صورة حامل
حامل تظهر سعادتها

للوصف أكثر دقة تسمى اضطرابات طيف التوحد، وهي مجموعة واسعة من الأعراض تؤثر على قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع الآخرين. كما أنه يجعل الأطفال ينخرطون في سلوكيات متكررة ، مثل الصفع باليد والتأرجح. وأحياناً يركز أطفال التوحد على أشياء معينة لساعات، مثل عجلات سيارة اللعب.. فهل يربط الأطباء والاختصاصيون بين ولادة طفل مصاب بالتوحد، وبين ظروف حملك؟

ما الذي يسبب التوحد؟

ما الذي يسبب التوحد؟
ما الذي يسبب التوحد؟

في السنوات الأخيرة، قفزت معدلات التوحد بشكل كبير. لكن لا أحد متأكد من سبب الارتفاع. وهناك بالفعل مكون وراثي وجيني قوي يصيب من 5 إلى 15 جيناً بخلل وظيفي، فالأطفال الذين لديهم شقيق مصاب بالتوحد لديهم مخاطر أعلى بنسبة 15 إلى 20 % لتطويره. مثل التوائم المتطابقة، إذا كان أحدهما مصاباً بالتوحد، فهناك فرصة بنسبة 90 % أن يكون الآخر أيضاً مصاباً بالتوحد. يقول أطباء عالميون: "التوحد مرض يتعدى الجينات .. وأسبابه قد توجد في الرحم". والتساؤل الكبير هو كيف يمكن للتأثيرات البيئية أن تغيّر بجينات الجنين، وتؤثر على نمو دماغه"!!

لا يوجد سبب واحد معروف للإصابة باضطراب طيف التوحد. وبالأخذ بالاعتبار تعقيد هذا الاضطراب، وتباين أعراضه وشدته، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب له. وقد يلعب التكوين الوراثي والبيئة دوراً كبيراً كالآتي: 

العوامل الوراثية 

حيث يبدو أن عدة جينات مختلفة تدخل في نشأة اضطراب طيف التوحد. قد يرتبط اضطراب طيف التوحد في بعض الأطفال باضطراب جيني مثل متلازمة "ريت"، وقد تعزز التغيرات الجينية (الطفرات) خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد في أطفال آخرين. لكن بالوقت نفسه قد تؤثر جينات أخرى في تطور الدماغ أو طريقة تواصل خلايا الدماغ أو قد تحدد شدة الأعراض، وقد تبدو بعض الطفرات الجينية موروثة، بينما تحدث طفرات أخرى بشكل تلقائي.

العوامل البيئية

 يدرس الباحثون حاليًا ما إذا كانت العوامل، مثل العدوى الفيروسية أو الأدوية أو الأعراض أثناء الحمل أو ملوثات الهواء تلعب دورًا في التسبب في اضطراب طيف التوحد.

هل هناك علاقةٌ بين التطعيمات واضطراب طيف التوحد

واحدٌ من أكبر الخلافات القائمة على حالة اضطراب طيف التوحد هو ما إن كان له علاقةٌ بتطعيم الأطفال التي يأخذها المصاب في مراحل مبكرة من حياته. وبالرغم من كثرة الأبحاث المتعلقة بهذه المسألة الطبية، فإن أيًا منها لم يُثبت وجود علاقةٍ بين اضطراب طيف التوحد وأيٍ من التحصينات الشائعة. بل إن الدراسة الأصلية التي أثارت ذلك الخلاف قبل سنواتٍ تم ضحدها نظرًا إلى ضعف حجتها والوسائل الدراسية المستخدمة فيها.  حيث أثبتت الدراسات أن الأطفال غير الملقحين، ليس لديهم مخاطر أقل للإصابة بالتوحد من أولئك الذين تم إعطاؤهم اللقاحات (مع أو من دون مادة الثيميروسال الحافظة). وقد يعرّض إهمال التطعيمات طفلك للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة ونقلها للآخرين، مثل السعال الديكي عند الأطفال (أبو شاهوق)، والحصبة الألمانية، وحمى النكاف.

التوحد والحمل

يعتقد بعض الخبراء، والأطباء في دراسة أجرتها جامعة ولاية أوهايو، وغيرها العديد من جامعات عالمية، أن المرحلة التي تتسبب بمرض التوحد للجنين هي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأسباب ارتبطت بعدة عوامل وهي:

1 – دواء الغثيان

دواء الغثيان
مخاطر دواء الغثيان

 

تم ربط ولادة طفل مصاب باضطرابات طيف التوحد بدواء الثاليدومايد، الذي أخذته الحوامل في فترة الستينيات كعلاج لغثيان الصباح، ومن بين الأطفال، الذين ولدوا بتشوهات حادة في الأطراف بعد أن تناولت أمهاتهم الدواء كان 5 % منهم مصابين بالتوحد، أي حوالي 30 ضعف المعدل المتوقع. ويشير هذا إلى إصابة الدماغ في الفترة ما بين 20 و36 يوماً بعد الحمل، عندما يتم تشكيل الذراعين والساقين.

تعرّفي إلى المزيد: كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل التوحدي

2 – ضغوط نفسية عند الحوامل

إن النساء اللائي عانين من ضغوط شديدة، مثل وفاة الزوج، بين الأسبوعين الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل، كان لديهن خطر أكبر في ولادة طفل مصاب بالتوحد.

3 - ارتفاع مستويات هرمون ما قبل الولادة

كلما زاد وجود هرمون التستوستيرون في الرحم، زاد احتمال إصابة الطفل بالتوحد. وقد لاحظ الباحثون في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ارتباطات محتملة مع مضاعفات الولادة، بما في ذلك الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، والعرض المقعد للطفل.

4 – معاناة الأمهات من مرض الصدفية

ضغوط نفسية عند الحوامل
ضغوط نفسية عند الحوامل

 

هناك ربط بين تعطل الجهاز المناعي للأم وخطر إصابة الطفل بالتوحد، فقد وجدت الدراسات أن الأمهات المصابات بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، يضاعف فرصة ولادة طفل مصاب لديهن، خصوصاً اللواتي عانين من الصدفية أثناء الحمل.

5 - انخفاض مستويات السيروتونين

وهي مادة كيميائية في الدماغ تُعرف باسم منظم الحالة المزاجية وترتبط ارتباطاً وثيقًا بالاكتئاب. حيث أظهرت الدراسة أن أمهات الأطفال المصابين بالتوحد لديهن مستويات منخفضة من السيروتونين في السائل الذي يوصل المادة الكيميائية إلى الجنين.

تعرّفي إلى المزيد: كيف يمكن للحيوانات الأليفة مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد؟

ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

فيس بوك