نابعة من الثقافة اليابانية «الفيقرز».. هواية شبابية جديدة

نابعة من الثقافة اليابانية «الفيقرز».. هواية شبابية جديدة
نابعة من الثقافة اليابانية «الفيقرز».. هواية شبابية جديدة

تتعدد الهوايات، وتختلف باختلاف ميول صاحبها وثقافته، فقد ظهرت في السنوات الأخيرة هواية انتشرت بين فئة من الشباب، وهي جمع «الفيقرز»؛ نظراً إلى انتشار الثقافة اليابانية من خلال الأنمي، وهي عبارة عن هواية تجميع مجسمات ونماذج لأبرز شخصيات المسلسلات اليابانية، التي تعرف باسم «الفيقرز» Figures.

«سيدتي» تواصلت مع عدد من الشباب المهتمين بجمع «الفيقرز»، وسألتهم عن مقدار استخدامهم لها، وما الشكل المفضل لدى كل واحد، ولماذا؟



جدة | ريهام المستادي Riham Almistadi - الشرقية | عواطف الثنيان Awatif Althunayan

بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine - تونس | منية كواش Monia Kaouach

الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad - القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab


اختلاف الأسعار وفق الجودة

أنمار طاسين

أنمار طاسين: الفيقرز أنواع، فهناك المتحركة والمجسمات الثابتة ذات الحجم الأكبر قليلاً

 

بداية، يقول أنمار طاسين، المختص بإنتاج البرامج الإعلامية، «إن هواية جمع «الفيقرز» بدأت معي منذ نحو 5 سنوات، جمعت خلالها ما يزيد على 116 قطعة لعدد مختلف من شخصيات «الأنمي»، وما زلت أبحث عن قطع مميزة لإضافتها إلى مجموعتي، وهناك أصدقاء تعدوا المئات من جمع مجسمات الفيقرز». ويضيف: «بسبب تعلقي بمجسمات «الفيقرز» أصبحت أضع مجموعة كبيرة منها في مكتبي، وأحرص دائماً على ترتيبها وتنظيفها بنفسي».

 

 

مزادات الفيغرز

أوضح طاسين أن للـ «فيقرز» أنواع مختلفة، فهناك المتحركة التي يمكن التعديل عليها، والمجسمات الثابتة ذات الحجم الأكبر قليلاً. وكذلك تختلف الجودة، وهذا ما يرفع سعر القطع لتصل إلى آلاف الريالات؛ نظراً إلى التفاصيل التي صنعت منها، وجودة الخامات المستخدمة في صناعتها. كما تختلف الأسعار حسب كل شكل، وكذلك هناك إصدارات محددة لبعض «الفيقرز» يصعب اقتناؤها؛ ما خلق مزادات لتلك المجسمات؛ حيث تعرض بعض القطع من تلك المجسمات النادرة لشخصيات الأنمي «الفيقرز». ويضيف: «ما يمز كل هاوٍ المجموعة التي يقتنيها؛ ما أوجد روح المنافسة في اقتناء مجسمات نادرة لبعض الشخصيات». وعن الشخصية المميزة لديه، يقول أنمار: «أقرب قطعة لدي مجسم القائد الأعلى للفرقة الأولى ياماموتو».

وعن طرق اقتنائه لتلك المجسمات، يوضح أنها عن طريق الشراء من المحلات المتوافرة، وبعض القطع يتم طلبها من الخارج، أو تقدم له كهدايا، يوضح: «أصدقائي يعلمون مدى حبي لتلك المجسمات، فيحرصون على أن يهدوني بعض المميز منها، وأنا شخصياً أفضل شخصيات دزني».

ويوضح أن من يقتني هذه المجسمات يكره جداً أن يأتي شخص غيره ويحركها، إضافة إلى أن معظم من يقتنوها أشخاص يعشقون الترتيب والتنظيم، ولا يرغبون في أن يروا مجسماً في غير محله.

