أجمل قصص للأطفال قبل النوم
أجمل قصص للأطفال قبل النوم
أجمل قصص للأطفال قبل النوم
أجمل قصص للأطفال قبل النوم
أجمل قصص للأطفال قبل النوم
أجمل قصص للأطفال قبل النوم
2 صور

تبقى القصص العالمية خالدة، فهي تحكي قصص هذه الشعوب، وتنقل صوراً من العالم، عبر الأجيال التي لازالت تتناقلها، وفي هذا النص نعرض لكم قصتين من الإبدعات التي قرأتها شهريار على شهرزاد.

 الحكيم والملك

الملك والحكيم
قصة الملك والحكيم

 تدور أحداث قصة الحكيم والملك حول ملك كان يحكُم مدينة كبيرة، ولكنَّه كان يتَّصف بالتكبُّر والغرور، وفي أحد الأيام جمع الناس حوله وخطب في الجمع خطبة مليئة بالغرور وأشار فيها إلى أنَّه سيّد هذه المدينة وسيّد العالم كله، وأنَّ جميع المخلوقات خدم له، فصفَّق الحشد المتجمع حوله وصاروا يهللون له، لكنَّ رجلاً واحداً قام وصاح بصوت عالٍ ردًاً على الملك وقال له: كلّا يا أيها الملك، كلامك غير صحيح، فالناس جميعهم بعضهم يخدم بعضاً، غضب الملك كثيراً من هذا الرد، فلم يكن معتاداً على أن يخالف كلامه أحد، واتَّهم صاحب الصوت بالخيانة والتمرُّد عليه. 
كان ذلك الرجل الذي اعترض على الملك عجوز حكيم، يتَّصف جسمه بأنَّه نحيل وله لحية بيضاء تنمُّ عن وقاره وهيبته، فبرزَ من بين الجمع وأكَّد للملك كلامه ثمَّ قال له: أيها الملك إنَّني رجل من عامة الناس، وفي القرية التي نسكنها لا يوجد بئر ماء، وأطلب منك أن تحفر لنا بئرًا حتى يتمكن الناس في قريتي من الحصول على الماء ويشربوا منه ويسقوا حيواناتهم وزرعهم، اشتدَّ غضبُ الملك أكثر من ذي قبل وثار على العجوز قائلاً له: أنت عجوز خرف، تصفني بأنَّني خادم وتريد مني أن أحفر لك بئراً في قريتك، فأكَّد له العجوز أنَّ جميع البشر يخدمون بعضهم من دون استثناء، عند ذلك قال الملك غاضباً: أنت تدعي أنَّني خادم مثل بقية البشر، فإذا تجرأت واستطعت أن تجبرني على أن أخدمك سأقوم بحفر أكثر من بئر لك في قريتك، أمَّا إذا لم تقدر على ذلك فسيكون مصيرك الموت وسأجعلك عبرة لكل الناس على تطاولك.
 وافق العجوز على ذلك التّحدي من الملك، وقال له: يجب عليَّ حتى أقبل رهانك أن ألمس قدميك أيها الملك، فأرجو أن تحمل لي هذه العصا حتى أتمكن من لمس قدميك. وافق الملك وحمل العصا للعجوز، فانحنى العجوز ولمس قدمي الملك ونهض ثمَّ استعاد عصاه، ثمَّ قال للملك: شكراً لك أيها الملك، هل رأيت كيف حملتَ العصا عندما طلبتُ منك ذلك، وكيف أنَّنا نخدم بعضنا جميعاً، شعرَ الملك بصدق كلام الحكيم فابتسمَ له وأمر بحفر بئر له في قريته، واتسم بالتواضع ولم يعد يتكبر ويتعالى على الناس منذ ذلك الوقت. 

العبرة المستفادة من القصة أنَّه يجب على الإنسان أن يتواضع للناس ولا يتعالى على أحد، ويعرف أنَّ جميع البشر يخدمون بعضهم بشكل أو بآخر.

الأم آزادة

الأم آزادة
قصة الأم آزادة

 كان هناك فتاة صغيرة تعيش مع أختها وزوجة أبيها في منزل واحد، وكانت جميلة ونشيطة ونظيفة، بخلاف أختها التي كانت قبيحة وكسولة ولا تقوم بأي عمل في المنزل، وكانت الأم تجبر الفتاة الجميلة على جميع أعمال المنزل لأنَّها في الحقيقة لم تكن ابنتها، بل ابنة زوجها بينما الفتاة القبيحة هي ابنتها، وكانت ترسلها كل يوم حتى تغزل قرب البئر حتى تدمي يديها الصغيرتين، وفي أحد الأيام وبينما كانت تغزل أدمت أصابعها وسال الدم على المغزل، فقامت تغسله في البئر ولكنَّه سقط في غفلة منها، فهرعت إلى البيت تخبر زوجة أبيها بما حدث، فأجبرتها على أن تعود وتخرج المغزل من حيث سقط فوراً. 
عادت الفتاة الجميلة مكسورة ونزلت إلى البئر لتبحث عن المغزل، وعندما دخلت البئر شعرت أنَّها تستيقظ في عالم آخر وحولها أرض عشبية منبسطة، راحت تمشي فيها إلى أن شاهدت فرناً مليئاً بالخبز، فطلبت منها أرغفة الخبز أن تخرجها حتى لا تحترق، فقامت بإخراجها، ثمَّ رأت شجرة تفاح تطلب منها أن تهزها لأنَّ ثمار التفاح نضجت جميعها، فهزتها وتساقطت جميعها، ثمَّ وجدت منزلاً، وشاهدت أمامه عجوز خافت من أسنانها في البداية، ولكنّ العجوز قالت لها: لا تخافي يا صغيرتي أنَّا الأم آزادة، يمكنك أن تقومي بخدمتي في البيت وأجعلك سعيدة، وافقت الفتاة على ذلك وصارت تخدم العجوز وتهتم بها؛ ولكنَّها بعد حين شعرت بالحنين للعودة إلى منزلها رغم أنَّها كانت سعيدة هنا أكثر من منزلها.
 وافقت العجوز وقالت لها سأعيدك إلى منزلك، أخذتها إلى بوابة عريضة وأمرتها أن تجتازها فتساقط عليها الذهب فخرجت مكسوة بالذهب، وقال لها العجوز: هذا جزاء إحسانك معي، عندما رأتها أختها وزوجة أبيها أظهرتا الفرح بعودتها لأنَّها مغطاة بذهب كثير، وروت لهما ما حدث، فأمرت الزوجة ابنتها القبيحة أن تعمل مثل ذلك، فخرجت وعملت كما عملت أختها، ووحدثت معها نفس القصة ولكنها رفضت أن تساعد أرغفة الخبز وشجرة التفاح، ولم تقم على خدمة الأم آزادة إلا في أول يوم ثمَّ تكاسلت عن ذلك، حتى طلبت منها العجوز المغادرة، وفرحت الفتاة لأنها ظنت أنها ستحصل على الذهب، لكنها عندما خرجت من البوابة الكبيرة تساقط عليها مادة سوداء من الزفت جزاء على ما صنعت، وعندما وصلت إلى البيت كانت حزينة لأنَّها لم تحسن إلى الناس مثل أختها وتحصل على الذهب.

 

 العبرة المستفادة من القصة أنّ من يعمل خيراً سوف يلقى خيراً، لذلك يجب على الإنسان أن يُحسن للناس ويُقدّم الخير للجميع من دون استثناء.