تاتيانا فياض وجوان حايك: نجمع بين تصميم المجوهرات والأزياء لنصنع هوية خاصة بنا

تاتيانا فياض وجوان حايك

بدأت صديقتا الطفولة، تاتيانا فياض وجوان حايك، رحلتهما في عالم التصميم عام 2007، وحققتا شهرة عالمية واسعة بعدما أطلقتا مجموعة Coined التي ركّزت على إعادة القيمة للعملة المعدنية اللبنانية، وحوّلتها إلى قطع من المجوهرات. وباتت علامة «فانينا» Vaninaمتخصّصة بموضة الإكسسوارات، ليس فقط في لبنان، بل في مختلف أنحاء العالم، في باريس، طوكيو، فلورنسا، دبي، أميركا، آسيا، الصين واليابان.. وهي اليوم تسعى إلى إطلاق مجموعة خريف وشتاء 2021 لكل سيدة جريئة ومتميّزة في حياتها العملية والمهنية. «سيدتي» التقت تاتيانا وجوان في بيروت للتعرف إلى خصائص علامتهما «فانينا».

 

 

تاتيانا فياض وجوان حايك

تخطت شهرتكما الإطار المحلي، حيث تنتشر تصاميمكما في مختلف أنحاء العالم. كيف تفسران هذا الانتشار؟

أولاً، يعود هذا الأمر إلى أن تصاميمنا تلقى رواجاً واسعاً بسبب فرادة القطع وتميزها. وعلامتنا التجارية باتت معروفة جداً لأن وراء كل قطعة قصة معينة يتم تنفيذها مع 80 سيدة حِرفية لبنانية، بتن جزءاً مهماً من العمل بسبب تركيزنا على الصناعة اليدوية. هذا الأمر ميّزنا منذ الانطلاقة عام 2007، خاصة وأن الناس باتوا يهتمون بمصدر وقصة كل قطعة، ويسألون عن المواد المصنّعة منها. لذلك نقول دائماً إن علامتنا الفارقة هي القطع الفريدة من نوعها التي نصمّمها مع الفريق الذي يعمل خلف الكواليس. 

كيف التقيتما على حب التصميم وصنعتما معاً مسيرة مهنية ناجحة؟ 

نحن نعرف بعضنا منذ الصغر، وكنا عندما نلتقي نجلس ونصمّم ملابس وأحذية لنا ولأصدقائنا، مذ كنا بعمر الـ 14 عاماً. بعد ذلك بدأت موهبتنا تكبر وتظهر للعلن، وشعرنا بأنه من الضروري أن نطلق هذه الموهبة إلى العالم. بدأنا العمل من خلال إطلاق مجموعة عام 2007 من المجوهرات المصنعة من العملة المحلية اللبنانية بعنوان Coined التي لاقت انتشاراً لا مثيل له، ولم يبق ولا قطعة واحدة في المعرض، وكانت ردود الأفعال مشجّعة جداً.

ثم بدأ الناس يطلبون منا الكثير، وكنا نقوم بجهد كبير لتلبية هذه الطلبات. قررنا التركيز على هذا العمل بعمر الـ 19 عاماً، وكنا وقتها ندرس في الجامعة. أما الأمر الذي ساعدنا أكثر في الانتشار خارج لبنان هو عمل والدتي في هذا المجال، وكانت حينها تشتري بضاعة

من فرنسا لمتجرها، وعرضت تصاميمنا على أحد الفرنسيين المهتمين بالموضة، فطلب منها أن نقوم بتصميم المزيد لعرضها في العاصمة الفرنسية، باريس. وهكذا بدأنا البيع في فرنسا عام 2008، وكنا من أوائل المصممين اللبنانيين الذين عرضوا تصاميمهم خارج لبنان.

أين تتواجد علامتكما التجارية؟ 

نحن نتواجد بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم، مثل باريس، طوكيو، فلورنسا، دبي، أميركا، آسيا، الصين واليابان، إلى جانب لبنان بالطبع. مع العلم أن تصاميمنا تلقى إعجاباً كبيراً من جانب السيدة العربية بشكل عام وتليق بها.