أما عن أسعار قطع مجسمات «الفيقرز»، فيشير إلى أنها تبدأ من 150 ريالاً للصغيرة إذا كانت متوافرة، إما إذا كان تصنيعها لقطع محددة، فيرتفع هنا سعرها إلى نحو 5 آلاف ريال وقد يصل إلى مئات الآلاف.

تابعي المزيد: شبان وشابات يجيبون.. هل يعكس المظهر الخارجي الشخصية؟


الاختلاف يجذب جمهوراً أكبر

ياسمين الزاير

ياسمين الزاير: «الأنمي» أفضل طريقة للتخاطب مع الأطفال


من جانبها، أوضحت ياسمين الزاير، مصممة «الأنمي» والألعاب، أن «الفيقرز» لها جمهور كبير جداً، خاصة شخصيات الأنمي؛ كونها تلامس مختلف الأذواق، مشيرة إلى أن الستايل الكرتوني أنمي يناسب الأطفال، مثل أنا وأخي، وماروكو الصغيرة، أما الفئات الأنمي Realistic أو الواقعي، مثل المحقق كونان، وديث نوت، أو مذكرة الموت، فتناسب الفئات العمرية من المراهقين، بينما الأنمي المشهور للكثيرين، مثل ناروتو وون بيس وغيرهم الكثير، وتلك التي تتميز باختلاف ستايل الرسم وحبكة القصة في «الأنمي»، فهي تجذب جمهوراً أكبر لمشاهدة هذه الأنواع من الأفلام والمسلسلات.

ولفتت الزاير إلى وجود مزادات على «الأنمي» القديمة أو محدودة الإصدار، ولها جمهورها الخاص الذي يحب اقتناء الأفلام النادرة، مشيرة من وجهة نظرها الشخصية إلى أن شراء هذه الأفلام من أشخاص مهتمين جداً بهذا النوع من الفنون البصرية يكون للمحافظة عليها، ولاستعراض «الكلوكشن» في أحد المتاحف الخاصة في الأنمي؛ ما يوفر فرصة للمحبين لهذا الفن من رؤية الأنمي والاستمتاع بهذه الإصدارات النادرة.

وبالنسبة إلى مقدار استخدامها لها، أفادت ياسمين الزاير أنها تستخدم الستايل الكرتوني في الألعاب الذي صنعته في فترة الماجستير، وعزت ذلك بقولها: «لأن الألعاب الذي صنعتها موجهة إلى الأطفال. كما استخدمت ستايل «الأنمي» الواقعي في بعض الألعاب التي كانت موجهة إلى البالغين لخلق عالم لطيف ولعبة جميلة لهذه الفئة العمرية».

وأفصحت ياسمين الزاير أن الشكل المفضل لديها وتحب استخدامه بشكر متكرر هو ستايل Impressive Realistic؛ كونها من المعجبين جداً بالرسم بشكلٍ سريالي، ويعني فوق الطبيعة، وهذا ما نراه في هذا الستايل من الأنمي، مثل أفلام أستديو جبلي.

 

 

قيم معنوية رفيعة

كريم حريري

كريم حريري: ناروتو أوزوماكي من أشهر الشخصيات في تاريخ «الأنمي»

 

يقول كريم حريري، طالب علم نفس في الجامعة، من لبنان، ويملك مجموعة منوّعة من شخصيات الأنمي التي يشتريها من المتاجر «الأونلاين»، أو من خلال متاجر عدة: «إنه متعلّق جداً بسبب قيمتها المعنوية، سواء هدية أو ذكرى قريبة إلى قلبه».

ويضيف كريم قائلاً: «بدأ «الأنمي» ناروتو أوزوماكي على شكل «مانجا»، ثم تحوّل إلى رسوم متحرّكة في عام 2002، حتى أصبحت الشخصية الرئيسة ناروتو واحدة من أشهر الشخصيات في تاريخ الأنمي وعند الشباب في جميع أنحاء العالم. ويتكلّم هذا «الأنمي» عن ولد يتيم يدعى ناروتو أوزوماكي، الذي يملك حلماً كبيراً، وهو أن يصبح الهوكاجي؛ أي قائد القرية الذي يعيش فيها، لكي يثير إعجاب القرية».

