mena-gmtdmp

اليوم العالمي لالتهاب الكبد: الوقاية ممكنة كما العلاج

الكبد عضو أساسي في جسم الإنسان
الكبد عضو أساسي في جسم الإنسان

يحتفل العالم في 28 يوليو من كل عام باليوم العالمي لالتهاب الكبد، وهو يوم مخصص لرفع الوعي حول هذا المرض الصامت الذي يصيب الملايين حول العالم، ويؤدي إلى أكثر من مليون حالة وفاة سنوياً.
و جاء شعار هذا العام "حان وقت العمل" (It’s time to act)، وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية وتحالف التهاب الكبد العالمي حملات موسعة لحث الحكومات والمجتمعات على اتخاذ خطوات عاجلة تجاه الوقاية والعلاج.

ما هو التهاب الكبد؟

يمثل التهاب الكبد بنوعيه B وC تهديداً حقيقياً، إذ غالباً ما لا تظهر أعراضه إلا في مراحل متأخرة حين يكون الكبد قد تضرر بشدة. ووفقاً لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، تحدث نحو 80 ألف إصابة جديدة بالتهاب الكبد B وC كل عام في الأميركيتين، من دون أن يتم تشخيص معظمها. والنتيجة أكثر من 100 ألف وفاة سنوياً في هذه المنطقة وحدها.

علامات التهاب الكبد

يمكن أن يكون التهاب الكبد خفيّاً في بدايته، بحسب خبراء Cleveland clinic.، فقد لا تلاحظين تغييرات واضحة في الجسم فورية. لكن عند ظهور الأعراض، قد تشمل ما يلي:

  • الإسهال.
  • التعب العام.
  • الشعور بالضعف أو بعدم الارتياح العام.
  • الحمى (خاصة في حالات العدوى الفيروسية).
  • الغثيان أو فقدان الشهية.
  • ألم في الجانب الأيمن من الجزء العلوي للبطن.


وفي حالة التهاب الكبد المزمن، الذي يسبب ضرراً أعمق للكبد، قد تظهر أعراض إضافية تشمل:

  • التشوش أو ضعف التركيز أو النعاس.
  • بول داكن وبراز فاتح اللون.
  • حكة شديدة في الجلد.
  • اصفرار الجلد أو اصفرار بياض العينين.

أسباب الإصابة بالتهاب الكبد

يمكن أن يصاب الإنسان بالتهاب الكبد نتيجة عدة أسباب، وأكثرها شيوعاً هو العدوى الفيروسية، لكن توجد أسباب أخرى مثل:

  • أمراض صحية تؤثر سلباً على الكبد.
  • التعرّض للسموم.
  • بعض الأدوية والعقاقير الكيميائية.

كيف ينتقل التهاب الكبد الفيروسي؟

تختلف طرق انتقال الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد حسب نوعها، ومن أبرز وسائل الانتقال:

السوائل الجسدية

يمكن أن ينتقل فيروس التهاب الكبد B عبر اللعاب، والسائل المنوي، وسوائل المنطقة النسائية. لذلك، تحدث العدوى من خلال الاتصال الحميم مع شخص مصاب. يمكن أن تنتقل العدوى المزمنة من الأم إلى طفلها أثناء الولادة.

الدم الملوث

يمكن أن تنتقل فيروسات B وC وD من خلال ملامسة دم ملوث، لذلك يجب التأكد من تعقيم أي أدوات شخصية وعدم مشاركتها مع آخرين.

التسمم الغذائي

يمكن الإصابة بالتهاب الكبد A أو E عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة بالفيروس.

هل تتوافر علاجات لالتهاب الكبد؟

حماية الكبد من الأمراض ممكنة


لعل الخبر الإيجابي هو أن العلاجات الفعّالة متوافرة. يمكن الشفاء التام من التهاب الكبد C باستخدام أدوية آمنة عن طريق الفم، في حين يمكن السيطرة على التهاب الكبد B بشكل فعّال. كما توجد لقاحات فعالة لالتهاب الكبد A وB، بما في ذلك لقاح لحديثي الولادة يمكن أن يمنع 95% من الإصابات.
ورغم ذلك، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 80% من المصابين لا يعلمون بإصابتهم. وتعتبر هذه النسبة المقلقة واحدة من أبرز التحديات أمام جهود المكافحة.

تحديات كبرى أمام جهود مكافحة التهاب الكبد

تتمثل أبرز العوائق التي تحدّ من السيطرة على مرض التهاب الكبد، حسبما ذكرتها منظمة الصحة العالمية في:

  • قلة الوعي.
  • انتشار الخرافات.
  • وصمة العار التي تحيط بالمصابين.

هذه الحواجز النفسية والاجتماعية تمنع الناس من اللجوء للفحص أو العلاج، وتؤدي إلى إهمال صنّاع القرار لهذه القضية.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن شخصاً واحداً يموت كل 30 ثانية بسبب مرض متعلق بالتهاب الكبد، رغم توافر أدوات الوقاية والفحص والعلاج.

أهداف عالمية بحلول 2030

تسعى منظمة الصحة العالمية إلى القضاء على التهاب الكبد كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030، من خلال تحقيق الأهداف التالية:

  • خفض الإصابات الجديدة بالتهاب الكبد B وC بنسبة 90%.
  • خفض الوفيات المرتبطة بهما بنسبة 65%.
  • تشخيص 90% من المصابين.
  • علاج 80% من المؤهلين للعلاج.

دور المجتمع في خفض فرص الإصابة بالتهاب الكبد

في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي، شدد المدير التنفيذي لتحالف التهاب الكبد العالمي، تشارلز غور، على أن المجتمع لم يعد يستطع الانتظار أكثر. وأضاف: "300 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد المزمن من دون علمهم. الوقاية والتشخيص والعلاج موجودون، لكن الإرادة السياسية غير موجودة."
كما أشار إلى أن أكثر من 36 دولة في إفريقيا لا توفر جرعة لقاح التهاب الكبد B عند الولادة، رغم ثبوت فعاليتها. وانتقد قلة الإقبال الحكومي على شراء الأدوية المتوافرة بأسعار مناسبة. وأشار "غور" إلى تجربة مصر في مكافحة التهاب الكبد C كنموذج عالمي، حيث دمجت الدولة بين الفحص الشامل والعلاج المجاني، ما أدى إلى انخفاض كبير في نسب الإصابة.

هل يصيب التهاب الكبد الأطفال؟

الإجابة هي نعم، ويجب أن يحصل الأطفال على الرعاية مبكراً، ليس بعد الولادة بينما في جميع المراحل. قامت منظمة الصحة العالمية بإطلاق استثمارات في لقاح التهاب الكبد عند الولادة، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وهو ما يمثل بارقة أمل لحماية الأجيال الجديدة.
في هذا اليوم، تدعو المنظمات العالمية جميع الأطراف إلى العمل المشترك على توعية، فحص، علاج، ودعم نفسي واجتماعي للمصابين. إن القضاء على التهاب الكبد ليس حلماً، بل هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه إذا توافر الالتزام.

 

* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.