من الطبيعي أن تخرج الأم في زيارات ولقاءات عائلية، وكذلك أن تخرج مع أطفالها إلى بيوت صديقاتها وحيث يلتقي أطفالُها أطفالَ الأقارب والأصدقاء والمعارف، ويكون ذلك ضرورة لكي يتعلم طفلك بعض الآداب المهمة التي تُعَدُّ من قواعد وأسس تربية الطفل للتعامل مع المجتمع والبيئة المحيطة به.
لا مفرَّ بالنسبة للأم من القيام بالزيارات لبيوت الآخرين واصطحاب أطفالها معها، ولذلك فيجب أن تعلم طفلها، منذ سن مبكرة، بعض الآداب لكي لا تُصاب بالإحراج في بيوت المقربين والأعزاء، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ المرشدة التربوية لميس يوسف، حيث أشارت إلى 6 آداب مهمة علميها لطفلك عند زيارته لبيوت الأقارب والأصدقاء، ومنها عدم فتح الثلاجة أو الشجار مع أطفالهم، وغيرها في الآتي.
1- من آداب الزيارة عدم فتح الثلاجة والخزانات

- علمي طفلك أن من الخطأ أن يقوم بفتح ثلاجة بيوت الغرباء، وكذلك فتح الأدراج والخزانات، وعلميه أن هناك خصوصية لكل بيت، وكما أنك لا تحبين أن يرى أحد ما لديك من طعام في بيتك؛ فالآخرون يكرهون أن يطلع أحد على ما يملكون، وذلك لأن كل إنسان له ذوقه في الطعام أولاً، ولأن كل إنسان له قدرات مادية للشراء ثانياً، ويجب أن تشرحي هذا التفاوت لطفلك بشكل مبسط.
- احرصي أن يكون طفلك قنوعاً، وعلى ذلك يجب أن تعرفي: كيف تعلمين طفلك القناعة والرضا؟ وذلك بأن تكوني قنوعاً؛ وبذلك فأنت القدوة لطفلك، ويجب ألا تتحدثي أمامه عما يملكه الآخرون في بيوتهم، واطلبي من طفلك أن يشكر الأب على كل ما يقدمه لك، واحرصي على أن يخرج طفلك لزيارة بيوت الآخرين بعد أن يتناول وجبته ما لم تكوني مدعوة إلى وليمة مثلاً.
2- من آداب الزيارة الحفاظ على النظافة
- عودي طفلك أن النظافة هي أساس الصحة، وأن تعوده النظافة يكون عنواناً له ولأسرته، ولذلك فهناك أساليب لتعليم الطفل النظافة ونصائح لا تغفلي عنها ومن بينها تعويده النظافة الشخصية في سن مبكرة، وأن تكوني قدوته في حرصك على نظافتك الشخصية وتنظيف المكان الذي توجدون فيه حتى لو كان مكاناً عاماً.
- حثِّي طفلك ألا يلقي أغلفة الحلوى مثلاً على أرضية غرفة الضيوف في بيوت صديقاتك أو بيوت الأقارب وأن يبحث عن أقرب حاوية صغيرة للقمامة، وفي حال عدم وجودها فيجب أن يطلب منك البحث عنها لأن عدم وجود حاوية صغيرة في المكان لا يعني أن يلقي المهملات على الأرض مثل أغلفة الحلوى وعلب العصائر الفارغة والمناديل الورقية.
3- من آداب الزيارة عدم رفع الصوت

- حثِّي طفلك على عدم الصراخ ورفع الصوت في بيوت الآخرين، حيث إن بيوت الآخرين ليست مكاناً مناسباً لكي يمارس الطفل حريته في رفع صوته والصراخ وكأنه في مكان عام، ويجب أن تتبعي خطوات تربوية بسيطة تعلم طفلك بعمر 3-10 سنوات الهدوء ومن هذه الخطوات أن تعلمي طفلك كيفية إدارة غضبه في حال شعوره بالغضب، وأن تعلميه العيش في بيت هادئ، وألا يشاهد مشاهد عدوانية تعوده الصراخ ورفع الصوت ونشر الفوضى.
- اهتمي بأن يحترم طفلك مشاعر الآخرين الموجودين في بيت الصديقة أو بيت الأقارب مثل طفل صغير نائم أو رجل كبير في السن بحاجة للراحة، وأخبري طفلك أن هناك أشخاصاً آخرين في غرف البيت ويحتاجون للراحة والهدوء، وأن الصراخ صفة غير جيدة ولا تدل على الطفل المهذب.
4- من آداب الزيارة عدم التشبث بألعاب الآخرين

