mena-gmtdmp

لماذا مزاج ابنتي / ابني المراهق سيء؟ وكيف أساعده؟

لماذا مزاج ابنتي / ابني المراهق سيء؟ وكيف أساعده؟
لماذا مزاج ابنتي / ابني المراهق سيء؟ وكيف أساعده؟

هل سبق أن شعر ابنك بمزاجٍ سيءٍ للغاية؟ ربما أضاف عليه بعض الدراما بإغلاق بابه بقوة. أو ربما كان غاضبًا لدرجة أنه ضرب الحائط بقبضته، فقط ليؤكد لك أنه غاضبٌ ومسيطرٌ على حياتك.
جميعنا مررنا بهذه التجربة. ونحن نراقب أبناءنا، وهم يشعرون بالانزعاج والانفعال والغضب عند المراهقين، أحيانًا دون سبب حقيقي. المزاج السيء جزء من الحياة، وهو شائع بشكل خاص في فترة المراهقة، حيث تتقلب مستويات الهرمونات.
ومع ذلك، فإن المزاج السيء عند المراهق المستمر ليس صحيًا لابنك أو لمن حوله. وأحيانًا، بمجرد أن يعتاد على المزاج السيء، يصعب التخلص منه.

ما هو سبب مزاج المراهقين السيء؟

الضغط الأكاديمي

قد يُسبب التعامل مع الضغوط الأكاديمية والاجتماعية تقلبات مزاجية


بالنسبة للعديد من المراهقين، قد يُسبب التعامل مع الضغوط الأكاديمية والاجتماعية تقلبات مزاجية عند المراهق. وكما قالت إحدى الفتيات: "يتوقع والداي مني الحصول على درجات ممتازة. يريدان مني أن أتفوق في الرياضة. وأريد أن أبدو بمظهر جيد وأن أكون مشهورة. من الصعب تحقيق كل ذلك يوميًا".

طموح الوصول إلى المثالية

نعم، من الصعب أن تكون مثاليًا، لأن البشر ليسوا كاملين ! يرغب معظم المراهقين في الاستقلال مع شعورهم بالتبعية لعائلاتهم. يرغبون في أن يُعاملوا كبالغين، لكنهم يشعرون أحيانًا بأنهم أطفال صغار. يمر المراهقون بمرحلة انتقالية بين الطفولة والبلوغ، وغالبًا ما تكون جميع التغييرات والمسؤوليات الجديدة مُرهقة. صحيح أن هذه فترة مثيرة، لكنها قد تكون أيضًا مُوحشة ومُخيفة.

البلوغ بحد ذاته

البلوغ سببٌ آخر لتقلبات المزاج التي يمر بها المراهقون. لا تقتصر الهرمونات التي تفرزها مرحلة المراهقة على إحداث تغيرات جسدية هائلة فحسب، بل قد تُسبب أيضًا تقلبات مزاجية، أو يمكن أن تسبب التغيرات التي تحدث في توازن هرمونات الجسم حدوث الاكتئاب أو تحفيزه. سواءً رغبتم في ذلك أم لا! قد تكون هذه التقلبات مربكة ومخيفة، سواءً للمراهق أو لمن حوله.
4 خطوات لتعديل السلوك النفسي والاجتماعي لطفلك المراهق

كيمياء المخ

النواقل العصبية في دماغ المراهق


النواقل العصبية هي مواد كيميائية تحدث طبيعيًا في الدماغ، وتحمل الإشارات إلى أجزاء الدماغ الأخرى والجسم ككل. وعند حدوث خلل أو تلف في هذه المواد الكيميائية، تتغيَّر وظيفة مستقبلات الأعصاب والجهاز العصبي، مما يتسبب في حدوث المزاج السيئ وربما الاكتئاب.
كذلك، سيستمر دماغ طفلك في التغير حتى أوائل العشرينيات من عمره. يرتبط الجزء الأخير من دماغ المراهق الذي ينمو، وهو القشرة الجبهية، ارتباطًا وثيقًا بالمناطق المسؤولة عن تنظيم وإدارة المشاعر. هذا يعني أن طفلك قد يجد صعوبة في إدارة المشاعر القوية، وقد يبدو أنه يتفاعل عاطفيًا مع المواقف أكثر من ذي قبل. ما زال يتعلم معالجة مشاعره والتعبير عنها كشخص ناضج.

