عيد الأضحى عبادة وفرحة

 

شرع الله تعالى للمسلمين عيدين، وعادة ما تأتي أعياد المسلمين بعد مواسم الطاعات، فعيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان، وعيد الأضحى يأتي بعد أداء فريضة الحج والعشر الأوائل من ذي الحجة والتي هي أيام عبادة وذكر.

 

عيد الأضحى عبادة

عيد الأضحى المبارك، وهو ختام العشرة أيام الأولى التي تمتاز باجتماع أمهات العبادة فيها "الصلاة والصيام، والصدقة والحج" إضافة إلى "ذبح الأضحية" وهي شعيرة من شعائر الله تتقارب من خلالها قلوب الفقراء والمحتاجين والأغنياء، وورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث عليها، ومن ذلك "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكَبشينِ أملَحَينِ أقرَنَينِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ وسَمَى وكَبَرَ ووَضَعَ رِجلَهُ على صِفَاحِهِمَا".

وقد شرعت الأضحية لعدة أسباب من بينها:

الأضحية في العيد -الصورة من واس 

شكر الله تعالى على نعمه ومنها نعمة الحياة. إحياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام. توسعة المسلم على نفسه وأهل بيته وإكرامه لجيرانه وضيوفه والتصدق منها للفقراء.

 

عيد الأضحى فرحة

يفرح المسلمين بدخول عيد الأضحى وعدد أيامه أربعة أيام، يسمى الأول يوم النحر، أما الأيام الثلاثة التي تأتي بعده تسمى بأيام التشريق، وقد جاء ذكر هذه الأيام في الحديث الشريف إذ قال عليه الصلاة والسلام "يوم الفطر، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام".

وعلى الرغم من تشابه الكثير من عادات السعوديين بين عيد الفطر وعيد الأضحى، إلا أن ما يميز عيد الأضحى هو "الأضحية" ودورها في التقارب الأسري منذ ذبحها وقضاء صبيحة يوم العيد في منزل "كبير الأسرة". ثم تجتمع العائلة على طبق العيد الذي يتم إعداده من لحم الخروف ولكل منطقة طبقها الرئيسي.

 

أطباق العيد ولمة الأسرة

أطباق العيد ولمة الأسرة -الصورة من واس 

في المنطقة الوسطى تتشابه الأطباق الشعبية في مسمياتها وطريقة إعدادها، وتعتمد في المقام الأول على القمح واللحم أو القمح والتمر، وبعد ذبح الأضاحي تقوم النساء بتحضير وجبة الإفطار والتي تسمى (الحميس) المكونة من قطع من اللحم الصغير والكبد والكلاوي والقلب أو ما يسمى (معاليق) الخروف، تضاف إليها كمية كبيرة من البصل والطماطم والبهارات ويتم طبخها في قدر كبير على نار هادئة. وطبعا هناك أطباق شهيرة مثل كبسة اللحم والقرصان والجريش والذي يعتمد على اللحم والدقيق المجروش واللبن، وهناك أيضاً الحنيني وهو عبارة عن أقراص من العجين اللين تسمى (مراصيع).

أما في المنطقة الشرقية، فطبق الهريس الشرقاوي هو الأشهر، وفي صباح عيد الأضحى تقوم السيدات بإعداده، ومن الأطباق الشعبية أيضا خبز التاوة وخاصة في منطقة القطيف، ومن الأطباق الحلوة والتي يتم إعدادها في المناسبات والأعياد العصيدة والكليجة والممروس.

وفي المنطقة الغربية عموما تحرص النساء على إعداد أشهر الأطباق الحجازية من الحلويات والمكسرات، وبعد العودة من أداء صلاة العيد تبدأ الزيارات والتجمع لدى كبار الأسرة. وتحرص العائلة على قضاء صباح العيد عند كبير الأسرة، وهو الجد أو الجدة أو الأب، وذلك بعد صلاة العيد مباشرة، على مائدة تتصدرها أكلة "الدبيازة" وهناك أيضا الزلابية الشهيرة.

وفي الجنوب تتميز الأعياد في القرى بالإفطار الجماعي في الحارة أو الحي، حيث يحضر كل شخص طبقا منزلياً وتعد ربة المنزل فطور العيد، وبعد ذلك يقوم الرجال بجولة لزيارة المنازل وتبادل التهاني.

وفي الشمال، تبدأ السيدات بعد صلاة العيد وذبح الأضحية في طهي الطعام المصاحب للحم الأضحية والذي كان قديماً يوضع لوحده بسبب ندرة الذبائح، وهو مكون من المطازيز والهريس والجريش والحميس. ومن أطباق الحلوى التي يتم اعدادها في العيد الكليجة والبقل والتمر.