مهارات حياتية يجب أن يتعلمها كل طفل بعد سن السادسة/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1812259-%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83
درّبي طفلك على مهارات حياتية أساسية
من المعروف أن البيت هو المدرسة الأولى للطفل؛ ولأن الأم والأب يقومان بدَور كبير في رعاية وتربية الطفل، من أجل تجهيزه لكي يتعامل مع العالم الخارجي، فنتيجة لذلك تقع مسؤولية كبيرة على الأم أولاً؛ لأنها هي الشخص الذي سيكون قريباً من الطفل، سواء القرب الجسدي بعد الولادة أو القرب النفسي والعاطفي. ونتيجة لتأثُّر الطفل واحتكاكه بأمه؛ فهي يجب أن تكون القدوة الأولى؛ لكي يتعلم منها عن طريق التقليد وليس عن طريق الكلام والوعظ المباشر. هناك عدة مهارات أساسية حياتية يجب أن تحرص الأم على تدريب طفلها عليها؛ لأنه لن يتعلمها إلا من خلالها. ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية الأستاذة زينب عبدالوهاب؛ حيث أشارت إلى مهارات حياتية أساسية يجب أن يتعلمها كل طفل مثل إدارة المال وضبط مشاعره والتواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعره وغيرها في الآتي.
مهارة الاعتماد على النفس
اعلمي أنه من أهم المهارات الحياتية التي يجب أن تعلميها لطفلك وخصوصاً بعد سن الثانية، هي مهارة الاعتماد على النفس. ولذلك عليكِ أن تتبعي نصائح تُعلم طفلك الاعتماد على النفس، من خلال اختصاصية تربوية؛ لأنك سوف تسجلين كأم فاشلة بامتياز إذا استمر طفلك بالاعتماد عليكِ في الكثير من أموره مثل؛ ارتداء ملابسه وربط حذائه، وبعد أن يبلغ السابعة من عمره، سيظل معتمداً عليكِ في ترتيب سريره وتجهيز الحقيبة المدرسية؛ وهذه علامة فشل، فأنت لن تظلي طيلة حياة طفلك فوق رأسه، وسوف ينشأ طفلك اتكالياً طول حياته، وينعكس ذلك على أدائه وتفوقه في الحياة ونجاحه في عمله الوظيفي؛ لأنه سوف يستمر لكي يكون معتمداً على غيره في تسيير أموره الخاصة.
علّمي طفلك مهارة الاعتماد على النفس ودربيه عليها؛ لكيلا يسخر منه الآخرون؛ لأن الطفل قد يصل إلى مرحلة أن تؤدي بدلاً عنه أبسط أمور حياته، ولذلك لاحظي تطوّر ومراحل نموّ طفلك. وبناءً عليها علّميه أن يعتمد على نفسه، فحين يصبح طفلك أكثر طولاً، قومي بتعليمه طريقة ترتيب أرفف ملابسه في خزانته مثلاً، وعوّديه أن يعيد طبقه إلى المطبخ ويضعه في حوض غسيل الأطباق، حين يصبح قادراً على حمله دون كسره، بمعنى أنه قد أصبح يستطيع أن يُحافظ على توازنه.
مهارة إدارة المال
تعليم الطفل الادخار
عوّدي طفلك ومنذ سن مبكرة على مهارة إدراة المال من حيث الإنفاق والادخار؛ لأن الطفل يجب أن يتعلم أن المال لا نحصل عليه بسهولة، ولذلك يجب عدم إنفاقه كذلك بسهولة ومن دون تخطيط. ويجب أن يعرف أن إهدار المال من علامات الفشل في الحياة، سواء على صعيد أفراد العائلة، مثل أن تكون الأم مبذرة ومسرفة، أو حتى على صعيد الشعوب والحكومات التي لا تؤمّن قُوتاً ومؤنة لوقت الأزمات. ويجب أن تكون تعاليم الإسلام هي المعلم الأول لنا، وأن نذكّر الطفل دائماً بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على عدم الإسراف، ليس في مالنا فقط، ولكن في استهلاك الماء وعدم رمي وتبذير الطعام.
عوّدي طفلك منذ سن صغيرة، ومن طرق تعليم الأطفال الادخار أن تكون له حصالة خاصة وصغيرة زاهية اللون وجميلة الشكل، فيضع بها قطعاً نقدية صغيرة من تلك القطع التي يحصل عليها كعيدية مثلاً أو هدية من الكبار مثل الجدين، وقومي بجمع هذه الأموال على تواضعها وفاجئي طفلكِ بأنك تمكّنتِ من شراء شيء طلبه الطفل منك؛ لكي يشعر بأن القرش مع القرش سيحقق ثروة، ويجب ألّا يستهين بأيّ مبلغ مهما كان صغيراً؛ لأن هذا المبلغ سوف يكبر ويستفيد منه ذات حاجة وبطريقةٍ ما.
