تبنى الحياة الزوجية على التفاهم والمحبة والوئام بين الزوجين، فكل منهما سند للآخر وشريك يرافقه على طول الأيام والسنين في جميع المشكلات والمواقف الصعبة التي يتعرض أي منهما لها، وغياب التفاهم يؤثر بشكل كبير على الشريك وخاصةً الزوجة كون المرأة تتميز بتركيبة عاطفية أكبر، وغياب الدعم النفسي والعاطفي من الرجل لزوجته ينعكس بصورة سلبية كبيرة على الزوجة والأسرة ككل، وهذا ما قد يتسبب به الزوج النكدي.
تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي: يعتبر الزواج من شخصية تحترف النكد والمشاكل والحزن بمثابة مشكلة؛ لأن النكد هو السبب المباشر للأرق والحزن والشقاق، إذ يُعد الشخص النكدي دائم اللوم والنقد لزوجته، سواء في ملبسها، أو طريقة تعاملها، أو قدرتها في إدارة الحياة العملية، واتهامها الدائم بالتقصير في واجباتها، مما يؤدي إلى دفن الزوجة الكثير من المشاعر السلبية في صدرها، ويقابلها من الزوج النكدي السلبية الكاملة والتصادم والحدة.
الزوج النكدي
• سريع الغضب:
غالباً ما يتصف الزوج النكدي بعدم مقدرته على التحكم في غضبه، كما يمكن أن يغضب حتى في المواقف البسيطة التي قد تحدث مع أي شخص وفي أي وقت.
• كثير الجدل:
غالباً ما يجادل الزوج النكدي ليس للوصول إلى حقيقة ما ولكن لمجرد هزيمة الطرف الآخر الذي ينظر إليه نظرة الخصم.
• عديم الرضا:
عادة الزوج النكدي يكون غير راض عن أي تصرف تقوم به زوجته أو يصدر عنها كونه ينظر لنفسه أنه فقط من يتصرف بشكل صحيح.
• لديه شعور بالتكبر:
الخلافات لا تأتي إلا بالتكبر لأن الغضب الناتج عن التكبر يعطي إحساساً بالقوة والسلطة التي يحاول من خلالها الزوج النكدي السيطرة على الآخرين.
• متقلب المزاج:
في بعض الحالات يترافق النكد مع التغير في المزاج والإحساس بالذنب، فتظهر عليه نوبات من لوم النفس، ولكن سرعان ما يعود لطبيعته دون الشعور بمقدار الإرهاق النفسي الذي يتسبب به للآخرين وزوجته على وجه الخصوص.
• غير اجتماعي:
عندما يكون الزوج غير اجتماعي هنا سوف تعاني الزوجة من الإحراج أمام الضيوف والأصدقاء بسبب تصرفاته غير اللائقة، وذلك ينعكس على حياته بالكامل.
• يتصف بالعناد:
من الصعب جداً إقناع الزوج النكدي أنه على خطأ، مما يزيد من حدة المشاكل التي تحدث مع الزوجة.
كيفية التعامل مع الزوج النكدي
• مازحيه:
من الخطوات الهامة التي تساعدك في التعامل بطريقة جيدة مع زوجك النكدي هي المزاح معه حول أمورٍ مختلفة، ومناقشته بجميع المواضيع والأحداث بطريقةٍ شيقة تلفت انتباهه وتجذبه.
• مشاركة الزوج الأنشطة التي يحبها:
إنَّ مشاركة الأنشطة التي يحبها ويفضلها كفيلة بأن تقرب الزوجة منه، وتمنحها قضاء وقتٍ ممتع معه، بعيداً عن النكد والتوتر.
• التحكم بانفعالاتك:
إنَّ الزوج النكدي سريع الغضب والانفعال، لذا يجب على الزوجة أن تتحكم بانفعالاتها مهما كان الموقف متوتراً ومهما احتدم النقاش بينهما.
• عليك ألا تُكثري من طلباتك:
من الأمور التي تجعل الزوج نكدياً وعصبياً هي كثرة طلبات الزوجة وتحميل الزوج فوق طاقته، الأمر الذي يجعله غير قادر على تلبية كافة احتياجات منزله، مما يزيد من توتره والضغط عليه.
• سياسة تغيير الموضوع:
إذا رأيت في أثناء الحديث مع زوجك النكدي أنَّ معدل التوتر والنكد بدأ يزداد لديه، وسينتهي النقاش معه ويصل إلى طريق مسدود، مباشرةً يجب عليكِ تغيير مسار الموضوع، فيمكنك مثلاً: التحدث عن الأولاد، أو مواضيع متعلقة بمدرستهم، أو برحلة نهاية الأسبوع، أو سؤاله ما الذي يرغب بتناوله على وجبة الغداء في اليوم التالي.
• التفكير الإيجابي
من الأمور التي تساعد الزوجة في تخطي حالات النكد التي يسببها الزوج، وتخطي اليأس، أو قلة الثقة بالنفس أحياناً، أن تكون متفائلة ومتمسكة بالتفكير الإيجابي بكل نواحيه، وعدم السماح للأفكار السلبية بالسيطرة عليها.
• الصبر:
إن التعامل مع الزوج النكدي والشجار المستمر ليس أمراً سهلاً، لذلك يجب أن تتحلى الزوجة بالصبر والتسامح لكي تستطيعي الحفاظ على العلاقة الزوجية، وعند انتقاد الزوج للزوجة من الأفضل تقبل انتقاده بطريقة مرحة من أجل السيطرة على الوضع ومحاولة تغير مزاج الزوج السيء للأفضل.
• الهدوء:
على الزوجة تجنب الهجوم اللفظي كرد فعل على غضب الزوج ومحاولة الحفاظ على الهدوء والحرص على استخدام كلمات تهدئ من الغضب وتجنب الجدل بعد المشكلة، ولكن مع الابتعاد عن استخدام الهدوء للاستفزاز.
• اختيار الوقت الجيد للحديث:
في حال الرغبة بالحديث مع الزوج بأمر قد يسبب له التوتر، فمن الأفضل اختيار الوقت الذي يكون فيه متقبل للحديث ولا يكون مجهداً مثل عودته من العمل أو في الصباح الباكر، فاختيار الوقت المناسب للنقاش شيء هام للتفاهم بين الزوجين.
• تعزيز التفاهم:
هذه العلاقة تتعرض فيها الزوجة لإرهاق نفسي شديد، لذلك يجب على الزوجة أن تتوقف عن التفكير في كيفية التعامل مع غضبه، وبدل ذلك تحاول تعزيز النقاش المحترم لحل أي خلاف، لأن التفاهم والنضج هو أساس أي علاقة ناجحة. • الصدق: الكثير من الزوجات تلجأ إلى إخفاء الحقيقة عن الأزواج؛ خوفاً من التوتر والغضب الذي يبديه الزوج، لكن ذلك لن يؤدي إلا لتأجيل المشكلة وتعقيدها، لذلك احرصي عن التحدث بشكل صريح مع الزوج، حتى يبني الزوج ثقة تجاه الكلام الذي تخبريه فيه.