متحورة هندية لكورونا تثير قلق العالم

  موجة إصابات غير مسبوقة من فيروس كورونا المستجد شهدتها الهند في الأيام الماضية، ولعل ما أثار خوف وقلق منظمة الصحة العالمية اكتشاف ظهور سلالة جديدة من الفيروس المميت لها القدرة على مقاومة اللقاحات وتنتشر بسرعة. وقد سجلت الهند نحو مليوني إصابة هذا الشهر وحده.

 

فبحسب "العربية نت" فإنّ المتحورة الهندية أثارت القلق بعد المتحورة "البرازيلية" نظرًا لخصائصها والتدهور السريع للوضع الصحي في الهند، إلا أنه لم يثبت حتى الآن أنها أشد عدوى أو مقاومة للقاحات. وقد اكتُشفت المتحورة المسماة باسم سلالتها  B.1.617 بغرب الهند في أكتوبر، وهي تعد "متحورة مزدوجة"؛ لأنها تحمل طفرتين مقلقتين على مستوى بروتين شوكة فيروس "سارس-كوف-2"، وهو نتوء على غلافه يتيح له الالتصاق بالخلايا البشرية.

 

الطفرة الأولى وتُسمى E484Q قريبة من تلك التي لوحظت على المتحورتين الجنوب إفريقية والبرازيلية (E484K)، ويشتبه بتسببها في خفض فاعلية اللقاح مع زيادة خطر الإصابة مرة أخرى بكوفيد-19.

 

أما الطفرة الثانية، وتُسمى L452R فرُصدت في كاليفورنيا، وقد تكون قادرة على إحداث زيادة في انتقال العدوى، وتعد هذه المرة الأولى التي تُرصد فيها الطفرتان معًا على متحورة منتشرة على نطاق واسع. تثير هذه الخصائص مخاوف من أن تكون لدى المتحورة مقاومة أشد للقاحات الحالية ضد فيروس كورونا التي طُورت للتعرف على بروتين شوكة سلالات سابقة من الفيروس، لكن لم يثبت هذا في الوقت الحالي.

 

بدوره أشار عالم الفيروسات "برونو لينا" عبر إذاعة "فرانس إنتر" إلى أنّ الطفرة 484 قد تكون مسؤولة جزئيًّا عن الفشل المناعي، ولكنها وحدها لا تكفي للتسبب في ذلك. يجب أن ترتبط بطفرات أخرى لا نراها في هذه المتحورة الهندية.

 

أما "راكيش ميشرا" من مركز البيولوجيا الخلوية والجزيئية في مدينة حيدر آباد فقال:" أعتقد أنه في غضون أسبوع أو أسبوعين سيكون لدينا تقدير كمي أفضل لاستجابة المتحورة الفيروسية للقاح. ومما يثير القلق هو أن تكون المتحورة أشد عدوى، فتسهل زيادة عدد الإصابات في وقت تحاول فيه الكثير من الدول كبح موجة ثانية أو ثالثة من الوباء".