مهارة الدفاع عن النفس
طفل قوي الشخصية
اعلمي أن تدريب وتعليم الطفل على مهارة الدفاع عن النفس يعد من المهارات الهامة التي يجب أن يمتلكها الطفل؛ لأن الطفل يجب أن يعرف أن من حقه أن يدافع عن جسمه وكرامته معاً؛ لكيلا يتعرض للأذى المعنوي أو الجسدي بأيّة صورة أو طريقة، وعلميه أن هناك حدوداً للتعامل مع الاشخاص و الأطفال الآخرين الذين سوف يلتقي بهم سواء في المدرسة أو في الشارع أو في الأماكن العامة مثل رفاق النادي الرياضي، فمثلاً علميه أنه لا يجوز أن يلمسه أيّ طفل تحت أيّ مسمى أو سبب، مثل أن يجذبه ويشده من ملابسه، أو أن يقوم هذا الشخص ضربه حتى ولو على سبيل الضحك والمزاح؛ لكي يتعلم الطفل أن يضع حدوداً لنفسه وألا يسمح للآخرين بتجاوزها على الإطلاق.
دربي طفلك أن يدافع عن نفسه، ويجب أن تتساءلي كيف أحفز ابني ليدافع عن نفسه وأجعله شجاعاً واثقاً؟ لأن ذلك لن يكون عن طريق الضرب إذا ما تعرض له أو رد الإهانة بإهانة، ولكن يمكن أن يفعل ذلك عن طريق لغة جسده في بداية الموقف مثل أن يقول للشخص الذي يحاول أن يعتدي عليه عبارة قاطعة وحاسمة: أنا لن أسمح لك بكذا، وفي هذه الحالة سوف تؤثر لغة جسده على الشخص الذي أمامه. وفي حال استمرار وإصرار الطرف الآخر في محاولة التعرُّض له والاعتداء عليه، فيجب أن يُبلغ الكبار، سواء كانوا الوالدين أو المعلمة في المدرسة. ومن الضروري أن يتعلم الطفل رياضة مناسبة للدفاع عن نفسه، ولكنه يجب ألا يستخدمها إلا في أقسى الظروف.
مهارة ضبط مشاعره
طفل عصبي
خصصي مساحة واسعة لطفلك؛ لكي يعبّر من خلالها عن مشاعره، ولا تسخري من مشاعره تحت أيّ ظرف، ولا تستخفّي بها؛ بل تفرّغي له وكوني آذاناً صاغية، وامنحيه الفرصة لكي يتكلم بكلّ ما يشعر به؛ لأن الطفل إذا لم يستطع التعبير عن مشاعره أمام الأم؛ فسوف ينشأ طفلاً حزيناً ومكبوتاً غيرَ قادر على التعبير حتى عن نفسه؛ مما يؤثر على تكوين شخصيته وثقته بنفسه ومستوى تقديره لذاته؛ لأنه سوف يشعر دائما بأن الطرف الآخر يستهين به ويستخف بقيمته وكيانه.
تحدثي مع طفلك بهدوء في حال كان يبكي، أو في حال كان يبدو حزيناً، أو غاضباً وعصبياً، وكذلك يجب أن تعلّميه طريقة صحيحة ومهذبة ومرتبة في التعبير عن مشاعره، واستخدمي خطوات لتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بصراحة، مثل: أن تجلسي في مستوى طوله وقبالته وتنظري في وجهه مباشرة، وتتحدثي معه بصوت هامس وبكل حنان، وتربّتي على رأسه وشعره لكي يشعر بالأمان، وهكذا سوف يبدأ في الحديث والبوح لك عما بداخله.
مهارة التواصل مع الآخرين
علّمي طفلك واشرحي له بكل وضوح أنه لا يستطيع أن يعيش وحيداً في هذه الحياة التي يكتشفها الطفل باستغراب وترقب، ولذلك تقع عليكِ مسؤولية تعليم الطفل؛ مهارات التواصل مع المجتمع، والتي يكون من أهم مبادئها: احترامه وتقديره للطرف الآخر؛ لأن الاحترام هو الطريق الوحيد الذي سوف يساعد الإنسان؛ لكي يتواصل مع المجتمع من حوله؛ فعليه أن يعرض وجهة نظره، وفي نفس الوقت يستطيع أن يصل إلى هدفه، ويسير نظام حياته بنجاح، ويكون إنساناً موفقاً في كل أموره.
حاولي أن تُخرجي طفلك من أن يكون منطوياً أو خجولاً، ويجب أن تحثيه على الخروج من البيت في سن مبكرة، وعوّديه على الاتصال والتواصل مع الناس، سواء كانوا رجالاً أو نساء، وسواء كانوا كباراً أو صغاراً. وعلّميه طريقة وخطوات استقبال الضيوف والترحيب بقدومهم واحترام كبار السن من العائلة والمعارف وتقديرهم ورعايتهم؛ إضافة لتعويده على الإحسان إلى الأطفال الأصغر منه سناً، والتعامل برفق مع الفقراء والمعوزين حوله وعدم السخرية على الإطلاق منهم.