mena-gmtdmp

في اليوم العالمي للدراجة الهوائية 2025.. دعوة لاكتشاف متعة السفر في أوروبا على عجلتين

دراجة تستند على سور بالحديقة
دمج ركوب الدراجات في أنظمة النقل العام لتحقيق التنمية المستدامة

في ظل العمل على نشر الوعي بفوائد ركوب الدراجات، وحثّ الناس على استخدامها كوسيلة نقل تُمكّنهم من العيش بأسلوب حياة مستدام، وبغرض تلبية احتياجات المشاة في ركوب الدراجات، كونها جزءاً أساسياً من حلول التنقل؛ لمساعدة المدن على فصل النمو السكاني عن زيادة الانبعاثات، يحتفل العالم اليوم 3 يونيو باليوم العالمي للدراجة الهوائية.

 الدراجات الهوائية ودورها في التنمية يتحول لاحتفالية عالمية

بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، أنشأت الأمم المتحدة اليوم العالمي للدراجة الهوائية لأسبابٍ عديدة. فعلى الرغم من بساطة الدراجة، فإن تأثيرها على المجتمع يُحدث تحولاً جذرياً، حتى أفقر الناس يحصلون على وسائل نقل أساسية باستخدامها. ولذلك إدراكاً منها لتميز الدراجة وطول عمرها وتعدد استخداماتها، ونظراً لجذورها الممتدة بعمق الزمن والتي تزيد على قرنين من الزمان، ولكونها وسيلة نقل مستدامة بسيطة، وبأسعار معقولة، وموثوقة، ونظيفة، وصديقة للبيئة، تُعزز الإدارة البيئية والصحة؛ قررت الجمعية العامة إعلان يوم 3 يونيو يوماً عالمياً للدراجة.
بدأت الحكاية عندما أطلق البروفيسور ليزيك سيبيلسكي، المقيم في الولايات المتحدة، حملةً شعبيةً مع طلابه في علم الاجتماع للترويج لقرارٍ للأمم المتحدة بتخصيص يوم لمناصرة الدراجة البسيطة والاحتفال بها في جميع أنحاء العالم. في عام 2015، كرّس سيبيلسكي نفسه لمشروع أكاديمي، لاستكشاف الدراجات الهوائية ودورها في التنمية. وانطلق مشروعه إلى حركة ضخمة مدعومة بمبادرة "التنقل المستدام للجميع"، وأسفرت في نهاية المطاف عن إقرار اليوم العالمي للدراجات الهوائية، والذي تمت الموافقة عليه من قِبل الأمم المتحدة للترويج لركوب الدراجات الهوائية. خلال العام 2018، اعتمدت جميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والبالغ عددها 193 دولة، بالإجماع قرار إعلان يوم 3 يونيو اليوم العالمي للدراجة الهوائية. وقد حظي القرار بدعم كبير من تركمانستان، وشاركت في رعايته حوالي 56 دولة.
في 15 مارس 2022، اعتمدت الجمعية العامة قراراً بشأن دمج ركوب الدراجات في أنظمة النقل العام لتحقيق التنمية المستدامة. وأكد القرار أن الدراجة وسيلة نقل مستدامة، وتحمل رسالة إيجابية لتعزيز الاستهلاك والإنتاج المستداميْن، ولها تأثير إيجابي على المناخ.
ومنذ اللحظة الأولى، فقد رحبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرات تنظيم جولات بالدراجات الهوائية على المستويين الوطني والمحلي، كوسيلة لتعزيز الصحة البدنية والعقلية والرفاهية، وتنمية ثقافة ركوب الدراجات في المجتمع، وقد شجّعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجهات المعنية على التركيز على استخدام الدراجات الهوائية، وتعزيزها كوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة، وتعزيز التعليم، بما في ذلك التربية البدنية، للأطفال والشباب، والنهوض بالصحة، والوقاية من الأمراض، وتعزيز التسامح والتفاهم والاحترام، وتسهيل الاندماج الاجتماعي وثقافة السلام.
قد ترغبين في التعرف إلى: في اليوم العالمي للدراجة الهوائية: فوائدها وأضرارها على الأطفال

