من الأمور الخطيرة والمسكوت عنها في الكثير من المجتمعات، جريمة «اغتصاب الزوجات» من قِبل أزواجهن؛ حيث توضح معظم الدراسات النفسية، وأيضاً الجنائية التي أجريت على بعض الحالات التي تعرضت لمثل هذا النوع من الاغتصاب، أن معظم الضحايا لا يتقدمن بشكوى، أو حتى بطلب حماية من أزواجهن، إما نتيجة للجهل بالقوانين، التي تجرم مثل هذا الفعل، أو لعدم قدرتهن على التغلب على مشاعر الخوف من المعتدي، أو لعدم وجود قوانين واضحة لحماية الزوجة في المجتمع الذي تعيش فيه.

وهنا نجد أن الإحصاءات المتوافرة لا تعكس حقيقة الواقع المؤلم لما يحدث لهذه الحالات، والتي قد تصل إلى حد القتل أو الايذاء الجسدي الشديد؛ ما يترك آثاراً مدمرة على الزوجة الضحية، وحتى على الأطفال، هنا نوضح بعض هذه الأمور، والتي تعتبر خطاً أحمرَ، لايمكن تجاوزه في بعض المجتمعات، حتى المجتمعات الأكثر انفتاحاً وحفظاً للحقوق لا زلنا نجد مثل هذه الحالات؛ ما يستوجب عرض هذه القضية للمناقشة.

الحالة:
الرسالة التالية، أرسلتها السيدة، أم عدنان، تقول إنها في أوائل الثلاثين من العمر، متزوجة منذ حوالي 4 سنوات، ولديها طفلان، المشكلة كما تقول، بدأت بعد انتهاء شهر العسل، والذي لم يكن له أي علاقة بالعسل، حين بدأ الزوج يجبرها على ممارسة العلاقة الحميمة، سواء أرادت أم لا، وكان دائماً ما ينعتها بعبارات قاسية، وفي الكثير من الأحيان يقوم بضربها وتقييدها إلى السرير، وممارسة العلاقة حتى بالطريقة التي حرمها الدين، الأمر الذي جعلها تترك البيت عدة مرات وتذهب لبيت أهلها، ولكن سرعان ما يعود الزوج ويتعهد بالتوقف عن ذلك، ثم يعود مرة أخرى لنفس السلوك قائلاً لها: أنت ملكي، أفعل بك ما أشاء، كانت دائماً ما تحاول البحث عن حل، وكل من حولها ينصحها بأن تتقدم بشكوى للجهات المختصة، وهو ما فعلته، وكان الجواب: أن هذه أمور عائلية يجب أن تحلها مع الزوج، أو أن تطلب الطلاق، وهنا تسأل: هل يوجد حل لمشكلتها؟ ولماذا يغتصبها الزوج، وهي مستعدة أن تعطيه حقه بدون كل هذه الإهانات؟ وما مصير الأولاد الذين أصبحوا شاهدين على ما يحدث معها؟

الإجابة:
الأخت أم عدنان: ما يقوم الزوج بعمله تجاهك، يسمى «اغتصاب الزوجات»، وهو جريمة يعاقب عليها القانون في العديد من التشريعات القضائية؛ حيث يقوم الزوج بإجبار الزوجة على المعاشرة دون موافقتها أو استعدادها لمثل هذه الممارسة، مع ممارسته لأشكال من العنف والإذلال النفسي وأيضاً الجسدي تجاهها؛ ما ينتج عنه العديد من الإصابات الجسدية وأيضاً النفسية، ويمكن أن نلخص مثل هذه المضاعفات النفسية في بعض النقاط، منها:

١. التسبب في شعور الزوجة بالمهانة والإذلال؛ ما يسبب لها حالات من الاكتئاب واضطرابات الكرب، والتي تستوجب العلاج النفسي في معظم الحالات.

٢. التسبب في جعل الزوجة تشعر بالكراهية للزوج وفقدان الثقة في الرجال عموماً؛ ما يجعلها غير قادرة على التعامل مع أي رجل، أو حتى رفضها للزواج مرة أخرى إذا ما حدث الطلاق.

٣. شعور بعض الزوجات بالذنب تجاه الزوج؛ حيث تعتقد أنها قد تكون أثارت غضبه بسلوك أو تصرف ما دون إدراك منها، وهو أمر غير صحيح؛ حيث نجد أن الزوج يجعل المرأة تشعر بأنها السبب في عدم رضاه، في حين أنها ضحية تحتاج إلى المساعدة.

٤. التأثير السلبي على القدرة والرغبة لدى الزوجة؛ ما يزيد الأمر تعقيداً، ويجعل الزوج يتمادى في مثل هذا السلوك السلبي تجاهها، حيث تفقد الرغبة، أو تبدأ في المعاناة من الآلام الشديدة المزمنة أثناء العلاقة الحميمة، وتصاب بالبرود الثانوي.

٥. التأثير على الدورة الشهرية، نتيجة خلل الهرمونات الذي يصاحب الحالة النفسية السلبية لدى الزوجة، والذي يمكن أن يكون على هيئة نزيف، أكثر منه دورة حيض؛ مما يحمل معه الكثير من المضاعفات الجسدية والعضوية الخطيرة.

٦. الإصابات الجسدية التي تنتج عن الإيذاء الجسدي من كسور، حروق، حتى الوفاة في الحالات الشديدة من الأذى الجسدي، والذي يستوجب التدخل السريع لحماية الزوجة.

٧. التأثير السلبي على الأطفال، حتى لو لم يشاهدوا ما يحدث للأم، بالتأكيد سيترك أثراً سيئاً على سلوك الطفل، ويؤثر سلباً على معظم نواحي الحياة لديه، بما فيها التحصيل الدراسي لديه.

الحل هنا يشمل عدة جوانب، منها الجانب النفسي العلاجي، مع الحرص على إيقاف مثل هذا الاعتداء من الزوج، ومعاقبته وحفظ حقوق الزوجة إذا ما أرادت الانفصال، وحمايتها من الرغبة في الانتقام من قِبل الزوج، أو حتى من قِبل الضحية، وهو ما قد يحدث في بعض الحالات، هذا الموضوع يحتاج إلى مناقشة الآليات العلاجية، والحماية مع جميع الجهات المختصة.

نصيحة
أسئلة تحتاج للنقاش وتثقيف الأزواج والزوجات في كيفية احترام الآخر؛ فهي شريكة حياة وليست ملكية خاصة، ومنها:
«اغتصاب الزوجات»، هل هو حق يمارسه الأزواج تجاه زوجاتهم؟ أم أنه جريمة في حق هذه الزوجة، يعاقب عليها القانون؟ وهل يوجد لدينا في المجتمعات العربية قوانين تحمي حق هذه الزوجة، أم أن المعتدي يُعاقَب إذا ما كان غريباً وليس الزوج؟

المزيد:

حقائق علمية حول ليلة الدخلة

أفضل طرق الحديث عن المشاكل الجنسية

نصائح للزوجين لتطوير العلاقة الحميمة

أسباب توقف الزوجين عن ممارسة العلاقة الحميمة

للرجال فقط.. الموبايل يؤثر على القدرات الجنسية