علماء يكشفون سبب وجود "ثقب جاذبية" عملاق في المحيط الهندي

  ثقب جاذبية عملاق في المحيط الهندي
اكتشاف "ثقب جاذبية" عملاق في المحيط الهندي (المصدر: pexels)
  ثقب جاذبية عملاق في المحيط الهندي
اكتشاف "ثقب جاذبية" عملاق في المحيط الهندي (المصدر: pexels)
  ثقب جاذبية عملاق في المحيط الهندي
  ثقب جاذبية عملاق في المحيط الهندي
2 صور

من المعروف أن قوة الجاذبية الأرضية تتغير من مكان لآخر على سطح الأرض، ولأن كوكبنا ليس كرويًا بشكل هندسي دقيق، فسطح الكرة الأرضية مغطى بالكتل والنتوءات، والذي يؤثر على قوة الجاذبية من مكان لآخر، وكان العلماء قد لاحظوا من قبل وجود جزء عملاق من قاع المحيط الهندي، يغوص بشكل غريب في صورة منخفض، حيث توجد كتلة أقل تحت هذه المنطقة، وقد توصل العلماء مؤخرًا لمعرفة سبب "ثقب الجاذبية" في هذه المنطقة، يمكنك التعرف على السبب في السياق التالي..!

• العلماء لا يُمكنهم رؤية قوة الجاذبية أو الإحساس بها

اكتشاف "ثقب جاذبية" عملاق في المحيط الهندي (المصدر: pexels)


وفقًا لموقع sciencealert.com، ونظرًا لأنّ العلماء لا يُمكنهم رؤية قوة الجاذبية أو الإحساس بها أو مراقبتها مباشرة، فقد قاموا بعمل رسم للجاذبية الأرضية باستخدام نموذج رياضي يصف سطحًا كرويًا وهميًا يسمى الجيود Geoid، أو ما يُسمّى المجسم الأرضي ويتم تمثيل المحيطات فيه بأسطح ناعمة ومستمرة، مع جيولوجيا متفاوتة الكثافة تنزع على الكتل القريبة بدرجات متفاوتة من القوة، لا تتأثر بشكل أو بآخر بقوة المد والجزر، أو الرياح، أو التيارات، في الخريطة المتموجة (الجيود) مما يُنشئ سطحًا أفقيًا يُمكن للعلماء من خلاله قياس قوة الجاذبية إلى أسفل.
تُظهر (الجيود) في أعماق المحيط الهندي، ضعف هذا السحب إلى أدنى مستوى له، تاركًا ما يُعتبر ثقبًا ثقيلًا ضخمًا يبلغ حجمه حوالي ثلاثة ملايين كيلومتر مربع تقريبًا حيث يغرق قاع البحر في منخفض شاسع، والذي أثار دهشة العلماء لفترة طويلة.

• لماذا ينخفض مستوى سطح البحر قبالة شبه القارة الهندية؟

تم الكشف خلال دراسة علمية حديثة عن السبب وراء وجود جزء عملاق من قاع المحيط الهندي، يغوص بشكل غريب في صورة منخفض، حيث توجد كتلة أقل تحت هذه المنطقة، وأجرى البحث الجديد، المنشور بمجلة"Geophysical Research Letters"، بحسب موقعها seisware.com، تقييما لأصل الجاذبية المنخفضة، والموجود في قسم كبير يزيد على 3 ملايين كيلومتر مربع في قاع المحيط الهندي، والذي يقع على بعد نحو 1200 كيلومتر جنوب غرب الطرف الجنوبي للهند.
بحسب البحث، فظاهرة ضعف الجاذبية، والتي أطلق عليها "ثقب الجاذبية"، في جزء من المحيط الهندي تُعد واحدة من أعمق ظواهر الجاذبية على الأرض، وقد تم التلميح إلى وجودها لفترة من الوقت، وقد كشفت المسوحات التي أُجريت على متن السفن وقياسات الأقمار الصناعية منذ فترة طويلة أن مستوى سطح البحر قبالة طرف شبه القارة الهندية قد انخفض بسبب ظاهرة "شد الحبل" بين الجاذبية الأرضية المنخفضة في المحيط الهندي و''ارتفاعات '' الجاذبية المحيطة.
في البداية لم يكن واضحًا أبدًا سبب "ثقب الجاذبية". حيث يعتقد باحثان من المعهد الهندي للعلوم هما ديبانجان بال وأتريي غوش، أن لديهما فكرة أفضل عن أنواع ظواهر الكواكب التي يمكن أن تكون متورطة بالظاهرة، حيث يرى الباحثان أن الإجابة تقع على بعد أكثر من 1000 كيلومتر (621 ميلًا) تحت القشرة الأرضية، حيث سقطت البقايا الباردة والكثيفة لمحيط قديم في "مقبرة بلاطة'' تحت إفريقيا منذ حوالي 30 مليون سنة، مما أدى إلى إثارة الصخور المنصهرة الساخنة، على أن نتائج الباحثين المستندة إلى نماذج الكمبيوتر من غير المرجح أن تؤدي لتسوية نقاش حاد حول أصول الجيود المنخفضة - على الأقل ليس حتى يتم جمع المزيد من البيانات.