يستدرك: «يمكننا تعلّم الكثير من المبادئ الصالحة والصفات الحسنة، مثل: الصداقة، والوفاء، والشرف، وعدم الاستسلام في مواجهة المصاعب، والطموح، والمثابرة... وعلى الرغم من أن الرسالة والعبرة منه ليست أول ما يبحث عنه الشباب عند مشاهدته، ولكن مع مرور الوقت، يتأثرون به، ويشكلون مع الشخصية ناروتو أوزوماكي نوعاً من العلاقة اللطيفة والجميلة، ليصبح في المستقبل ذكرى حلوة وممتعة ومثلاً يحتذى به».

 

 

شغف بالمسلسلات اليابانيّة

مريم فالح

مريم فالح: غرامي لا حد له بعالم «الأنمي»


تتحدّث التونسية مريم فالح، خريجة كمبيوتر وغرافيك، عن ولعها بعالم «الأنمي» وشغفها بمعظم شخصيّات المسلسلات اليابانيّة، فكانت منذ الصّغر تلتهم هذه المسلسلات التهاماً إلى أن رسخت في ذهنها فبدأت تقلّدها وترسم مثلها.
ازداد غرامها بـ«الأنمي»، فأصبحت مطالعة وفيّة للقصص المصوّرة بالأسود والأبيض، وتسمّى بلغة اليابان «المانغا»، فتسعى مريم أيضاً إلى مشاهدتها والاستمتاع بها، ولما تحظى به شخصيات هذه المسلسلات اليابانيّة بالشّهرة اللاّزمة تتسابق الشّركات التّجارية لتستثمر فيها فتحوّلها إلى «فيغرز»، وهي قوالب تصنع لتجسّم شخصيات وأبطال مسلسلات وأفلام «الأنمي» بعد أن نالوا إعجاب المشاهدين، فتبذل مريم قصار جهدها للحصول على هذه «الفيقرز» وتجميعها.

تابعي المزيد: جيل Z: نفخر بزماننا ونبحث عن فرص تناسب إمكانياتنا

 

 


أسباب الإعجاب


عن سبب عشقها لشخصية «الأنمي» «كامينا»، تقول مريم: «هي شخصيّة جمعت بين الواقع والخيال، وهي شخصيّة قويّة متحرّكة وناشطة تنشر الحماسة والحيويّة وروح المغامرة، وتحثّ على العمل، فهي شخصيّة لفتى قائد مغوار، ضحّى بحياته من أجل فريقه، وعرّض نفسه للموت، ولم يستسلم للعدوّ، لذلك أثارت هذه الشخصية فضولي، وحرّكت مشاعري، فجعلتني أتجاوب وأتعاطف معها إلى حدّ البكاء».

توضّح مريم أنّها متابعة وفيّة أيضاً لشخصية «الأنمي» «باكومان»؛ حيث تعلّمت منه أنّ الأحلام تتحقّق طالما نسعى إليها ونعمل من أجلها، فلم يكن «باكومان» يحسن الرّسم، إلّا أنّه يحلم أن يصبح رسّاماً، فحاول، وسقط، ثمّ نهض وثابر وضحّى، إلى أن أصبح أحد رسّامي «المانغا» المشهورين في عالم «الأنمي».

وتتطرّق مريم إلى مجسّمات شخصيّات «الأنمي» قائلة: «تعدّ هذه المجسّمات في نظري تحفاً ثمينة ونادرة، وهي قوالب في أحجام متنوّعة كبيرة ومتوسّطة وصغيرة، قابلة للتفكّك؛ إذ يباع «الفيقرز» الواحد ومعه مجسّمات أخرى تهمّ بعض أجزائه، فأتسلّى بتفكيك «الفيقرز» وإعادة تركيبه وفقاً لمزاجي وخيالي، مستلهمة أفكاراً جديدة لصور أنوي رسمها».

