بسبب منصات التواصل الاجتماعي أصبحت المقارنة أحد التحديات الشائعة، لا سيما بين الفتيات، لأن الجميع يتسابق على الظهور بشكل لافت وجذاب من أجل الحصول على علامات الإعجاب والتعليقات الإيجابية، لكن ما لا تدركه الفتيات هي حقيقة أن أغلب ما نتابعه على منصات السوشيال ميديا غير واقعي.
المقارنة قد تؤثر على جودة الحياة، وتدفع الفتيات نحو اختيارات لا تناسبهن، من ثم يجب أن تحصن نفسها ضد المقارنات المجتمعية الوهمية أو تلك التي يفرضها علينا المجتمع، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال تعزيز الثقة بالنفس.
إعداد: أيمان محمد
تأثير المقارنة المجتمعية
علينا أولاً أن نحدد ماهية سلوك المقارنة وكيف ننتبه له، يشير موقع Verywell Mind إلى أن المقارنة الاجتماعية تبدأ في سن مبكرة كطريقة طبيعية لفهم الذات وتحديد الأهداف، لكنها قد تتحول إلى مصدر للضغوط النفسية إذا تم توجيهها بطريقة سلبية.

أنواع المقارنة
ويشير الموقع في هذا الصدد إلى أن هناك نوعين رئيسيين من المقارنة، وهما:
المقارنة التصاعدية
حين تنظر الفتاة إلى من تعتبرهم أكثر نجاحاً أو جاذبية منها، وهي قد تكون طريقة إيجابية أو سلبية، بحسب طريقة التعامل معها وتأثيرها.
المقارنة التنازلية
عندما تقارن الفتاة نفسها بأشخاص ترى أنهم أقل حظاً، ولم يحصلوا على النعم والمزايا التي حصلت عليها هي، ويقول الخبراء إن كلا النوعين قد يؤثر على الحالة النفسية، لكن المقارنة التصاعدية خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد تؤدي إلى الإحساس بالدونية وفقدان الرضا عن الذات.
هل الفتيات أكثر تأثراً بالمقارنة؟
الإجابة عن هذا السؤال هي "نعم"، تشير مؤسسة JED إلى أن الفتيات أكثر عرضة لتأثير المقارنة، خاصة فيما يتعلق بالمظهر الجسدي والنجاحات الاجتماعية، ولسوء الحظ فإن العالم يروج لصورة مثالية غير واقعية للحياة، فتجدين المنصات مثل إنستغرام وفيسبوك وتيك توك مليئة بالتجارب الإيجابية ولحظات السعادة والمتعة، مما يشعر الفرد بأنه الوحيد في العالم الذي لم ينل هذا النعيم، رغم أن ما نراه من حياة صاخبة على منصات التواصل ما هو إلا دقائق في حياة كاملة لا نعرف عنها شيئاً.
خطوات فعالة للتعامل مع المقارنة المجتمعية
لحسن الحظ، يمكن اتخاذ عدد من الخطوات الفعالة لمواجهة هذه الظاهرة بطريقة صحية تحمي الفتاة وتزيد شعورها بالرضا عن الذات:
تحديد الواقع الافتراضي
أكبر خطأ نقع فيه، هو أن ننظر للحياة من خلف الشاشات على أنها حقيقة، في حين أن ما يُعرض على وسائل التواصل الاجتماعي ليس انعكاساً حقيقياً لحياة الآخرين، بل مجرد لقطات منتقاة من أفضل لحظاتهم، وقد يكون ما لا نراه أمام الشاشات أموراً لا نتمنى على الإطلاق أن تنال منا.
وضع حدود للتصفح
أحد أكثر الأساليب فعالية للحد من المقارنة هو وضع حدود لوقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، قد تستهلكين ساعات أمام الهاتف دون شعور بقيمة الوقت، وفي هذه الحالة قد تهملين مهامكِ الأساسية، كما أن حياة السوشيال ميديا ستتحول إلى إدمان، إذا كانت الفتاة تبحث عن طريقة لمواجهة المقارنات المجتمعية المرهقة فإن تقليل مدة التصفح اليومي يحقق ذلك، ويمنح الفتاة مساحة أكبر للتركيز على تطوير ذاتها الواقعية بدلاً من الانشغال بمقارنة حياتها بحياة الآخرين.
انتقاء المحتوى
يجب متابعة حسابات ذات محتوى هادف وله قيمة، تشجع على التقدير الذاتي والنمو الشخصي بدلاً من حسابات تركز على جمال المظهر أو التشجيع على الإجراءات التجميلية، وذلك لأن المحتوى الإيجابي يساعد على الشعور بقيمة الذات، ويعلم ممارسات تزيد الشعور بالامتنان لنعم الحياة.

تعزيز الشعور بالامتنان
التركيز على الصور الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي يسبب عدم الشعور بالنعم، لذلك يجب تخصيص وقت يومي لتسجيل الإنجازات الشخصية وأسباب الامتنان، وقد وجدت الأبحاث أن هذه العادة البسيطة ترتبط بزيادة مستويات السعادة وتقوية التقدير الذاتي.
بناء شبكة واقعية
الإفراط في متابعة السوشيال ميديا يفقد الشخص شبكة علاقاته الحقيقية، وهذا سلوك سلبي له تبعات عديدة على الصحة النفسية والشعور بالرضا، وجود بيئة اجتماعية داعمة يشكل عاملاً حاسماً في تخفيف أثر المقارنات السلبية؛ إذ يساعد التواصل مع أشخاص يقدرون الفتاة لما هي عليه، وليس لما تملكه أو مظهرها، في تعزيز شعورها بالثقة والانتماء.
تعريف النجاح
من المهم أن تعيد الفتاة صياغة مفهومها للنجاح بناءً على معاييرها الخاصة، وليس بالضرورة أن تنجح فيما نجح فيه الآخرون، فالنجاح لا يُقاس وفقاً لما يروجه المجتمع أو وسائل الإعلام، النجاح قد يكون في تحقيق أهداف شخصية صغيرة أو تجاوز تحديات معينة، وليس بالضرورة في مراكمة الإنجازات الكبرى أو نيل إعجاب الآخرين.
في النهاية ينصح الخبراء الفتيات بضرورة العمل على الذات من خلال تطوير المهارات وتعزيز الشعور بالثقة بالنفس حتى تتحصن ضد أي مقارنات أو مظاهر مزيفة.
اقرئي أيضاً طرق استعادة الشغف في حياتك