تتعرض الفتاة في مرحلة المراهقة إلى الكثير من التغيرات الهرمونية والنفسية مما يشعرها بحالات من الغضب أو العصبية الزائدة، إضافة إلى أسباب أخرى ، وهذا يجعلها أكثر عزلة وانطواء  في علاقاتها بالمقربين والآخرين ، بل وقد تسبب لها بعض المشاكل مع الأهل أو الأقران.. ولمعرفة علاجها لابد من معرفة أسباب العصبية وكيف تنشأ وسبل لعلاجها أو التخفيف من حدتها. معنا الدكتورة انشراح عبد الباقي الباحثة النفسية بمركز الأسرة للتوضيح والإرشاد

 

سنوات المراهقة

التدخل في تفاصيل المراهقة..تُدخلها في العناد والعصبية

قد تكون بين عمر الثالثة عشرة والتاسعة عشرة، وعلى الأهل أن يعرفوا كيفية التعامل مع ابنتهم في هذه السن الحرجة، وأن يقدموا لها الرعاية الاهتمام، وأن يبتعدوا عن أسلوب المراقبة أو التدخل في تفاصيلها فتلجأ للعناد والعصبية

 المراهقة العصبية هي التي ترفض أن تكون نسخةً عن والدتها، فتصبح ندًا لأمها تعبيرًا عن رفضها ذاك، وعلى الأهل أن يبتعدوا عن المعاملة الخشنة مع المُراهِقة العصبية أمام الآخرين، بل يجب احترامها

 

أسباب عصبية المراهقة

 

عجز المراهقة التوفيق بين الأنشطة والمناهج التعليمية..يؤدي إلى عصبيتها

أولا: بسبب عجزها عن إدارة وتنظيم وقتها والاستفادة من التنسيق بين ساعات الدرس والقيام بالأنشطة الرياضية أو الهوايات التي تحبّها يومياً

 ومع زيادة تلك الأنشطة أو دراسة المناهج التعليمية الصعبة يمكن أن تؤدي إلى عصبيته الزائدة

 وشعور المراهقة بعجزها أو أنها غير قادرة يتسبب بزيادة توترها تجاه الكثير من الأمور فتصيبها العصبية أمام الأحداث اليومية العادية

ثانيا: عصبية المراهقة بسبب إخفاءها أسرارها  ، مراهقات كثيرات يتعمدن هذا، وذلك  خوفا من اطلاع الأهل عليها؛ ويمكن أن يكون من الأسباب التي تكمن وراء العصبية الزائدة.

مثل تراجع المستوى العلمي أو الرسوب في مادّة معيّنة، مما يجعلها تعاني من العصبية الزائدة بسبب تفكيرها الزائد بالموضوع وبنتائجه عليها

ثالثا: عصبية المراهقة بسبب نقص التركيز والانتباه، إن إهمال الأسرة للمراهقة ولرغباتها العاطفية يمكن أن يؤدي إلى عصبيتها الزائدة غير المبررة والتوتر ونقص التركيز والانتباه

رابعا: كما أن عدم تخصيص الأهل وقتاً للاستماع إلى مشاكل الابنة  المراهقة أو معاملتها بالتساوي مع باقي أخواتها و عدم تقدير ما تقوم به،يجعلها تتخذ العصبية وسيلة للفت انتباههم

 

السيطرة على عصبية المراهقة

 

تخصيص وقتا للاستماع إلى طفلتهم المراهقة

من الضروري أن يعلّم الأهل طفلتهم المراهقة أسس وطرق تنظيم وقتها بطريقةٍ تستفيد منها وحتى تقوم بكلّ ما تحبّ.

 ان يرشدها الأهل لكيفية الاستمتاع بحياتها ، مما يساعدها على ألا تشعر بأيّ تقصيرٍ تجاه دروسها وواجباتها اليومية

تواصل الأهل مع المراهقة..يخفف من عصبيتها، ويمكن أن يساعدها على التعامل مع مشاكلها بطريقة أفضل وبوعيٍ أكبر.

على الأهل أن يخصصوا وقتاً للاستماع إلى طفلتهم المراهقة وتقديم أفضل النصائح التي من شأنها أن تساعدها على حلّ مشاكلها وتعاملاتها

الاستماع إليها بهدوء واهتمام، فالمراهقة بحاجة للحب والاهتمام، وإخبارها بقصص واقعية عن أهمية اختيار الأصدقاء وما يسببه أصحاب السوء من أضرار.

المراهقة تحاول إثبات ذاتها، وقد ترفض كل شيء ببساطة دون أن تبين سبب الرفض أو إبداء أسباب لهذه الرفض، فهو إثبات بأنّها صاحبة قرار

يجب تقبل هذا العناد وتحمّل عصبية الابنة والتقليل من الأوامر التي تسبب لها ضغوطات نفسية ، وتجعلها تلجأ للانعزال والأفكار السلبية

 ويجب على الأم أن تحذر بشدّة من مقارنة هذه الفتاة بصديقاتها أو إحدى قريباتها، فذلك قد يضعف من ثقتها بنفسها ويزيد من عنادها وعصبيتها

تشعر المراهقة بأن لا أحد يفهمها

 لا بد من التعاطف معها وتعليمها الحديث بأدب وهدوء وكيف تعرض رأيها بدون عصبية أو انفعال

 إرشادها لكيفية الاعتذار في حال الخطأ، ومشاركتها كل ما تحب من نشاطات في الحياة في حدود المقبول والمعقول

تشعر المراهقة بأنه لا أحد يفهمها، وكل العالم يقف ضدها، وتبدأ مشاعر الحيرة والحزن بالتفاعل داخلها؛ فتحاول حماية نفسها بالصراخ أو الغضب بعصبية

  المراهقة تريد لفت الانتباه أو الحصول على مبتغاها؛ فمثلاً تطلب من أبويها شراء شيء ما ، ولكنهما يرفضان طلبها؛ فتبدأ نوبة غضب، وتشعر بالظلم، وبعدها يستسلم الأبوان وينفذان ما تريده

 وقد يكون السبب أن الأبوين لا يستمعان إليها إلا عندما تكون عصبية، وتبدأ بالصراخ والجدال معهما

المراهق يريد أن يعيش حياته على أكمل وجه، واغتنام جميع الفرص لفعل ذلك، مما يسبب توتراً شديداً إن لم يمض اليوم بحسب ما هو مخطط له
 المراهقة تواجه الكثير من الضغوطات لتصبح الشخصية المثالية..الذكية والحسنة المظهر، والمتواضعة في الوقت نفسه، وهذه الضغوطات ..حمل ثقيل قد يجعلهاِ تنفجر في نهاية المطاف

 

همسات في أذن المراهقة العصبية

اتخذي قرارا بأن تتحكمي بعصبيتك

الوعي الذاتي.. أن تراقبي ما تفكرين به وما تشعرين به، توقفي لوهلة عندما تكونين غاضبة؛ لملاحظة ما تفكرين به وتشعرين به في تلك اللحظة

السيطرة على النفس؛ فهي أن تفكري قبل أن تفعلي شيئاً؛ فهذا قد ينقذك ويمنعك عن فعل شيء قد تندمين عليه لاحقاً

اتخذي قراراً بأن تتحكمي بعصبيتك، ويمكن القيام بذلك عن طريق مراقبة تصرفاتك عندما تغضبين، فكري بالذي سوف تكسبينه بعدما تخففين من عصبيتك

 ستنالين تقديراً لذاتك، بالإضافة إلى تقدير الآخرين، وعيشي حياتك بنسبة قليلة من القلق والإحساس بالضيق