مشاركات في «مهرجان سكة للفنون والتصميم»: أعمالنا تعكس مشاعرنا ومراحل حياتنا

مشاركات في «مهرجان سكة للفنون والتصميم»: أعمالنا تعكس مشاعرنا ومراحل حياتنا
مشاركات في «مهرجان سكة للفنون والتصميم»: أعمالنا تعكس مشاعرنا ومراحل حياتنا
حي الفهيدي التاريخي، حيث أقيم «مهرجان سكة للفنون
حي الفهيدي التاريخي، حيث أقيم «مهرجان سكة للفنون
مشاركات في «مهرجان سكة للفنون والتصميم»: أعمالنا تعكس مشاعرنا ومراحل حياتنا
حي الفهيدي التاريخي، حيث أقيم «مهرجان سكة للفنون
2 صور

ضمن فعاليات «مهرجان سكة للفنون والتصميم»، الذي أقيم تحت شعار «إبداع يتجدد على نفس السكة»، في حي الفهيدي في بر دبي؛ حيث مشهد أبراج الرياح التقليدية المرتفعة (البراجيل)، فوق هذه البيوت التاريخية، احتضنت الأعمال الفنية التي تحكي المشاعر التي تخالج أصحاب مبدعيها. وما لفتنا في هذا المهرجان الذي يركز على دعم وعرض أعمال 188 مبدعاً من الفنانين الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، تلك الطاقة الشبابية المبدعة، التي جمعت 5 فنانات بأفكار تبوح بمكنونات النفس البشرية، عبر إبداعات غرائبية، حاولن من خلالها طرح أحاديث تدور في ذواتهن الداخلية، وتروي قصصاً لمواقف مرّت معهن، أو عشنها خلال فترة زمنية عَدَدْنَها طويلة، على الرغم من أنهم فتيات لم تتجاوز أعمارهن 25 عاماً.. عن هذه الأعمال التقيناهن لينقلن إلى القارئات تلك الملامح الفنية التي تفردن برؤيتها.

صورة جماعية للفنانات الخمس

 


مهرجان «سكة للفنون والتصميم، بنسخته الحادية عشرة، كان تحت رعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، وافتتحته هالة بدري مدير عام دبي للثقافة، ومن فناناته الواعدات:

 

حي الفهيدي التاريخي، حيث أقيم «مهرجان سكة للفنون

 



الزينة أحمد لوتاه:

الزينة أحمد لوتاه

 

الزينة أحمد لوتاه: التشابكات تمثل خطوات حياتي، والمشاكل التي صادفتها


بدايات مشروعي عشوائية

الفضاء يعني المستقبل، هذا ما أرادته الزينة أحمد لوتاه، فنانة إماراتية، وطالبة هندسة عمارة، في تصميمها الذي أطلقت عليه اسم «الحركة في بيئة الإنسان»، فالمشروع يمثل حياة الإنسان وطبيعته بطريقة عميقة وصادقة، كما تقول الزينة، أما الرمل في المشروع فيعبر عن جمالية بيئة الإمارات، تتابع قائلة: «اندمجنا نحن البشر من البيئة لنشكل هوية الإمارات، أما التشابكات، فتعبر عن مشاكل الإنسان التي يمر بها، وكل متفرج يفسر هذا العمل حسب رؤيته. وبالنسبة إلي، فهو يمثل خطوات حياتي، التي كشفت تشابكاتها تلك المشاكل التي صادفتها».

تعودت الزينة، كما تقول، أن تبدأ مشاريعها بطريقة عشوائية، هناك فكرة في بالها تتحدى نفسها للوصول إليها، ثم تنتظر شعورها الداخلي الذي يقترح عليها التوقف، فتأخذ خطوة إلى الوراء، ثم تقرر إن كانت ستستمر في تكوين العمل، فمشروع الجسم البشري الذي استهلك 4 أشهر لينتهي، وضعته بيديها، قطعة فوق قطعة، تستدرك قائلة: «ربما لأنني طالبة عمارة، اتبعت هذه الرؤية في المشروع، المليئة بالتشابكات في بدايتها، ثم راحت الطريق تنفتح أمام هذا الجسم البشري، هو ليس معزولاً عن الوقع، بل مرتبط ببيئته التي تحمل يومياته وذكرياته التي مر بها».