كيف أثّرت جائحة كورونا على سير العمل؟

تابعنا العمل رغم انتشار جائحة كورونا خارج لبنان، لأن تصاميمنا غريبة ومخصّصة لمناسبات خاصة. تابعنا التصدير إلى الخارج رغم أن سير العمل لم يعد كالسابق، ولكننا نعتبر أنه مع الوقت ستزول كل المصاعب، خاصة وأن الافكار موجودة دائماً.

كيف تنظران إلى الموضة بشكل عام؟

لدينا موضة خاصة بنا لا تزول مع مرور السنوات، لأنها تتماشى مع كل الأوقات والأعمار، فعلى سبيل المثال، نحتفظ بتصاميم منذ 10 سنوات تنسجم مع أيامنا هذه، وأحياناً قد نصمم منها موديلات متنّوعة مع نوع قماش معين وإكسسوارات مختلفة. نحن نصنع الموضة الخاصة بنا بسبب فرادتنا وتميّزنا، وكل قطعة تحكي قصة عنها وعن فكرتها وعن السيدة التي نفذّتها، حتى يتعرّف الزبائن إليها عن كثب.

تابعي المزيد: حقيبة بلون ذهبي للمناسبات الرسمية

 

إعادة التدوير 

إعادة التدوير 
إعادة التدوير 

ما الذي يجمعكما شخصياً ومهنياً ويشكل بالتالي الأساس المتين للنجاح؟

ما يجمعنا شخصياً ومهنياً سنوات طويلة من الصداقة والمحبة والاحترام. فنحن نهتم أيضاً بإعادة التدوير وكل القطع التي نصمّمها تدخل ضمن هذا النطاق، ولا نستخدم عناصر مضرّة بالبيئة، حيث نحول - مثلاً - أكياس رقائق البطاطا إلى حقائب يد، بالإضافة إلى الزجاج والأقمشة الباقية.. لا نرمي أي شيء، بل نحرص على استعمال كل ما هو موجود لدينا. التصميم يأخذ منا وقتاً وجهداً، ولكننا لا نلتزم بوقت معين، لأن هذا العمل هو شغفنا في الحياة، نحن نصمم، ننفذ، ونصنّع، ونطلق 4 مجموعات سنوياً.

ما هي الألوان المفضلة لديكما؟

من الالوان المفضلة لدينا اللون الذهبي، والمزج بين الأسود والأبيض، بسبب الأناقة التي يضفيها هذان اللونان إلى القطعة.

حوّلتما العملة المعدنية اللبنانية إلى قطع رائعة من المجوهرات، ماذا تقولان عن هذه البداية؟ 

الفكرة كانت عندما شاهدت هذه القطع موجودة في صندوق شفّاف في منزل جوان، وقد لفتتي كثيراً، واقترحت على جوان أن نأخذها ونحوّلها إلى قطع فنية لإعادة قيمتها التي فقدتها مع مرور الأيام. وهذا كان المعرض الاول لنا، ولاقى نجاحاً كبيراً. شكلت هذه المجموعة انطلاقتنا الفعلية والقوية نحو هذا العالم الكبير، ومن ثم بدأت الأفكار تتوالى، لأننا نفكر ما الذي تحب أن ترتديه السيدة ولا تجده في الأسواق التجارية، ومنها تنطلق الأفكار.. بالإضافة إلى أننا كنا نتعلّم من كل مجموعة نصمّمها ومن الناس الذين تعاملنا معهم، سواء أكانوا خياطين أو منفّذين. وكانوا يقدّمون لنا النصائح بشكل دائم، إن كان في مجال الأحذية، الحقائب والملابس، لأنهم يملكون خبرة في هذا المجال، ونحن نمتلك الحماس.