شخصية فريدة لكل شخص

حبيبة إبراهيم

حبيبة إبراهيم: «الأنمي» ذوق ياباني أخرجنا من الواقع إلى الخيال بشكل جديد

 


تقول حبيبة إبراهيم، طالبة في مدرسة جناكليس بالقاهرة: «الأنمي شكل متقن من أشكال الرسوم المتحركة بألوانها الزاهية وخيالها النابض بالحياة. فهو يجمع بين العناصر الموضوعية والخيال مع العلم لإضفاء طابع مميز. وهو ذوق فني ياباني غريب، يجلب مجموعة متنوعة من الشخصيات إلى الحياة، من المتشددين إلى الفتيات الخجولات، وكل شيء بينهما، هناك شخصية فريدة لكل شخص هناك ليرتبط بها في هذا الكون الواسع من مسلسلات الأنمي اليابانية».

وعن مقدار استخدام الأنمي، تقول حبيبة: «أحياناً عندما تحاصرني المذاكرة من كافة النواحي يكون الأنمي ملاذاً لي لكي أهرب من الواقع وأتنفس من هذا العالم والواقع السيئ والممل، واتجه إلى خيال الأنمي، فهو يعد من المواد الترفيهية، مثله مثل المسلسلات والأفلام والبرامج، فيها المسلي والنافع والضار، فالبدائل موجودة. وعن أفضل شخصيات الأنمي تقول حبيبة هناك عدد منها، وليس شخصية واحدة».

 

 


عالم يحفز على الإيمان بالعمل

أنس اليحياوي

أنس اليحياوي: شخصيات«الأنمي» تحفز على الطموح وتصقل شخصية الشباب


أوضح أنس اليحياوي، طالب مغربي في كلية الطب، أنه تعلق بعالم الأنمي منذ سن 15 سنة تقريباً عن طريق ابن عمته، وتابع قائلاً: «أدمنت خلال 3 سنوات مشاهدة الرسوم مدة طويلة. كنت فيها شغوفاً جداً بهذا العالم الفريد، كنت أشاهد كل المسلسلات التي تبدأ بثلث ساعة إلى ساعة وأكثر. كنا مجموعة من الأصدقاء نتقاسم جميعاً هذا الشغف، ونقضي يوماً كاملاً في المشاهدة. وكنا في العطل نقضي أياماً طوالاً بمشاهدة 100 حلقة في اليوم، لقد استفدت كثيراً من القيم من هذا العالم المفعم بالثقافة اليابانية، التي تعمل على ابتكار شخصيات مثيرة للإعجاب، وهي الشخصيات التي أسعى إلى اقتناء مجسماتها لتكون بقربي؛ كونها تحفز على الطموح، وتصقل شخصية الشاب».

ويضيف: «أهم ما تعلمته هو أن لا شيء يأتي اعتباطياً بالحظ، بل إن العمل هو أساس أي نجاح، كما تعلمت عدم الاستهانة بقدراتي وقدرات أي شخص مهما بدا بسيطاً. ففي داخل كل منا تكمن قوة يجب استثمارها، وكذلك اكتشاف أنواع الذكاء التي يمكن تفعيلها لتكون إنساناً ناجحاً. آباؤنا كانوا ينزعجون كثيراً من إقبالنا على هذا العالم، ويعدّونه مضيعة للوقت، لكنني فعلاً استفدت منه لتكوين شخصيتي المستقلة، والإيمان بالعمل، والتسلح بالإرادة القوية لتحقيق الأهداف، واحترام قدرات الجميع، واحترام المجتمع الذي يحيط بنا، خاصة العائلة».

ويوضح قد يصبح «الأنمي» إدماناً للشباب الذين يهربون فيه من شيء ما مضطرب في حياتهم، وطبعاً من حق الآباء ممارسة رقابتهم على أبنائهم، خاصة في فترة الدراسة.

تابعي المزيد: الهوايات من الآباء إلى الأبناء .. قصص تروى