يحتفل العالم في الـ21 من شهر مارس باليوم العالمي للأطفال المصابين بمتلازمة داون؛ للتوعية بهذا المرض ونشر ثقافة التعامل مع الأطفال المُصابين به.
ومتلازمة داون هي حالة يكون فيها لدى الطفل كروموسوم إضافي، فعادة يولد الأطفال ولديهم 46 كروموسوماً، ولكن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون لديهم نسخة إضافية من أحد تلك الكروموسومات، وهذا الكروموسوم الإضافي يغيّر نمو جسم الطفل ودماغه، مما يسبب تحديات عقلية وجسدية.
وعادة ما يكون لدى الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون معدل ذكاء ضمن نطاق منخفض إلى معتدل إلى حد ما، وخصائص جسدية شائعة، بما في ذلك الوجه المسطح والعينين اللوزيتين والرقبة القصيرة وضعف العضلات، لذلك يحتاج هؤلاء الأطفال إلى طريقة خاصة في التعامل مع مهارات مختلفة؛ لتحفيزهم على التعلم وتحقيق أعلى مستوى من النجاح.
في السطور التالية، يُطلعكِ "سيدتي. نت" على أفضل طرق للتعامل مع أطفال متلازمة داون وخطوات فعّالة لتحفيزهم على التعلم.
كيف يمكن أن تؤثر متلازمة داون على أداء الطفل أثناء التعلم؟
يمكن أن تؤثر متلازمة داون على قدرات التعلم بطرق مختلفة، كما يمكن أن يتسبب الضعف الذهني الخفيف إلى المتوسط في تأخير الكلام والمهارات الحركية للطفل، فمن المحتمل أن تتأثر أنشطة العضلات الصغيرة بما في ذلك الكتابة اليدوية، كما يعاني معظم الطلاب الذين يعانون من متلازمة داون من صعوبات في الذاكرة قصيرة المدى أو في الذاكرة العاملة، مما يجعل الوصول إلى المعلومات وفهمها ومعالجتها بسرعة أكثر صعوبة.
وقد يحتاج الطلاب المصابون بمتلازمة داون أيضاً إلى المساعدة في العناية بالأنشطة الذاتية، بما في ذلك ارتداء الملابس والعناية بها، كما قد يواجه هؤلاء الطلاب مشاكل سلوكية، وقد يحتاجون إلى تجهيزات بصرية وسمعية، وقد يحتاجون إلى مزيد من الوقت والمساعدة في العمل داخل الفصل الدراسي.
طرق التعامل مع أطفال متلازمة داون
1- احرصي على اتباع روتين مُحدد
الروتين أمر مهم للغاية لدى مريض متلازمة داون، فغالباً ما يواجه الأطفال المصابون بداون صعوبة في تلقي وتذكر التوجيهات اللفظية إذا كانت معقدة للغاية، وعادةً ما يساعد إعطاء هيكل للأنشطة اليومية الصغيرة، مثل ارتداء الملابس وأنشطة الحمام وأوقات الوجبات الأطفال، على تعلم هذه المهام البسيطة، كما يمكن أن يكون الالتزام بالروتين والتحدث من خلاله في عبارات موجزة عن التوجيه أمراً رائعاً لتجنّب أي سلوك سلبي قد ينتج عن هذه المواقف، ويوصي العديد من خبراء السلوك بجداول مرئية؛ لتحضير طفلك لفظياً أو بصرياً للانتقال القادم، إذ تتكوّن الجداول المرئية من صور للأنشطة والأماكن التي تشرح روتين اليوم.