تابعي المزيد: حذاء بكعب عالي لسهرات الصيف

 

الموضة أداة

إعادة التدوير 
الموضة أداة

كيف تحولان الموضة إلى رسالة وقضية؟

نحن نعتبر أن الموضة هي أداة تنسجم تماماً مع الرسالة التي أردنا إيصالها منذ البداية. فبالنسبة لنا الموضة هي فعلاً أداة للتغيير الاجتماعي والبيئي، وهذا ما أكّدناه من خلال مجموعات الأزياء والإكسسوارات الجديدة التي تطلقها العلامة، بالاعتماد على مبدأ إعادة الاستخدام بدل رمي الأغراض القديمة. وقد تمّ المزج بين أحدث التقنيات والأعمال اليدوية، لتقديم قطع مميزة وفريدة من نوعها. فعلى سبيل المثال، أطلقنا عام 2015 مجموعة إكسسوارات بعنوان «الأوراق» (Leaves) قامت على إعادة استخدام الأوراق من خلال تقنية الطبع الثلاثية الأبعاد التي تمكّن من استعمال الورق مجدداً، وادخلناها في تصميم رسم أوراق الشجر لتصنيع أروع الإكسسوارات. وهكذا يصبح بالإمكان التخفيف من رمي الأوراق بشكل يومي، وإعادة استعمالها بطريقة مفيدة في عالم الموضة. 

من الإكسسوارات والمجوهرات، إلى الحقائب والأحذية والملابس. ما هو الأسلوب الذي يميّز كل تصميم منها؟

الأسلوب الرئيسي لعلامة «فانينا» يبقى المساهمة في الاستدامة ضمن المجتمع، فكل مجموعة من الإكسسوارات والمجوهرات والحقائب والأحذية والملابس، تكون مبنية على رسالة معينة توعوية لأفراد المجتمع، وخصوصاً في ما يرتبط بالحفاظ على البيئة.

تقوم مجوهرات «فانينا»، المصنوعة من خامات مُعاد تدويرها، بتوصيل رسالة، وهذا ما يجعلها مختلفة عن باقي صانعي المجوهرات المعاصرين، الأمر نفسه بالنسبة إلى الإكسسوارات التي تضفي على إطلالة السيدة المرح والإشراق والعفوية في جميع المواسم، سواء أكانت من الأساور المميزة أو الأقراط ذات التفاصيل الملوّنة والخواتم. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الملابس والأحذية والحقائب، التي تتسّم بخامات فريدة من نوعها تدمج بين الطابع القديم والحديث.

نحن نهدف إلى التأثير الايجابي والمشاركة بنشاط في مشاريع تطوير المجتمع، فحتى يومنا هذا لا نزال نبحث عن الخامات لمنتجاتنا في ورش العمل المحلية في بيروت لتقديم الأفكار المبتكرة والمتجدّدة. 

 ما هي المشاريع المستقبلية التي تعملان عليها؟

نقوم بتحضير مجموعة خريف وشتاء 2021 /2022 التي ستبصر النور خلال شهر يونيو، كما أننا نطمح إلى الدخول في مجال تصميم إكسسوارات المنزل. ولكن هذا المشروع بحاجة إلى وقت لدراسته.

ما هي الأقمشة المستخدمة في مجموعات الأزياء الخاصة بـ «فانينا»؟

نستخدم أنواعاً من الأقمشة منها التفتا والحرير، ونحرص أن تكون نوعيتها ممتازة، ونستخدم كثيراً قماش الجوخ في الشتاء.

هل تصاميمكما تتوجه للحياة العملية اليومية أم للمناسبات خاصة؟

نتوجه للمناسبات الخاصة والاحتفالات، بالإضافة إلى بعض القطع للحياة العملية والمكتب.

ما هي القطع التي تستفيد منها السيدة بشكل خاص في حياتها؟

الإكسسوارات، ومنها الحقيبة بالدرجة الأولى، لأنها تبقى مع السيدة لفترة طويلة، وترافقها في معظم إطلالاتها.

تابعي المزيد: وشاح الرأس إكسسوار لافت للصيف