محمد فراج لـ"سيدتي": تقديم شخصية مؤنس مرهق للغاية ومنى زكي سبب رئيسي في نجاح "لعبة نيوتن"

يتمتع النجم المصري محمد فراج بموهبة فريدة، جعلته من أبرز وأهم نجوم جيله على الإطلاق.

وقدم محمد فراج في السباق الرمضاني هذا العام واحداً من أهم الأدوار التي تم تقديمها في الدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة، وذلك خلال مسلسل "لعبة نيوتن" الذي لعب فيه دور "الشيخ مؤنس"، المحامي ورجل الأعمال الملتزم دينياً، الذي يعيش في أمريكا، ويتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع، وهو شخصية تضم الكثير من التناقضات والأبعاد التي قدمها فراج بحرفية عالية للغاية.

وفي لقائه مع "سيدتي نت" تحدث فراج عن شخصية "مؤنس"، وردود الأفعال الهائلة التي حققها المسلسل، إضافة إلى سبب تقديمه لمسلسل آخر وهو "ضد الكسر" خلال نفس الموسم الرمضاني، وسبب مشاركته في مشهد واحد فقط في مسلسل "الاختيار".

محمد فراج في لعبة نيوتن
محمد فراج في لعبة نيوتن 

هل توقعت ردود الأفعال الهائلة على مسلسل "لعبة نيوتن"؟

أنا فخور بمشاركتي في هذا المسلسل، وهو الأقرب إلى قلبي بين مجمل أعمالي، وفخري بهذا العمل ليس فقط بسبب المشاركة فيه، ولكن جاء نتيجة ردود الأفعال الرائعة التي حظيت بها بعد عرضه، فالبعض يقول لي إنهم لا يريدون أن ينتهي المسلسل، وآخرون يعملون في الوسط الفني ولهم أسماء وقيمة كبيرة، يؤكدون لي أنهم يشاهدون المسلسل 3 مرات يومياً، هذا بخلاف أشخاص يجرون خلفي بالسيارة ليؤكدوا لي حبهم للمسلسل، وأنهم أحبوا شريحة من البشر من خلال شخصية "مؤنس"، لم يكونوا يفضلونها من قبل.

تعرض مسلسل "لعبة نيوتن" لهجوم شديد نظراً لإظهاره رمز الشخص المتدين بشكل سيء، من خلال شخصية "مؤنس"، ما تعليقك على هذا؟

وهل يجب أن يكون الشخص الملتحي والملتزم دينياً ملاك؟ هناك الكثير من الشخصيات الأخرى في الدراما التي تظهر بعيوب كبيرة للغاية، ومؤنس إنسان لديه اتجاه ديني وعقيدة معينة تربى عليها، مثله مثل الكثير من الناس، وهناك الكثير من الشخصيات التزامهم الديني أقل من مؤنس بكثير، ولكننا نجدهم من أفضل الشخصيات التي يمكن التعامل معها على الإطلاق، كما أن هناك شخصيات ملتزمة دينياً ومحترمين للغاية، لذلك لا يصح أن نحصر الاحترام والصدق في منطقة التدين والالتزام الديني، فليس معنى أنني شخص ملتزم ومُصلي أن ذلك يعطي لي الحق في التعامل بشكل سيء مع الناس أو أن أغتصب زوجتي كما فعل مؤنس، و"مؤنس" نصاب محترف، ولديه قدرة غير عادية على الكذب.

ما الذي جذبك لشخصية "مؤنس" أثناء عرض المسلسل عليك؟

أول شيء جذبني في هذا المسلسل هو العمل مع المخرج تامر محسن، الذي أستمتع للغاية بالعمل معه فهو مخرج مميز جداً، وتفوق على نفسه في مسلسل "لعبة نيوتن"، وأنا لم ألعب من قبل شخصية الشخص الملتزم دينياً جداً والذي يتمتع بمكانة كبيرة في مجتمعه، لذا كان لدي شغف شديد لتقديم هذه الشخصية.

كيف قمت بالتحضير لشخصية مؤنس، خاصة وأنه من الشخصيات التي تنتمي لشريحة قد لا تحظى بحب الكثير من الناس، وهو ما يصعب تقديمها؟

التفاصيل الخارجية مثل الشكل ولغة الجسد وقراءة القرآن كانت أسهل بالنسبة لي من تحضير التفاصيل النفسية لشخصية مؤنس، وتكوينه الداخلي، لأنه يتعرض لمواقف يصعب للغاية على النفس البشرية أن تتحملها لفترة طويلة، كما أنه يحب بكل قلبه ومخلص جداً في كل شيء يقوم به، كما أنه لديه مشاكل نفسية منذ طفولته، لعبت دوراً كبيراً في الغضب والكره الذي يحمله لرمز الأنثى بشكل عام، والمتمثل في والدته، والجانب الآخر في هذا الإحساس الذي يتمثل في الحرمان من الحب، وهو ما يجعل الكثير من الناس تحب مؤنس وتكرهه، ومن عظمة سيناريو المسلسل أنه جعل جميع الشخصيات بهذا الشكل، يحبها الناس ثم يكرهونها ثم يحبونها وهكذا.

وحاولت أن أذاكر كثيراً بقدر الإمكان، حتى تظهر على شخصية مؤنس من الخارج صلابته، ولكنه من الداخل على العكس من ذلك تماماً، وهو شيء صعب للغاية.