- امنعي طفلك أن يتشاجر مع طفل آخر من أجل لعبة؛ لأنه يجب أن يتعلم مبكراً الفرق بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين، ولذلك يجب عليك اتباع نصائح لتعليم طفلك التفرقة بين أغراضه الخاصة وممتلكات الآخرين ومنها أن يتعلم الطفل معنى الملكية الفردية واحترام الأم لخصوصية الطفل، وحفاظها على ألعابه من أهم طرق احترامه لخصوصية غيره وحقهم في الحفاظ على ممتلكاتهم.
- احملي لعبة طفلك معك في حال كان لديه لعبة مفضلة لكي يلعب بها في بيت صديقتك، وإذا كان طفلك من النوع الذي يصر على الحصول على كل لعبة يراها، كما يجب أن تحذريه من هذه الصفة وتهدديه بأنك سوف تبقينه في البيت إذا تسبب في إحراجك، ولا تسمحي له بالمغادرة وهو يحمل لعبة من ألعاب مضيفيه مهما أصروا على ذلك.
5- من آداب الزيارة عدم الإصرار على إطالة مدة الزيارة

- اطلبي من طفلك أن يغادر حين تقررين، وأن يحترم قراراتك، ويجب أن يتعلم الطفل سماع كلام الأم من خلال التعامل الإيجابي والمدح والتشجيع، وليس الضرب والتهديد، واتبعي: "طرق لتعليم الأطفال الانضباط والطاعة منذ الصغر"، ومن بينها أن تضعي قوانين صارمة غير قابلة للجدال للبيت، وأن تكوني قدوة لطفلك لكي يلمس حرصك على الالتزام بالقوانين والمواعيد.
- شجعي طفلك أن يحب بيته ويعتز بغرفته وسريره لأن بعض الأطفال يصيبون الأم بالحرج حين يطلبون منها البقاء في بيوت الغرباء، وهذه عادة ليست جيدة، ويجب أن تنهى الأم أطفالها ومنذ سن مبكرة عنها مهما ألحُّوا على ذلك، وأن تضع قيوداً على بقاء الطفل لوحده خارج البيت لكي يتعود ذلك.
6- من آداب الزيارة الاستئذان قبل تناول الضيافة
- عرفي طفلك قواعد مهمة لتعليم طفلك طقوس وآداب الزيارات والمناسبات ومن أهمها أن يحافظ على قاعدة مهمة، وهي ألَّا يمد يده للضيافة مهما كانت مغرية وشهية، وهي تلك الأصناف التي يضعها الناس عادة أمام الضيوف سواء في الأعياد أو في الزيارات العائلية، وأنه يجب أن يحترم ويقدر أن وجوده مثل الضيوف في منزل قريبه يحتم عليه اتباع قواعد وآداب مهمة؛ فيجب أن يسلم عليهم باليد بعد أن يلقي عليهم تحية الإسلام، ثم يجلس في الركن المخصص للأطفال بحيث لا يمد يديه إلى مائدة الضيافة من دون أن يسمح له صاحب البيت أو الكبار بذلك.
- اسمحي لطفلك أن يجلس في ركن مخصص للأطفال في حال أخبرتك مضيفتك بذلك، ولكن اطلبي منه أن يلتزم بالأدب والذوق بحيث لا يتناول شيئاً دون أن تقدمه له صاحبة البيت أو صديقه الطفل الصغير، وفي حال أراد أن يتناول كمية أخرى فيجب أن يستأذن منها وأن لا ينظر في طبق الطفل الآخر أو يأخذ منه دون إذنه.
قد يهمك أيضاً: أفضل الطرق لتعليم الأطفال السلوك الإيجابي والانضباط الذاتي