ما هو علم المناهج وكيف نشأ؟

علم المناهج هو العلم الذي يدرس ويبحث في المناهج البحثية المستخدمة في كل فرع من فروع العلوم المختلفة، ويهدف إلى الكشف عن الحقيقة؛ فهو يساعد على التحديد الدقيق والصحيح لمختلف المشكلات التي تمكن معالجتها بطريقة علمية، ويمكِّننا من الحصول على البيانات والنتائج الخاصة بها. «سيدتي» التقت الباحث الدكتور خالد البنداري، مدرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا، في حديث حول علم المناهج.
يقول د. البنداري لـ«سيدتي»: علم المناهج أو الميثودولوجيا هو العلم الذي يدرس ويبحث في مناهج البحث العلمي، ويستخدمها العلماء والدارسون في كل فرع من فروع العلوم المختلفة من أجل الوصول الي الحقيقة، ولذلك يُعتبر فرعاً من فروع الإيبستمولوجيا.

• نشأة علم المناهج

  

تعود نشأته إلى أوائل العصور القديمة، ولقد نال هذا العلم اهتمام الفيلسوف اليوناني أرسطو، وقد ظهر ذلك في كتابه «الأورغانون» في المناهج، حيث استطاع بذلك إيجاد معرفة علمية لرأيه، فدمجها المنهج القياسي الذي يبدأ بالمسلَّمات، وتكون نهايته التوصل إلى نتائج مهمة. تمكن العرب مع مرور الزمن من التوصل إلى إنشاء علم مناهج البحث، وذلك من خلال محاولاتهم إرساء القواعد المنهجية للبحث العلمي سواء كان ذلك علمياً أو نظرياً، وتُعتبر الملاحظات والفرضيات والتجربة من الأساليب المستخدمة في ذلك الوقت. أما العصر الحديث فقد شهد الولادة الحقيقية لعلم مناهج البحث على يدي العالم الإنجليزي «فرنسيس بيكون» الذي وضع في أثناء عصر النهضة الأوربية الحديثة كتابه الشهير الأورغانون الجديد؛ ليعارض به أرسطو فى كتابه الأورغانون القديم.

• موضوعه

  

علم مناهج البحث هو عبارة عن مجموعة منظمة من مبادئ وقواعد عامة تدور حول موضوع معين، والموضوع في هذه الحالة هو المناهج والطرق التي يستخدمها العلماء في بحوثهم، ويبحث علم المناهج في تاريخية المناهج وطرائق البحث العلمي من حيث النشأة، والأسباب التي أدت تاريخياً للمناهج وطرائق البحث، كما يبحث في التقويمات المختلفة تاريخياً للمناهج وطرائق البحث المعروفة، كذلك يبحث علم المناهج في مبادئ خلق مناهج وطرائق بحث جديدة يمكن استخدامها وتطبيقها في مجالات جديدة أفرزها الواقع، كما يبحث في الشروط المتعلقة بإمكان استخدام هذه المناهج والطرائق في المجالات الجديدة بما يواكب تطور الواقع.

تابعي المزيد: شروط النجاح في أساليب الدراسة الحديثة

• أهم ما يميز علم المناهج

  

اتجه بعض فلاسفة الغرب إلى تأسيس علم المناهج بشكل صريح؛ حيث ظهر بعدها بوصفه علماً مستقلاً له أسسه ومبادئه على مختلف العلوم وميادين البحث، وبعد ذلك اتجه الكثير من العلماء إلى دراسته وتحليله وتطبيقه، وأهم ما يميز علم المناهج سعى كل العلوم إليه والتقرب منه، وعدم استغنائها عنه؛ وذلك لأنه الأساس الأول لمدى علمية أي معرفة من المعارف، وعليه فكل العلوم بما فيها العلوم الإنسانية تفتخر بعلميتها كلما نجحت أكثر في تطبيق المناهج العلمية فيها؛ لذلك نجده يهتم بتحديد الكيفية التي تتم بموجبها عملية توليد المعرفة العلمية ليس حول ظواهر الطبيعة فحسب، بل حول الظواهر الاجتماعية أيضاً.

• مستويات علم المناهج:

• علم المناهج العام

ويشمل علم المناهج العام المبادئ النظرية العامة ومبادئ إيجاد المناهج في العلم واستخدامها، وهو يحتوي على المنهج العام الذي يصلح للاستخدام في الطبيعة والمجتمع، كالمنهج الاستقرائي.

• علم المناهج الخاص

ويشتمل هذا المستوى على المبادئ والقواعد الخاصة بمناهج مقاربة موضوعات مجالي الوجود الأساسيين المتمثلين بالطبيعة والمجتمع؛ فاستناداً إلى المبادئ المعرفية التي يتضمنها علم المناهج العام، يبحث علم المناهج الخاص بالعلوم الاجتماعية، والمثال على ذلك في المبادئ والأسس ذات العلاقة بالمناهج والطرائق والأدوات التي تتناسب مع خصوصية الظواهر الاجتماعية، التي يمكن استخدامها في مجال العلوم الاجتماعية.

• علم المناهج القطاعي أو الوحيد

ويشتمل علم المناهج القطاعي على مبادئ استخدام المنهج وطرائق البحث المناسبة لهذا العلم، بحيث يتميز علم المناهج القطاعي بتبعيته لموضوع دراسة اختصاص علمي محدد؛ فمن أجل أن يقوم علم الاجتماع، على سبيل المثال، بوظيفته على أحسن وجه؛ لا بُدَّ للمختصين فيه من البحث المستمر على المداخل المنهجية التي تساعد على الحصول على المعلومات الصحيحة من الواقع الاجتماعي.

تابعي المزيد: مناهج تعليمية للابتكار في الإمارات