 

مشهد غريب بالنسبة لي

محمد فراج مع منى زمي في لعبة نيوتن
محمد فراج مع منى زمي في لعبة نيوتن

ما هو أصعب مشاهدك في مسلسل "لعبة نيوتن"؟

مشهد الاغتصاب، لأنه مشهد غريب بالنسبة لي، ولم أقم به من قبل، ولا أعرف كيف يتم تقديمه، ولكن توحدي مع شخصية مؤنس ووصولنا إلى مرحلة تعمق شديد في الشخصيات في المسلسل، وتقديم المشهد أمام منى زكي، ساعدني بشكل كبير على الوصول به لهذا الشكل، فهي ممثلة تستطيع أن "تعلي" أي ممثل أمامها.

تتعاون في هذا المسلسل مع النجمة منى زكي للمرة الثانية بعد فيلم "الصندوق الأسود"، حدثنا عن هذا التعاون؟

منى زكي هي سبب رئيسي لنجاح مسلسل "لعبة نيوتن"، وأنا أعتبرها واحدة من أهم 5 ممثلات في الوطن العربي، فهي تتمتع بموهبة غير عادية، كما أنها مجتهدة جداً، وتفعل أي شيء تتطلبه الشخصية للظهور بأفضل شكل.

 

تجمعني صداقة عمرها 18 عاماً مع محمد ممدوح

تجمعك صداقة مع محمد ممدوح تعود لسنوات طويلة، ودائماً ما نجد تعاونكما مثمر للغاية، حدثني عن تعاونك معه؟

تجمعني صداقة عمرها 18 عاماً مع محمد ممدوح، وكنا نشتغل في ظروف صعبة للغاية في المسرح، سواء في الجامعة أو خارجها، وهو ما جعل بيننا كيمياء رائعة، وكل شخص منا يحب أعمال الآخر، وعندما عملت معه في مسلسل "قابلي" استمتعت للغاية بالعمل معه، لأنه ممثل "حريف"، والحرفية عنده عالية جداً، كما أنه يتمتع بموهبة كبيرة، ومع الوقت يعمل على نفسه ويطور من نفسه، وأنا أراه من أقوى الممثلين الموجودين حالياً على الساحة.

كيف تقوم بتطوير نفسك كممثل للوصول إلى هذه المرحلة من النضج الفني؟

يعتمد الأمر على الشخصية التي أقدمها، بحسب شكلها الخارجي وعملها أو تفاصيلها أو البيئة التي تنتمي إليها، وبشكل عام أعمل على نفسي بعيداً عن الشخصيات والأدوار، حيث أقوم بسماع الموسيقى بشكل مستمر، وأمارس اليوغا،  كما أشاهد الكثير من الأعمال الفنية، ليس فقط للاستمتاع، ولكن لاكتساب خبرة المشاهدة.

 

استعنت بلحية مستعارة

محمد فراج في لعبة نيوتن
محمد فراج في لعبة نيوتن

تقدم في مسلسل "ضد الكسر" شخصية تختلف تماماً عن شخصيتك في "لعبة نيوتن"، لماذا وافقت على المشاركة في "ضد الكسر" الذي يعرض في نفس الموسم؟

عندما بدأت تصوير فيلم "أهل الكهف"، اضطررت إلى حلاقة لحيتي، وذلك قبل انتهاء تصوير مسلسل "لعبة نيوتن" بفترة قصيرة للغاية، وبعد أن أطلقتها لمدة عام ونصف، ولكن استمرار تصوير المسلسل لفترات طويلة متقطعة وتأجيل عرضه لرمضان 2021، اضطرني إلى الاستعانة بلحية مستعارة أثناء تصوير بعض المشاهد.

ومسلسل "ضد الكسر" لم يكن في حساباتي لهذا العام، ولكن المنتج جمال العدل تواصل معي منذ 4 أشهر، وعرض عليّ الدور الذي اعتذرت عنه في البداية، ولكن عندما قرأت القصة، والتقيت بالمخرج والمؤلف والمنتج، وافقت على المشاركة في العمل لشعوري بأنه سيكون تحدي كبير بيني وبين نفسي، أن أستطيع تقديم شخصيتين متناقضتين تماماً ولا يوجد أي عامل تشابه بينهما، في نفس التوقيت ويتم عرضها خلال نفس الموسم.

 

كريم عبد العزيز من أجمل وأكثر نجوم جيله اجتهاداً

محمد فراج في ضد الكسر
محمد فراج في ضد الكسر

قدمت في "الاختيار" مشهداً واحداً فقط، مع النجم كريم عبد العزيز، حدثنا عن سبب قبولك لهذا الدور؟

كنت سعيداً جداً بمشاركة كريم عبد العزيز هذا المشهد، لأنني أحبه جداً منذ أن تعاونت معه في مسلسل "فاصل ونعود" عام 2010، وأحب التمثيل معه، وهو من أجمل وأكثر نجوم جيله اجتهاداً، على الرغم من مرور 11 عاماً على تعاوننا معاً، إلا أن شخصية كريم عبد العزيز لم تتغير ويزداد تواضعاً رغم أنه يعلم جيداً قيمته وأهميته في هذا المجال.

وعندما تواصل معي المخرج بيتر ميمي كنت سعيداً للغاية لأنني لم يحالفني الحظ بالعمل في الجزء الأول من المسلسل، وكنت أتمنى العمل فيه، لذلك عندما اتصل بي توقعت أنه سيعرض عليّ دور في الجزء الثاني، فتفاجأت عندما قابلته أنه مشهد واحد فقط ودوري ضيف شرف، ولكنني وافقت بدون تردد على المشاركة في المسلسل لأنني سأقدم هذا المشهد أمام كريم عبد العزيز وفي الحلقة الأولى، كما أنه مشهد هام في الأحداث.