الصفات الوراثية

غالبًا ما تنتقل اضطرابات المزاج بين أفراد العائلة، لذا هناك عامل وراثي أيضًا. الأطفال الذين لديهم أقارب مصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة به. إضافةً إلى ذلك، قد يُهيئ التاريخ العائلي للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب عند الطفل للإصابة به أو باضطراب مزاجي آخر.
في بعض الأحيان، قد يُفعّل التوتر الشديد أو حدثٌ حياتيٌّ جينًا ما، ما يؤدي ظهور الاضطراب. وسوء المزاج
تشيع الإصابة بسوء المزاج، أكثر في مَن لديهم أقارب بالدم والعصب -كأحد الوالدين أو الأجداد- مصابون بهذا المرض.

صدمة نفسية في الطفولة المبكرة

يمكن أن تتسبب الأحداث الصادمة التي وقعت خلال مرحلة الطفولة، كالاعتداءات البدنية أو مثل إساءة المعاملة العاطفية أو فقد أحد الوالدين لدى الطفل، في حدوث تغيرات في الدماغ تزيد من سوء المزاج، الذي قد يتحول إلى الإصابة بالاكتئاب.
اكتساب أنماط من التفكير السلبي. وقد يرتبط اكتئاب المراهقين بتعلّم الشعور بالعجز، بدلاً من تعلُّم الشعور بالقدرة على إيجاد حلول لتحديات الحياة.

العوامل الجسدية

يؤثر نظام طفلك الغذائي على مستوى نشاطه البدني


يتغير جسم طفلك، مما قد يجعله يشعر بالخجل، أو ربما يرغب في مزيد من الخصوصية والوقت لنفسه. قد يشعر الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقون، الذين يبدو أنهم يتطورون قبل أو بعد أصدقائهم، بالتأثر بهذه التغيرات الجسدية لدى المراهق.
كما يمكن أن يؤثر نظام طفلك الغذائي ومستوى نشاطه البدني على مزاجه أيضًا. فالتغذية الصحية وممارسة التمارين الرياضية بكثرة غالبًا ما تساعد طفلك على تنظيم مزاجه.
على سبيل المثال، تُحفّز تغيرات الدماغ جسم طفلك على إنتاج هرمونات تُحفّز هذه الهرمونات تغيرات جسدية، بالإضافة إلى مشاعر جنسية وعاطفية. قد تكون هذه المشاعر الجديدة قوية ومربكة أحيانًا لطفلك.

العوامل الاجتماعية والعاطفية

يمكن للأفكار والعواطف والأصدقاء والمسؤوليات الجديدة أن تؤثر على شعور ابنك المراهق، فهو في هذه المرحلة يتعلم كيفية حل المزيد من المشاكل بمفرده مع تقدمه نحو الاستقلال. كما أنه يعيش في عقله أكثر من ذي قبل، وينشغل بالتفكير في تحديات مثل الصداقات والمدرسة والعلاقات الأسرية، لهذا يمكن أن تؤثر المواقف العائلية المليئة بالتوتر على مزاج طفلك أيضًا.

متى لا يكون الأمر مجرد مزاج سيئ؟

إذا كان ابنك يعاني من فترات طويلة من الانفعال أو تقلب المزاج، أو مشاعر اليأس، أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير اهتمامه سابقًا، فاستشيري طبيبك. أحيانًا، تكون هذه علامات على اضطراب مزاجي أكثر خطورة يُسمى الاكتئاب عند المراهق .
الاكتئاب أكثر بكثير من مجرد شعور بالحزن أو الإحباط. قد يؤدي إلى غضب مفرط، وانزعاج، ولامبالاة ، وحتى الانتحار . لذا، اطلبي المساعدة. وتحدثي إلى معالج أو مستشار نفسي مُدرّب، أو إلى مقدم الرعاية الصحية الأولية، الذي يمكنه مساعدة ابنك المراهق في التغلب على مشاعره وعلى استعادة الاستمتاع بحياته. إذا كانت لدى ابنك أفكار انتحارية، فتواصلي مع شخص قريب منك أو اتصل بالخط الساخن الوطني للوقاية من الانتحار في بلدك. .