• رسم خريطة للمنطقة بعد محاكاة حاسوبية

وكان عدد كبير من العلماء من المركز الوطني الهندي للبحوث القطبية والمحيطات، قد شرعوا في نشر سلسلة من مقاييس الزلازل على طول قاع البحر في منطقة التشوه، لرسم خريطة للمنطقة، إلا أنه نظرًا لكونه بعيدًا عن الشاطئ، فقد تم جمع القليل من البيانات الزلزالية في المنطقة، وقد أشارت نتائج مسح 2018 إلى وجود أعمدة ساخنة من الصخور المنصهرة ترتفع تحت المحيط الهندي وتساهم بطريقة ما في الانبعاج الكبير، وتوضح الخريطة انخفاض الجاذبية تحت المحيط الهندي، وموقع أجهزة قياس الزلازل المنتشرة في قاع البحر.

يرجح العلماء أن ذلك الثقب، ناجم عن أعمدة من الصخور المنصهرة، تتصاعد من أعماق قارة أفريقيا، عند حواف بقايا قاع المحيط القديمة الغارقة، وقد توصل الباحثان الهنديان بال وجوش لهذا الاستنتاج المثير، بعد إجرائهم لمحاكاة حاسوبية بواسطة الكمبيوتر، من أجل تتبع أصل "ثقب الجاذبية"، فقاموا بتشكيل الجيود الهائل من خلال نمذجة كيفية تحرك الصفائح التكتونية فوق عباءة الأرض الساخنة واللزجة خلال الـ 140 مليون سنة الماضية.
في ذلك الوقت، كانت الصفيحة التكتونية الهندية قد بدأت للتو في الانفصال عن شبه القارة العملاقة، وقد أجرى بال وجوش عمليات محاكاة باستخدام أكثر من اثني عشر نموذجًا حاسوبيًا لحركة الألواح وحركات الوشاح، حيث قارنوا شكل الانخفاض المحيطي الذي تنبأت به تلك النماذج مع ملاحظات الانبعاج نفسه، على أن النماذج التي أعادت إنتاج الجيود المنخفضة في المحيط الهندي في شكلها الحالي جميعها تشترك في شيء واحد هو أعمدة من الصهارة الساخنة منخفضة الكثافة التي تنطلق تحت القاع. هذه الأعمدة، بالإضافة إلى هيكل الوشاح المميز، هي التي خلقت منخفض الجيود؛ إذا ارتقوا عالياً بما فيه الكفاية.
استنتج العلماء، أن هناك مناطق مختلفة على سطح كوكب الأرض تتباين فيها مستويات الجاذبية، وذلك اعتمادا على كتلة القشرة والوشاح، والطبقات الأساسية الموجودة تحتها.
ويتوقع العلماء في هذه الدراسة الجديدة، أن هذا الخلل في الجاذبية في المحيط الهندي، من المحتمل أن يستمر ملايين السنين، وقد يتوقف بمجرد توقف تدفق مواد الوشاح.
ونحو المزيد يمكنك متابعة ثقوب غامضة في قاع المحيط تثير استغراب العلماء