mena-gmtdmp

حماية الأطفال من التحرش: كيف يهيئ الأهل أبناءهم لمواجهة الخطر؟

حماية الأطفال من التحرش: كيف يهيئ الأهل أبناءهم لمواجهة الخطر؟
حماية الأطفال من التحرش: كيف يهيئ الأهل أبناءهم لمواجهة الخطر؟

يُعد التحرش بالأطفال من القضايا الحساسة التي تشكل مصدر قلق كبيراً للأهل، ولكن بدلاً من الخوف، يجب أن يتحول هذا القلق إلى وعي وإجراءات وقائية تساعد الأطفال على حماية أنفسهم. فبمجرد أن يكون الطفل مدركاً لخصوصية جسده وحدوده الشخصية، يمكنه التصرف بثقة في أي موقف غير مريح.
وللحديث عن طرق حماية الأطفال حتى قبل التعرض للتحرش، ودور الأسرة في تهيئة الطفل وتوعيته، التقت "سيدتي" بالاختصاصية النفسية مها بنورة، استشارية في الصحة النفسية والجسدية، والتي وضعت خطة للأهل تساعدهم على حماية أبنائهم.

متى يجب أن نبدأ الحديث مع الطفل عن خصوصية جسده؟

تقول الاختصاصية النفسية مها بنورة لـ"سيدتي": "يعتقد البعض بأن الحديث عن هذه الأمور يجب أن يبدأ في سن متأخرة، ولكن الحقيقة أن التوعية يجب أن تبدأ مبكراً، في سن 3 إلى 5 سنوات، وبطريقة تناسب مستوى فهم الطفل".
وتضيف: "يمكن استخدام عبارات بسيطة مثل: "جسمك ملك لك" و"لا يُسمح لأي شخص بلمسك بطريقة غير مريحة". ويمكن تعزيز هذه المفاهيم من خلال القصص المصورة، والألعاب التفاعلية التي تساعد الطفل على استيعاب الفكرة بطريقة طبيعية".
وتشدد على أن وعي الطفل يبدأ في مراحل مبكرة، كما أن فرص التعرض للتحرش الجنسي ربما لم تخطر ببال الأهل، لذلك فإن التوعية هي أفضل سبيل لحماية الطفل.

الاختصاصية النفسية مها بنورة

كيف نبني تواصلاً مفتوحاً مع الطفل دون تخويفه؟

وأشارت الاختصاصية النفسية مها بنورة إلى أهمية التواصل مع الطفل دون تخويفه، حتى يتمكن من الإفصاح عن أي أذى تعرض له من المحيط الخارجي. وقالت: "يحتاج الأطفال إلى بيئة يشعرون فيها بالأمان عند التحدث عن أي موقف غير مريح"، ولتحقيق ذلك، يمكن للأهل اتباع الأساليب التالية:

الاستماع الفعّال والتفاعل الإيجابي

يجب أن يدرك الطفل أن والديه متاحان دائماً للاستماع له دون انتقاد أو توبيخ، لكن السلوك العكسي يخلق حواجز مع الطفل ويُصعب خطوة المصارحة.

تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره

عندما يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره بوضوح، يصبح أكثر قدرة على التفاعل مع المواقف غير المريحة بطريقة صحية، كما هذه الخطوة تساعده لاحقاً في مواجهة أي موقف.

المحادثات المستمرة

لا يجب أن يكون هذا الحديث لمرة واحدة فقط، بل يجب أن يكون مستمراً؛ ليبقى الطفل على دراية بحقوقه وبـكيفية التصرف في أي موقف مريب.

استخدام أسلوب التحفيز بدلاً من الترهيب

لا يجب تخويف الطفل أو جعله يشعر بأنه محاصر بالخطر، بل تعليمه كيف يحمي نفسه بثقة ووعي. لاسيما وأن الشعور بالخوف المبالغ فيه قد يعيق لاحقاً علاقات الطفل الاجتماعية.

أطفال يتعرضون للعنف - المصدر freepik

كيف نُعلّم الطفل أن يقول "لا" ويطلب المساعدة؟

شددت الاختصاصية النفسية مها بنورة على أهمية أن يتعلم الطفل قول "لا"؛ حتى يتمكن من مواجهة أي ضرر أو تخطٍّ للحدود معه، وقالت إنه يمكن تحقيق ذلك من خلال النصائح التالية:

تدريبه على رفض اللمس لأعضاء جسمه (الأماكن الحساسة)

يمكن للأهل تمثيل مواقف مختلفة وتعليم الطفل كيف يرد بحزم، مثل أن يقول "لا! لا تفعل ذلك" أو "ابتعد عني".

تعزيز مهارات اتخاذ القرار

يجب أن يعرف الطفل أنه يمكنه الابتعاد والبحث عن شخص بالغ موثوق به إذا شعر بعدم الارتياح.

تعريفه بالأشخاص الآمنين

توجيه الطفل إلى منْ يمكنه اللجوء إليهم عند الحاجة، مثل الوالدين، المعلمين أو الأقارب المقربين.

التوعية بالخصوصية الرقمية

مع انتشار التكنولوجيا، من المهم تعليم الأطفال عدم مشاركة صورهم أو معلوماتهم الشخصية مع أي شخص عبر الإنترنت.

متى يجب على الأهل التدخل؟

وتنهي كوتش مها حديثها مشددة على دور الأهل في حماية الطفل من التحرش، وتقول: "إذا لاحظ الأهل تغيرات غير طبيعية في سلوك الطفل، مثل الخوف الزائد، الانعزال، اضطرابات النوم أو فقدان الشهية، فقد تكون هذه علامات على تعرضه لموقف غير مريح. في هذه الحالة، يجب التحدث معه بلطف، وطمأنته بأنه بأمان، ومساعدته على التعبير عما حدث دون ضغط".
أقرئي أيضاً علامات صامتة: كيف يكشف الطفل عن تعرضه للتحرش دون أن ينطق؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.