هيئة التراث السعودية تعثر على فؤوس حجرية في "شعيب الأدغم" بالقصيم

2 صور

مازالت بعض مناطق المملكة تكشف من فترة إلى أخرى عن آثار، واكتشافات تاريخية تعود لعصور قديمة، ولعل آخر الاكتشافات الأثرية عثور فريق علمي سعودي من هيئة التراث على أدوات حجرية تعود إلى فترة العصر الحجري القديم "الحضارة الآشولية" في شعيب الأدغم شرق منطقة القصيم.

 

وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس" أوضحت هيئة التراث في بيان صحفي أنّ الأدوات الحجرية المكتشفة تتمثّل في فؤوس حجرية تتميز بالدقة العالية في التصنيع والكثافة.

 

يذكر أنّ الموقع المكتشف يعد من أهم مواقع العصور الحجرية المكتشفة على مستوى المملكة استنادًا على ما عثر عليه من أدوات حجرية مميزة ونادرة.

 

أما الموقع فيعود إلى فترة العصر الحجري القديم الأوسط "الحضارة الآشولية 200 ألف سنة" قبل الوقت الحاضر تقريبًا استنادًا على ما عثر عليه من أدوات حجرية مميزة ونادرة من الفؤوس الحجرية التي تميزت بالدقة العالية في التصنيع والكثافة التي استخدمتها تلك الجماعات البشرية في حياتها اليومية.

 

تجدر الإشارة إلى أنّ الحضارة الآشولية تتميز بظهور صناعة الأدوات الحجرية ثنائية الوجه وتعدد الفؤوس الحجرية، وتصنف من أهم أدوات هذا العصر.

 

وتدل كثرة الأدوات الحجرية في هذا الموقع على الكثافة العددية لمجتمعات ما قبل التاريخ التي عاشت في هذه المنطقة، وهو ما يعد مؤشرًا واضحًا على أنّ الظروف المناخية في الجزيرة العربية كانت مناسبة جدًا لعيش تلك الجماعات البشرية، والاستفادة من الموارد الطبيعية المتوفرة فيها، في حين يدلل تعدد الأدوات الحجرية على قدم وجود الإنسان وتكاثر الجماعات البشرية عبر آلاف السنين.

 

وكانت صور الأقمار الصناعية قد أظهرت أنّ المواقع الآشولية (ومنها شعيب الأدغم) تقترن بمجاري الأنهار، لتؤكد أنّ الإنسان استخدم الأنهار للوصول إلى عمق المناطق الداخلية في الجزيرة العربية، وبحسب التوزيع المكاني الواسع النطاق للمواقع الآشولية فهي أكبر التوزيعات المعروفة على نطاق العالم، وتشير إلى أنّ الجماعات البشرية في الجزيرة العربية كانت قادرة على التنقل لمسافات جغرافية واسعة، فيما تدل كثرة المواقع المتمركزة حول الأودية والأنهار القديمة على أن تلك الجماعات كانت تنتشر تدريجيًّا وتكتشف المواقع حسب الحاجة، وتميزت هذه المواقع بانتشار كسر الشظايا الحجرية، والأدوات المصنعة.

 

كما بينت أعمال المسح تعدد الأدوات الحجرية السطحية، وهو ما يقود إلى احتمال وجود الآلاف من الأدوات المشابهة المدفونة في هذا الموقع.

وأشارت الهيئة إلى أنه قد تم جمع كمية هائلة من المعلومات البيئية والثقافية الجديدة، وأظهرت النتائج أنّ هناك تغييرات كبيرة في البيئات، تتراوح ما بين القاحلة للغاية والرطبة، والأدلة الحالية تدعم بقوة تأكيدات وجود "الجزيرة العربية الخضراء" مرات عديدة في الماضي. وخلال المراحل الرطبة كانت هناك أنهار وبحيرات في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، الأمر الذي أدى إلى انتشار وتوسع تلك الجماعات البشرية، مما يؤكّد أنّ الجزيرة العربية كانت مفترق طرق رئيس بين قارة أفريقيا وبقية قارة آسيا طوال عصور ما قبل التاريخ، وأنها كانت أحد أماكن الاستيطان قديماً في فترة العصور الحجرية، ويعتقد أنّ الهجرات القديمة لتلك الجماعات البشرية كانت عبر ممرين رئيسيين هما مضيق باب المندب وممر شبه جزيرة سيناء.

 

وأكدت هيئة التراث أنّ فرقها العلمية ستعمل على مزيد من الأعمال البحثية المركزة في الموقع لكشف مزيد من القطع الأثرية المهمة.