يوْم حزين في تاريخ أكبر طائرة رُكّاب في العالم:ما الذّي حصل؟

يوْم الخميس 16 ديسمْبر 2021 كان يوْما حزينا مُؤْلما في حياة أْكبرِطائرة رُكّاب في العالم والتّي أطلقوا عليها اسْم "السُّوبرْـ جامْبُو"، كان يوْم النّهاية .لمْ تسْقط في البحْر أوْ تتحطّمْ في أعالي الجبال ، ولكنْ في هذا اليوم خرجتْ آخر طائرة من نوْع ايرباص Airbus A380 من المصْنع في مدينة "هامْبُورغ بألمانيا ، وأقلعتْ إلى "دُبيْ" لتنْضمّ إلى أسْطُول شركة الإمارات التّي تمْلكُ 118 طائرة من هذا الصّنف .
لقدْ تقرّرلأسْباب كثيرة أهمّها تجاريّة أن لا تُصْنع طائرة أخْرى منْ هذا الطّراز أبدا.إنّه عهْد انتهى.

البداية

طائرة الايرباص ايه380 العملاقة الصورة من موقعc.n.n


أوّلُ رحْلة لهذه الطّائرة العِمْلاقة كانت يوم25 أكتوبر2007 في رحْلة بين سنغفُورة و"سِيدْني" في أسْتراليا، وكان في التّخطيط الذّي وضعته الشّركة المُصنّعة ـ وهي شركة فرنسيّة ــ ألمانيّة أنّ الإقُبال على شراء هذه الطّائرة العمْلاقة سيكونُ كبيرا، ولكنّ الواقع كذّب الحُلم ،فقد ظنّ من خطّطوا لهذا المشْروع الضّخم أنّهم سابقون لعصرهم و تبيّن أنّ حساباتهم كانت خاطئة ورهانهم خاسرا ـ وفق ما ذكرته جريدة "ذي فلت"(العالم) الألمانيّة الصّادرة ببرلين ـ

أعْجُوبة تكْنُولُوجيّة

هذه اكبر طائرة ركاب في العالم هي" الايرباص ايه380"وقد تقرر الكفّ عن صنعها .الصورة من موسوعة"فيكيديا"


قصّةُ هذه الطّائرة العِمْلاقة تتلخّصُ في من قال عنْها:
"أحبّها الرُكّاب، لكنْ لم تُحبّها شركاتُ الطّيران !"،فهْي طائرة مُريحة حتّى أنّ كراسيها يمكن أن تتحوّل إلى أسرِّة في درجة الأعمال ،وهي أعْجوبة تكنولوجيّة، ومحركاتها الأربعة النفاثة الباهضة الثّمن هي من صُنع شركة "الرّولس رويس"
كلّ من ركب هذه الطّائرة استمْتع برحْلتِه على متْنها، فهي تطير بسُرعة 900كيلومتر في السّاعة، ويبلغ عرضها من الجناح وحتى الجناح، قرابة الـ 79.8 متر، وطولها 72.7 متر، وارتفاعها عن الأرض مسافة تصل حتى 24.1 متر، و تستطع التحليق على ارتفاع يصل حتى 43 ألف و100 قدم، والطيران إلى مسافة 15 ألف كيلومتر.
ولكنّ شركات النّقل تقولُ أنّها طائرة مُكْلفة ومُلوّثة للبيئة ،فتكلفة صنعها مرتفعة جدا تصل إلى 450 مليون دولارووزنها 500 طن.

منافسة شرسة


لقد ذهب في ظنّ من خطّطوا و أنجزوا هذه الطّائرة العملاقة أنّ الطلبِيّات ستتهاطلُ عليهم ،فالطائرة تتسع الى853 راكبا في طابقين اثنين وأنّها ستحلّ مشكل ازدحام المطارات الكُبرى في العالم وأنّها ستكون منافسا شرسا "للبويغ 747 "التي غزت العالم وهيمنت سنوات طويلة على عالم الطيران المدنيّ، ولكن الواقع جاء مختلفا، فقد كانت الطلبيّات محدودة و تحوّل الإهْتمام نحْو الطّائرات الأخفّ وزْنا والأقلّ اسْتِهلاكا للوقود.
4 ملايين قطعة

لم تكن هناك حفلة وداع يوم 6 ديسمبر.كان يوما حزينا يوم موت حلم. لم يحضر ضيوف، بل وحتى مدير الشركة وكبار الموظفين لم يأتوا بحجّة الوقاية من" كوفيد 19"واقلعت الطائرة من مطار هامبورغ الى دبي في جوّ كئيب .
وهكذا وبعد14 عام أحيلت هذه "الطائرة الحلم" على المعاش مبكّرا وقد تمّ صنع272 طائرة منها من بينها(118) اقتنتها شركة "الإمارات "لتدعيم أسطولها الجوّي.
والملفت انّ هذه الطائرة العملاقة تشارك الف و500 شركة في صنع مختلف أجزائها كالمحركات والمقاعد وغيرها وتضم أربعة ملايين قطعة تصنع في 30 دولة .