منذ دخول فصل الصيف تشهد عدة دول في جنوب شرق أوروبا، وفي مقدمتها اليونان، موجة حر شديدة ناجمة عن تيارات هوائية ساخنة قادمة من الجنوب، وسط تحذيرات من تداعيات صحية محتملة خاصة على الفئات الهشة. وفي اليونان، قالت هيئة الأرصاد الجوية في بيان لها، إن درجات الحرارة مرشحة لتجاوز 42 درجة مئوية خلال الأيام القليلة المقبلة، خصوصا في المناطق الداخلية والمنخفضة من وسط البلاد.
درجات الحرارة في أوروبا
سجلت أجهزة الرصد الحراري في أثينا 37 درجة مئوية، مع توقعات ببلوغ الذروة يومي الثلاثاء والأربعاء، قبل أن تنخفض تدريجياً إلى حوالي 35 درجة مئوية بنهاية الأسبوع. ويتوقع الخبراء أن يكون الطقس أكثر اعتدالًا في الجزر والمناطق الساحلية، حيث يساهم نسيم البحر في خفض الحرارة ما بين ثلاث وخمس درجات مقارنة بالمراكز الحضرية في البر الرئيسي.
وتأتي هذه الموجة في ظل سلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة التي تشهدها دول جنوب أوروبا، حيث باتت موجات الحر أكثر حدة وتكراراً خلال السنوات الأخيرة، نتيجة التغيرات المناخية العالمية وارتفاع متوسط درجات الحرارة.
في سياق منفصل: 5 من أجمل مسارات المشي في قارة أوروبا.. تعرفوا إليها
وكانت اليونان قد شهدت في صيف العام الماضي موجات حر قياسية، تسببت في اندلاع حرائق غابات واسعة، وضغوط متزايدة على البنية التحتية الصحية والكهربائية، ما دفع السلطات إلى تعزيز خطط الطوارئ الوطنية لمواجهة آثار الحرارة المرتفعة.
ويحذر خبراء المناخ من أن استمرار مثل هذه الظواهر قد يؤدي إلى تدهور جودة الهواء، وزيادة معدلات الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة، لاسيما لدى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، فضلاً عن ارتفاع مخاطر اندلاع حرائق الغابات في المناطق الريفية والجبلية.
وتأتي موجة الحر عقب سلسلة من المستويات القياسية للحرارة الشديدة، بما في ذلك في شهر مارس (آذار) الذي كان الأكثر حراً في أوروبا على الإطلاق، وفقاً لمرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي.ووفقاً لبعض التقديرات، شهد عام 2024، وهو العام الأكثر حراً في التاريخ المسجل حتى الآن، كوارث عالمية بلغت كلفتها أكثر من 300 مليار دولار.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على إكس