كيف يمكن مساعدة ابنك للتغلب على مزاجه السيئ؟

كوني صديقة ابنك


المزاج السيئ لابنك لا يُفسد يومك فحسب، بل قد يُفسد حياتك أيضًا. إليك بعض النصائح للمراهقين المتقلبي المزاج:

  • علمي ابنك الشعور بالامتنان حتى لو تجاه شخص معين،. وأن يتوقف عن المشاعر السلبية بتذكر من يهتمّون به أو من أسدوا إليه معروفًا.
  • افعلي شيئًا لطيفًا. فكّري في شخص يمكنه مساعدته. من الصعب أن يكون مزاج ابنك سيئًا وأنت مشغولة في أمر آخر.
  • حضري موسيقى مبهجة، وشجعي ابنك على سماعها، شغّلي قرصك المدمج المفضل لابنك أو شغّلي موسيقاه المفضلة على هاتفك أو جهازك اللوحي، ودعي الموسيقى تُهدئه.
  • أدركي أنك لست وحدك. يمر كل مراهق تقريبًا بتقلبات مزاجية بدرجات متفاوتة. تحدثي مع ابنك وكأنك صديقته عن حالته المزاجية. قد يتفاجأ عندما يجد أن آخرين يمرون بنفس تقلباته المزاجية.
  • حاولي تحديد ما يُثير مزاجه إذا تمكنت من تحديده، هل هو شيء يمكنك التحكم به أو معالجته؟
  • تحدثي إلى شخص ما. إذا لم يكن صديق أو أحد الوالدين متاحًا فورًا، فغالبًا ما يكون المعلمون والمرشدون مستمعين جيدين. لا تكتمي مشاعرك بالخوف على ابنك، فقد تتفاقم بداخلك، مما يجعل المشاكل تبدو أسوأ بكثير مما هي عليه في الواقع.
  • مارسي مع ابنك بعض التمارين الرياضية . اخرجي معه إن أمكن. تمشَّي، أو اركبي دراجتك، أو العبي التنس، أو أي رياضة أخرى مفضلة، أو مارسي معه تمارين التنفس العميق، واستمتعا معاً بالهواء النقي.
  • اشرحي لابنك أهمية الحصول على ٨ ساعات ونصف إلى ٩ ساعات ونصف من النوم كل ليلة. الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وإن كان صعبًا أحيانًا، أمرٌ بالغ الأهمية. فالتعب قد يؤدي إلى الكآبة والانفعال، ويُضعف بشكل كبير قدرته على التأقلم مع تقلبات مزاجه.
  • كوني مرنة مع ابنك، وعلميه أن يخرج من داخله. لا تسخري منه إن بكى، أحيانًا البكاء العميق يُشعره بتحسن.
  • ابحثي مع ابنك عن متنفس. قد يساعدك إيجاد متنفس على التحكم بمزاج ابنك. قد يكون ذلك رياضة، أو فنًا، أو هواية جديدة، أو كتابة مذكرات. كما تتوفر تطبيقات تساعدك على تهدئة النفس.
  • ساعديه على إدراك أن التقلبات العاطفية جزء من الحياة. لا بأس أن يتقبل طفلك المشاعر السلبية فحسب بدلًا من محاولة تغييرها. يمكنك تشجيعه على ذلك بإخباره أنك تشعرين أحيانًا بالإحباط أيضًا.
  • يمكنك أيضًا مساعدة طفلك في العثور على أنشطة جديدة تُثير شغفه وتُساعده على وضع أهداف جديدة والتعرف على أصدقاء جدد. قد يكون ذلك تعلم آلة موسيقية جديدة أو الانضمام إلى مجموعة اجتماعية جديدة. بدلًا من اختيار هذه الأنشطة لطفلك، يمكنك استلهام أفكار من خلال الاستماع إليه وهو يتحدث عما يُحبه وما يكرهه.

المزاج السيئ يأتي ويذهب. لكن تذكري أنه إذا تكررت مشاعر الحزن أو الانفعال أو الملل أو اليأس لدى ابنك، ولم يستطع التخلص منها، فاطلبي المساعدة من متخصص. لا ينبغي أن تعاني من حالة قابلة للعلاج.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص