مدبولي كأب شبيهة بشخصية بابا عبده، هذا الدور العلامة في تاريخه الفني الذي أداه في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً"؟
بابا عبده كان أباً حنوناً طيب القلب مثل أبي ولكن شخصية بابا عبده كانت لا تحمّل أبناءها أي مسؤوليات، فنشأ الأبناء بشخصيات غير ناجحة، لا تتحمل أي مسؤولية، ويعتمدون على بابا عبده بشكل كبير في حياتهم كما عوّدهم. أما أبي فقد علمنا تحمل المسؤولية، وأتذكر أنه كان لا يلبي كل طلباتي أحياناً، وكان يقول لي "أنا أستطيع تلبية كل طلباتك ولكن لا أفعل ذلك؛ لكي تكوني امرأة قوية تواجه الحياة بكل صعوباتها إذا تعرضتِ لأي أزمة في حياتك، ولا تصدمي وتتحملي". أما أحد إخوتي الصبيان فقد عمل مع أبي وهو مازال طالباً كمساعد مخرج له في المسرحيات التي أخرجها، وكان يريد بذلك أن يعوّده على العمل وتحمل المسؤولية.
لماذا لم يرث أحد منكم حب الفن والعمل به؟
كان أبي يرفض تماماً أن يعمل أحد منا في الفن أو أن يتزوج من الفن ودرسنا في كلية التجارة وأصبحنا محاسبين.
كيف كان الجد عبد المنعم مدبولي؟
بعد زواجي أقمت مع أبي في العمارة نفسها. وكانت روحه في أحفاده، وأبنائي كانوا حريصين على أن يتناولوا الغداء مع جدو عبدالمنعم بعد عودتهم من المدرسة.
كان أبي حازماً جداً معنا، ويرفض أشياءَ كثيرة منها أنه عندما يأتي إليه بعض الزوار في المنزل ممنوع أن نتحدث بصوت عالٍ، أما مع أحفاده فكان كل ما منعه عنا يسمح لهم به.
أنا عندي ولدان كان أبي يحبهما بجنون، ويحب أبناء إخوتي أيضاً أتذكر أنه كان يشجع أحد أبنائي، ويسمع عزفه على الجيتار ويذهب إلى مدارسهم ليحضر حفلات المدرسة، ويشاهده وهو يمثل على مسرح المدرسة ويكون في منتهى السعادة، أنا الآن جدة وأحرص على أن يسمع أحفادي أغاني أبي للأطفال "توت توت" و"أنّا أنّا" والتي تربى أبنائي على سماعها.


سر اعتذاره عن استكمال "مدرسة المشاغبين"

عبد المنعم مدبولي
عبد المنعم مدبولي



هل كان يميل أكثر للتراجيديا أم للكوميديا؟
كان يميل للاثنين، وبالرغم من أنه أدى العديد من الأدوار الكوميدية سواء كانت في المسرح أو في السينما إلا أنه كان له بعض التجارب في عام 1962 حيث قدم بطولة مشتركة أمام نادية لطفي في مسرحية "بمبة كشر"، وكان يقوم فيها بدور تراجيدي، وأيضاً في السبعينيات قام بتقديم مسرحية مع الفنانة هدى سلطان، وكان بها بعض من ملامح التراجيديا، لكنه اكتشف نفسه كممثل تراجيدي من الدرجة الأولى متأخراً، فلا ننسى أبداً الأعمال التراجيدية التي قدمها، وكانت من علاماته الفنية سواء في التليفزيون مثل "أبنائي الأعزاء شكراً" و"لا يا ابنتي العزيزة" و"السجين". وفي السينما "مولد يا دنيا" و"احنا بتوع الأتوبيس".
لماذا كان يرفض أن يرى العرض الأول لأعماله سواء التليفزيونية أو السينمائية؟
كان يقلق جداً وينتظر حتى يرى رد فعل الجمهور والنقاد على دوره؛ حتى يطمئن ثم يرى أعماله في العرض الثاني، وأتذكر أن العمل الوحيد الذي رأى العرض الأول له فيلم "احنا بتوع الأتوبيس"؛ لأنه كان يقوم بدور مختلف يجمع بين التراجيديا والكوميديا، وكان نقطة تحول له في حياته الفنية السينمائية.
ما أكثر أفلامه المحببة إلى قلبه؟
فيلم "الحفيد" كان يحبه كثيراً، وكان يرى أنه استطاع أن يجسد دور الأب المطحون الذي يعمل كثيراً؛ حتى يعلّم أولاده ويزوجهم، وكان يحب أن يشاهده كثيراً ونحن أيضاً وكان يفتخر بهذا الفيلم؛ لأنه من أحسن مائة فيلم قدمتها السينما المصرية.
كيف تعامل عبد المنعم مدبولي للمرة الأولى مع شادية على المسرح في "ريا وسكينة"؟
كان يعرف قيمة شادية جيداً، والتي كانت نجمة كبيرة في السينما في الوقت الذي كان يخطو فيه أول مشواره في السينما، كان يقدر أن شادية تقف للمرة الأولى على المسرح ولا تعرف ترتجل مثله، فأبي أسس فن الارتجال عندما أسس فرقة المدبوليزم، ارتجال بدون الخروج عن خيوط الشخصية، وأتذكر أنه حكى لي في بداية عرض المسرحية كان لا يرتجل أمام شادية؛ حتى لا ترتبك على المسرح، ولكنه بعد مرور مدة على العرض بدأت شادية تتعلم من أبي فن الارتجال من خلال جلساته معها في الكواليس، وكان يعتز جداً بالعمل معها.
ما الأسباب الحقيقية لاعتذار عبد المنعم مدبولي عن عدم العمل بمسرحية "مدرسة المشاغبين" بعد أن قدم دور الناظر لمدة ثلاث سنوات على المسرح؟
كان أبي يعترض كثيراً على الارتجال في المسرحية، وكان يصفه بأنه زائد على حدوده إلى جانب أنه كان يعترض على الأسلوب المهين الذي يتعامل به أبطال المسرحية مع الناظر والمدرّسة خلال العرض، والأفيهات التي يستخدمونها، وكان دائماً يهدد أنه سيترك المسرحية، وأعضاء فرقة الفنانين المتحدين يعتذرون له بأنه لن يحدث هذا الارتجال بهذه الطريقة مرة أخرى، ولكن للأسف لم يتوقفوا عن الأفيهات وطريقة الارتجال التي اعترض عليها كثيراً.
وكان يشفق على الجمهور الذي يخرج متأخراً جداً بعد انتهاء المسرحية؛ لأن الوقت يزيد كل يوم بسبب الأفيهات، فاعتذر نهائياً ولم تصور به تليفزيونياً وأنا سعيدة جداً لاعتذاره؛ لأن هذه المسرحية كانت السبب في عدم احترام الطالب لمدرّسه والتي نعاني منها حتى الآن.

 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"