2-قدّمي المكافأة لتعزيز السلوك الإيجابي
التعزيز الإيجابي للسلوك الجيد هو دافع قوي للأطفال، وخاصة للأطفال الذين يعانون من متلازمة دوان، ويمكن أن تتخذ المكافآت عدة أشكال، وأحد الأشكال هو الوعد بشيء ما؛ لإقناع الطفل بأداء سلوك معين، ويمكن أن تأخذ هذه المكافأة شكل مكافأة أو نشاط يحبه الطفل، ويوصي العديد من خبراء سلوك الأطفال بنظام مكافأة أكثر تنظيماً؛ مثل اقتصاد رمزي، وهو نظام مكافأة منظَّم يتكوّن عادة من مخطط بسيط به صور للسلوك الإيجابي، ويتم تحديد المخطط عند عرض السلوكيات الجيدة، ثم يتم منح مكافأة معقولة لتعزيز وتشجيع السلوك على الاستمرار.
شكل آخر من أشكال المكافأة يمكن أن يكون له تأثيرات دائمة بمرور الوقت؛ هو ببساطة مدح السلوك الجيد، وهو أمر مهم للغاية وله تأثير قوي؛ لأن المديح يمنح الطفل على الفور شعوراً إيجابياً يمكنه ربطه بالسلوك الذي أظهره، وعندما يُظهر الطفل سلوكاً إيجابياً، مثل التقاط الألعاب عند انتهاء اللعب، أو حتى تناول الخضار، فمن المهم التوضيح له بأن ما فعله للتو سلوكاً جيداً.
ما رأيك في التعرّف إلى أعراض نقص البوتاسيوم؟
3- امنحي الطفل حق الاختيار
كلما أمكن امنحي الطفل المُصاب بمتلازمة داون حق الاختيار، إذ يساعده هذا على الشعور بالتمكين وسيقلل أيضاً من دوافع السلوك السلبي لديه، فالسماح للطفل بالاختيار بين العناصر التي وافقتِ عليها بالفعل، مثل نوع الحبوب التي يتناولها في وجبة الإفطار أو القميص الذي يجب ارتداؤه في المدرسة، يزيد من مهاراته السلوكية.
والمرونة في الانضباط مهمة أيضاً، فغالباً ما يسيء الأطفال المصابون بمتلازمة داون الانتباه أو رد الفعل، وعادة ما يكون أي رد فعل، سواء كان الغضب أو الضحك، هو كل ما يتطلع إلى تحقيقه، لذلك تجاهلي السلوك غير اللائق البسيط أفضل من الرد عليه؛ لأن رد الفعل من شأنه أن يعزز السلوك غير اللائق الذي تريدين إيقافه.
ومن المهم للغاية أن تحافظي على العلاقة مع طفلكِ؛ لأنَّ الصراخ في وجه طفلك مقابل كل شيء صغير لا يعزز السلوك الجيد، وقد يضرُّ أكثر من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.
4- اهتمي بإعادة التوجيه
يمكن للأطفال المصابين بمتلازمة داون الانزلاق بسهولة إلى عادة البحث الحسي، والمداخلات الحسية هي رسائل نتلقاها من حواسنا الخمس، ويمكن للأطفال استخدامها لتهدئة أنفسهم في أوقات التوتر أو التصرف عندما يشعرون بالإحباط أو الاستياء، فقد تكون بعض الأشياء التي قد يختارونها لتحقيق سعيهم الحسي مزعجة أو غير سارّة، وقد تحدث بعض السلوكيات بسبب الملل والحاجة إلى الاهتمام. ومن أمثلة سلوكيات البحث الحسية؛ القفز وكثرة لمس الآخرين أو الأشياء وإصدار أصوات عالية. وأحياناً تكون أفضل طريقة للتعامل مع البحث الحسي هي مساعدة الطفل على توجيه نشاطه في وقت فراغه، من خلال قضاء بعض الوقت معه في اللعب أو قراءة كتاب أو التلوين، ويمكن توقع هذه السلوكيات في كثير من الأحيان، فبمجرد أن تعرفي ما الذي قد يؤدي إلى النشاط السلبي، يمكن حينها الاستعاضة بنشاط بديل لإعادة توجيه الطفل إلى نشاط إيجابي.
ما رأيك بالتعرف إلى الخرافات التي تتبع في علاج الإسعافات الأولية للحروق؟
المصادر:
amshq.org
dsaw.org
ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.