أحد التعليقات التي سمعتها الزينة كانت من طبيب نفسي، نظر إلى المجسم من الناحية السيكولوجية، وقال لها: «أنت طالبة طب وليس عمارة». التفكير بطبيعة الإنسان، هو جزء من فن العمارة، لنقل رغباته، لذلك أوحى هذا المجسم المعماري، بحالة نفسية مدروسة.

فاطمة جواد:

فاطمة جواد

 

فاطمة جواد: المجسم ينقل حالة مرض الجنف، الذي عانيت منه منذ طفولتي


منحنية لكن لست مكسورة


يعكس العمل الفني Bent but not broken؛ أي منحنية لكن غير مكسورة، الذي أبدعته فاطمة جواد، فنانة بحرينية، وخريجة فنون بصرية، تجربة شخصية تسلط الضوء على جوانب، مثل القوة والتحول والتقييد والشفافية، تتابع قائلة: «المجسم ينقل حالة مرض الجنف؛ أي انحناء العمود الفقري، الذي يتم اكتشافه بشكل متأخر، وأنا عشت وتعايشت مع هذا المرض منذ الطفولة، الذي يؤثر في بعض الناس بشكل خطير».

أحبت فاطمة من خلال هذا المشروع أن تنقل إلى الناس التجربة التي عاشتها، بمعالم القوة التي انتابتها، لكن ليس منذ البداية، وهي عندما تكلمت، أصبحت أكثر قوة، تستدرك قائلة: «أما التحول فهو انتقالي من مرحلة احتواء المرض على أنه شيء خاص بي، إلى مرحلة التحول، ورغبتي في أن يعلم كل من حولي بما أصابني، كنوع من التوعية، أما التقييد، فهو أن هذه الحالة غيرت مسار حياتي، كنت أريد أن أصبح راقصة باليه، فالحذر الذي تملّك أهلي هو الذي منعني من تحقيق حلمي، مع أنه شيء عادي، فكثير من المصابين به أكملوا حياتهم بوصفهم رياضيين».

التصميم كان من الورق والأسلاك هو عبارة عن 33 فقرة تمثل العمود الفقري للإنسان، لكن النظر إليه يوحي أنها استخدمت الحجارة، وقد قصدت الفنانة الشابة بذلك إظهار المزيد من القوة.


تابعي المزيد: تسجيل "حرفة التلي" على قائمة اليونسكو من خلال أعمال فنية لـ5 فنانات إماراتيات


مريم حريز:

مريم حريز



طرزت 117 ذكرى على صورة وجهي

مريم حريز، فنانة إماراتية، وخريجة فنون بصرية، أبدعت في عمل أطلقت عليه اسم «غريب»، وهو عبارة عن تطريز على ورق، أرادت من خلاله اكتشاف حياتها، كما تقول، فقامت بتركيب صورة لها تمثل هذه الذكرى، وأبدعت في التطريز عليها.

كانت مريم تمارس فنها على صور لعائلتها، مليئة بتفاصيل ذكريات الأشخاص، لكنها قررت أن تنقل هذه الذكرى من خلال الوجه فقط، لتكرس تفاصيلها، وتبرز معالمها بشكل أعمق، تتابع: «تدور في خاطري الذكرى، وأطرزها على الورقة التي تجسد شكل وجهي، وقد طرزت 117 ذكرى، لكن الخياطة كانت متكررة حسب الذكرى، كنت أريد أن أفهم الرابط بين عمري عندما كنت صغيرة، وعندما أصبحت شابة، فهذه السلسلة عبارة عن رحلة حياتي للبحث عن الذات، وكيف تطورت لأصبح ما أنا عليه اليوم».

