طبياً تزداد درجة حرارة جسم الحامل بشكل طبيعي أثناء فترة الحمل؛ نظراً للتغيّرات الهرمونية التي تحدث. وتأتي حرارة الصيف لتَزيد من نسبتها؛ فتؤدي إلى تعرُّق زائدٍ للحامل وتعب وإجهاد وشعور بالدوخة؛ إضافةً إلى تأثيرها المباشر على صحتها وأعصابها وطريقة الولادة ونموّ الجنين.
وفي لقاء خاص لـ«سيّدتي» يشرح الدكتور محمود السكري، أستاذ طب النساء والولادة، مخاطر ارتفاع حرارة الصيف على الحامل والجنين؛ موضحاً سبل الوقاية، وشارحاً لعشرات النصائح، على الحامل السير عليها.
مخاطر ارتفاع درجة حرارة الجسم على الحامل:
حرارة الصيف المرتفعة تتسبب في زيادة خطر تعرُّض الحامل والجنين للمضاعفات الصحية، مثل ارتفاع درجة حرارة جسم الأم؛ مما يَزيد من خطر: الإجهاض، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن الجنين عند الولادة. كما يَزيد من إصابة الحامل بـ: الجفاف، والسكتة الدماغية الحرارية، وتسمم الحمل، وارتفاع ضغط الدم للحامل. وإليكم بعض النماذج:
الجفاف: حيث يؤدي التعرُّض للحرارة الشديدة إلى فقدان السوائل من الجسم؛ مما يسبب الجفاف للحامل، والذي قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
السكتة الدماغية الحرارية: النساء الحوامل أكثر عُرضة للإصابة بالسكتة الدماغية الحرارية، وهي حالة طبية خطيرة ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.
الإجهاد الحراري: قد تعاني الحامل من الإجهاد الحراري، الذي يظهر على شكل: إعياء، ودُوار، وصداع، وغثيان، وتشنجات. وهو ما يستدعي التدخل الطبي.
تسمم الحمل: قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تفاقُم حالة تسمم الحمل، وهي حالة خطيرة تتسم بارتفاع ضغط الدم وتلف الأعضاء.
زيادة خطر الإجهاض والولادة المبكرة: أظهرت الدراسات أن التعرُّض للحرارة الشديدة، يَزيد من خطر الإجهاض؛ خاصة في الأشهر الأولى من الحمل، بالإضافة إلى زيادة خطر الولادة المبكرة.
تشوُّهات خِلقية: قد يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى زيادة خطر تشوُّهات الأعصاب والجهاز العصبي للجنين.
انخفاض وزن الجنين عند الولادة: قد يؤدي التعرُّض للحرارة الشديدة، إلى انخفاض وزن الجنين عند الولادة؛ مما يعرّضه لمشاكل صحية.
نصائح للحوامل لتجنُّب مخاطر الحرارة:
- تجنُّب التعرُّض المباشر لأشعة الشمس: بتجنب الخروج في أوقات الذروة، وارتداء ملابس فضفاضة وقطنية، واستخدام واقي الشمس.
- البقاء رطبة: عن طريق شرب كميات كافية من الماء والسوائل؛ للحفاظ على رطوبة الجسم وتجنُّب الجفاف.
- تجنُّب المجهود الزائد: يُنصح بتجنب الأنشطة البدنية الشاقة التي تَزيد من حرارة الجسم، وأخذ قسط من الراحة والاسترخاء.
- يفضّل قضاء معظم الوقت في أماكن مكيفة، وتجنب الأماكن الحارة والرطبة.
- مراقبة درجة حرارة الجسم: في حال ارتفاع درجة حرارته، و استشارة الطبيب على الفور.
- استخدام كمادات الماء البارد على الرقبة والجبهة لتخفيف حرارة الجسم.
- مراجعة واستشارة الطبيب بشكل دوري؛ خاصة إذا كانت الحامل تعاني من أيّة أعراض غير طبيعية.
ماذا تفعل الحامل في الصيف؟
- تساعد السباحة خلال الصيف على تبريد حرارة جسم الحامل، إلى جانب تجنُّب زيادة الوزن طوال فترة الحمل.
- ارتداء أقمشة تساعد على تبريد الجسم وامتصاص العرق، كما يجب أن تكون الملابس فضفاضة؛ حتى لا تسبب طفحاً جلدياً أو ضغطاً على البطن والصدر.
- الاعتماد على تناوُل العصائر للتغلُّب على حرارة الجوّ، وحمل زجاجة مياه باردة سواء في العمل أو الشارع أو المنزل؛ لترطيب الجسم باستمرار.