لماذا نحتفل بالدراجة؟

يُسلّط اليوم العالمي للدراجة الهوائية الضوء على فوائد استخدام الدراجة، فهي وسيلة نقل مستدامة بسيطة، تُعزز النمو الاقتصادي، وبأسعار معقولة، ونظيفة، وصديقة للبيئة. تُسهم الدراجة في توفير هواء أنظف وتقليل الازدحام، وتُعزز مكافحة تغير المناخ، والذي يُعد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يُعد ركوب الدراجات وسيلة لتحقيق قدر أكبر من العدالة الصحية، إذ يتيح لأفقر شرائح المجتمع الحضري، الذين غالباً ما يعجزون عن تحمل تكاليف امتلاك المركبات الخاصة، فرصة الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وسائر الخدمات الاجتماعية، مما يُسهم في دعم الفئات الأكثر ضعفاً.
وبحسب منظمة الصحة العالمية who.int، فللنشاط البدني المنتظم متوسط الشدة -كالمشي أو ركوب الدراجات أو ممارسة الرياضة- فوائد صحية جمة. ففي جميع الأعمار، تفوق فوائد النشاط البدني الضرر المحتمل، كالحوادث مثلاً، كما يمكن للمشي وركوب الدراجات أن يوفرا وسيلة نقل، مع الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطان والسكري، بل وحتى الوفاة. وبناءً على ذلك، فإن تحسين النقل النشط ليس صحياً فحسب، بل هو أيضاً عادل وفعّال من حيث التكلفة.

رحلة عبر أوروبا على عجلتين

وفقاً للموقع الرسمي للمركز الإقليمي للمعلومات لغرب أوروبا unric.org، يحتفل العالم هذا العام 2025 باليوم العالمي للدراجة الهوائية تحت شعار :"رحلة عبر أوروبا على عجلتين"، فلطالما كانت أوروبا رائدة عالمياً في ابتكارات ركوب الدراجات والبنية التحتية اللازمة لها. تشتهر مدن مثل كوبنهاغن وأمستردام وستراسبورغ وأنتويرب بتصميماتها الملائمة لركوب الدراجات، والعديد من المدن الأخرى تحذو حذوها، وبحسب الدراسات، فسياحة ركوب الدراجات تبدو في ازدياد مذهل، ففي جميع أنحاء أوروبا، يكتشف الآلاف متعة السفر بالدراجات لمسافات طويلة، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى مبادرة EuroVelo، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لراكبي الدراجات (ECF)، والتي توفر مسارات للدراجات في جميع أنحاء القارة.
وكان الاتحاد الأوروبي للدراجات (ECF)، وهو اتحاد جامع لمنظمات ركوب الدراجات الوطنية ومقره بروكسل، قد أنشا شبكة EuroVelo كشبكة من مسارات ركوب الدراجات المترابطة التي تعبر القارة بأكملها. واحتفالاً باليوم العالمي للدراجات 2025، نُسلّط الضوء على EuroVelo، بوابتك للسفر في أوروبا بالدراجة.
(يوروفيلو هي شبكة من مسارات الدراجات لمسافات طويلة تمتد عبر القارة الأوروبية. مع أكثر من 90,000 كيلومتر من المسارات المخطط لها، منها أكثر من 45,000 كيلومتر مُطورة بالفعل على طول مسارات مخصصة للدراجات وطرق منخفضة الحركة، كما تضم الشبكة 17 مساراً مُخصصاً، لكل منها طابعه الخاص، من مسار ساحل المحيط الأطلسي "يوروفيلو 1" إلى مسار الستار الحديدي التاريخي "يوروفيلو 13"، ومسار الأنهار الخلاب "يوروفيلو 6").
ويمكنك من الرابط التالي التعرف إلى: أكثر الدول استخداماً للدراجة الهوائية