استخدمت مريم في لوحتها اللون الأحمر، الذي يرمز في الثقافة الصينية، إلى التواصل والحب بين اثنين، كما أنها توضح المراحل المختلفة لرحلاتها الجيدة والسيئة في حياتها، تعلّق قائلة: «أريد أن أدع فكرتي مفتوحة لرغبة المشاهد، ليفسرها كما يحب، قد تفاجئني تفسيرات لم أقصدها مباشرة».


ميثاء العميرة:

ميثاء العميرة

السكون بداية لدورة زمنية ثانية


«في لحظة السكون تتحرك الطبيعة»! من هذا العنوان والفكرة، التي انطلقت منها ميثاء العميرة، فنانة إماراتية، وخريجة فنون بصرية.

هي تحب الكتابة، وقد جاءتها الفكرة الفنية، عندما كانت تتأمل في الطبيعة، تتابع قائلة: «حتى في الهدوء تتغير الطبيعة، فكل شيء يتحرك، لا تجد شيئاً ساكناً، أريد أن أنقل الحركات في حالة السكون إلى من يرى العمل، فاستخدمت سيانوتايب على ورق، وباستخدام الطباعة، أصبحت الحركات كأنها «إنيميشن»، وفي المجسمات، جمعت أوراق الشجر، وخلطتها مع الجبس، قد تبدو العجينة في البداية ميتة وجافة، لكنني عندما حولتها إلى مجسمات بدت مفعمة الحياة».

استوحت ميثا الفكرة من نظرتها إلى الأوراق التي تمثل البداية والنهاية، كنت أريد أن يرى الناس انعكاس الحياة من خلال العمل، تعلّق قائلة: «أوراق الشجر حية بعد موتها، خصوصاً عندما مزجتها بالألوان».

تشعر هذه الفنانة الشابة، بأنها تمتلك نظرة، ليست مغايرة لما يراه الناس في الحياة، كما تقول، لكنها قادرة على البحث عن تفاصيلها، ونقلها إلى المشاهد بصورة أوضح عن طريق عمل فني.

مراقبة اللحظات «الساكنة»، التي توجد خارج حواجز الوقت وتعكس بوضوح محيطاً دائم التغير، تكشف عن شخصية فتاة حالمة، وهذا ما وافقت عليه ميثا، وعلّقت: «أشعر عندما أعمل على مشروع بأنني أكتشف أشياء جديدة، فالناس يعتقدون أن جفاف الورق هو النهاية، لكنه ليس كذلك، بل بداية لدورة زمنية ثانية، مثل كل أعمالي التي تكون نهايتها بداية لعمل آخر».


روضة المزروعي:

روضة المزروعي

ألهمني البحر والأرض


استخدمت روضة المزروعي، فنانة إماراتية، وخريجة فن تشكيلي، في تجسيد هذا العمل الفني الزجاج الشبكي، وآلة القطع بالليزر، والحبر الزيتي، والورق الياباني، ونسيج الخيش، وتحدثت من خلال سلسلة التجسيدات الخاصة بها، عن جوانب مختلفة من انفصال عقل الروح والجسد عن بعضهما البعض، تتابع روضة: «في عملي استلهمت الشكل من أصل والدايّ وثقافتهما، فنصفي الأول بدوي، ونصفي الآخر حضري، كما أنني أحببت إدخال فكرة البحر من الحضارة، والبر من البداوة، وجمعتهما في عمل تركيبي بوصفهما عنصرين شكلانيين».

يعبر عمل روضة، كما قالت، عن شعورها بعدم الارتباط بروحها وجسدها، وهي تحاول تصوير ذلك من خلال عملها، تعلّق قائلة: «ينقل هذا العمل محادثة بين العقل والروح والجسد، وهي ماهية تكوين الإنسان الأساسية، وفي عملي هذا قررت فصلها عن بعضها البعض، والتدقيق في تكوينها كل على حدة، ثم جمعتها وابتكرت قصة مختلفة بينها».

تابعي المزيد: انطلاق النسخة الحادية عشرة من " سكة للفنون والتصميم" في دبي