- تجنب الحرارة والجفاف طوال فترة الحمل: بالابتعاد عن ممارسة الرياضة في ساعات النهار خلال موسم الصيف، واستشارة الطبيب المختص حول الرياضة المناسبة في الحمل.
- الابتعاد عن التعرُّض للشمس بشكل مباشر من دون وضع كريم واقٍ؛ نظرا لأن بشرة الحوامل أكثر عُرضة للإصابة بالحروق والطفح الجلدي، الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
- بقاء الحوامل في المنزل قدر الإمكان؛ لتجنب التعرُّض للإغماء والإجهاد والعطش الزائد، وذلك في حال ارتفاع درجة حرارة الطقس.
- الاعتماد على تناوُل الخضروات والفواكه الطازجة؛ لاحتوائها على نسبة عالية من العناصر الغذائية، والمياه التي تساعد على ترطيب الجسم.
- الحرص على النوم الكافي طوال الليل لمدة 8 ساعات في غرفة باردة، مع ارتداء ملابس قطنية خفيفة.
- ابتعدي تماماً عن أماكن المدخنين؛ حتى لا تزداد درجة حرارة الجسم؛ فتحدث مشكلات صحية للحامل، وزيادة فرص إصابة الجنين بالتشوُّهات الخِلقية.
خطورة الحرارة المرتفعة على الحمل والجنين معاً
ارتفاع درجة حرارة الحامل تؤدي إلى حدوث تشوُّهات خِلقية معيّنة للجنين، بما في ذلك: مشاكل في القلب، أو عيوب جدار البطن ،ومشاكل في تطوُّر النظام العصبي للجنين.
وقد يحدث ارتفاع درجة الحرارة بجسم الحامل من دون أن تشعر، بسبب المشي لمسافات طويلة، أو قيامها بالأعمال المنزلية، وغيرها من الأنشطة.
وهذا بطبيعة الحال يعرّضها للجفاف، وقد يصل الجفاف بها إلى حد إصابتها بالسكتة الدماغية، أو الولادة المبكرة أو الإجهاض.
نظام غذائي خاص للحامل في فصل الصيف للحماية من الجفاف هل تعرفين تفاصيله؟
توصيات للحامل للوقاية من الحر
- لا بد من الاحتفاظ بحرارة الجسم الطبيعية؛ خاصة في الثلث الأول من الحمل، وتجنُّب التعرُّض لأشعة الشمس المباشرة، والحرص على أن تكون جميع ملابس حملك من القطن، مع تجنُّب ارتداء الأقمشة الصناعية لأنها ترفع حرارة الجسم.
- النعناع هو الحل الأمثل للحامل في الصيف، وعليها أن تتناوله وتشربه، وتستنشقه أيضاً؛ لأنه يساعد في الحفاظ على الجسم بارداً. والشاي أيضاً، ويعَد طريقة جيدة للحفاظ على الجسم رطباً؛ لأنه يساعد في الحفاظ على حرارة الجسم، بجانب أخذ حمام بارد مع وضع مكعبات الثلج بماء الاستحمام.
- انتبهي: حرارة الجسم العالية قد تؤدي إلى حدوث تشوُّهات خِلقية في الأجنّة؛ خاصة في الثلث الأول من الحمل. لهذا هناك ضرورة في تجنُّب الساونا والحمامات الساخنة.
تناوُل الموز يفك تقلص العضلات
- لا تقومي بوضع الحواسيب المحمولة على البطن، وابتعدي عن التمارين الرياضية شديدة القوة، التي ترفع درجة حرارة الجسم بصورة خطرة.
- تجنّبي وضع الملابس على الطفح؛ نظراً لأن ارتفاع درجة حرارة الجسم يؤدي إلى ظهور طفح جلدي، وعليك استخدام العلاجات الطبيعية لتخفيف الأعراض.
- إذا لم يحصل الجسم على الكمية التي تكفيه من الماء، من الممكن أن يحدث للحامل جفاف، وأعراضه: العطش، والفم الجاف، واحمرار الشفاه والقشعريرة.
- عليكِ أن تحاولي تبريد جسمكِ، بشرب الماء والمشروبات الباردة، وتناوُل الموز؛ فهناك حالات أكثر خطورة، عندما تبدأ العضلات في التقلُّص.
- احصلي على راحتكِ في الأماكن الباردة نسبياً أو المكيفة، إذا تعدت درجة الحرارة 30 درجة مئوية، مع القيام بتمارين رياضية ناعمة، ومنها المشي في الصباح أو المساء.
- اختاري الملابس الداخلية قطنيةً بيضاء لا ألوان فيها؛ لأن الألوان قد تسبب مشكلات جلدية بسبب العرق الذي قد يتفاعل مع هذه الألوان.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
