في قلب العاصمة البلغارية صوفيا، تنتظركِ تجربة تجمع بين هدوء الحدائق الواسعة وغنى المتاحف التي تروي حكايات الماضي وروعة الفنون المعاصرة وفضاءات ترفيهية تعليمية تناسب جميع أفراد الأسرة. هل تخيلتِ يوماً أن تتنزهي في حديقة تزدان بألوان الزهور والتماثيل الفنية، حيث يمكن لأطفالك اللعب بفرح وأنت تستمتعين بفنجان قهوة في مقهى هادئ؟ وهل ترغبين في اكتشاف أسرار تاريخ المدينة العريق من خلال جولة في متحف داخل مبنى يحمل عبق الماضي؟ ماذا عن التجول بين أروقة مجمع أثري روماني يكشف عن قصة المدينة عبر القرون؟ ولم لا تزوري القصر الملكي لتنعمي بلحظات من الغوص في التراث الثقافي والبيئة الملكية أو تشاهدي مراسم تبديل الحرس التي تجمع بين الأناقة والبروتوكول الوطني؟ وإذا كنتِ من عاشقات الفن، فصالة صوفيا للفنون تقدم لكِ معرضًا يعكس أحدث الاتجاهات الفنية في أجواء مريحة ومبدعة. أما إذا كنتِ أمًا فمتحف موزيكو العلمي يعد وجهة مثالية لأطفالك، حيث يتعلمون ويلعبون في آنٍ واحد أو يمكنكم قضاء يوم مميز في حديقة حيوانات صوفيا التي تسرّهم وتبهجهم مع فرصة للراحة لكِ في المقاهي المنتشرة. هل أنتِ مستعدة لاستكشاف هذا المزيج من الطبيعة، التاريخ، الفن والتسلية في قلب صوفيا؟
الاسترخاء في حديقة بوريسوفا غرادينا
تقع حديقة بوريسوفا غرادينا جنوب شرق مركز مدينة صوفيا وتعتبر من أجمل الحدائق وأكثرها جاذبية، حيث تتزين بالتماثيل وأحواض الزهور المتنوعة، مما يجعلها المكان المثالي للتنزه والاسترخاء بهدوء بعيدًا عن ضجيج عاصمة بلغاريا. هذه الحديقة الواسعة تضم استاد فاسيل ليفسكي واستاد سي إس كيه إيه، إضافة إلى عدد من المقاهي الرائعة وأماكن مخصصة للأطفال للعب والاستمتاع.
جولة داخل متحف تاريخ صوفيا
يقع متحف تاريخ صوفيا في مبنى رائع كان فيما مضى حمّامًا معدنيًا تركيًا. يمتد المتحف على طابقين ويعرض تاريخ المدينة من خلال ثماني قاعات منظمة حسب الموضوعات. من أكثر القاعات إثارة للاهتمام تلك التي تسلط الضوء على العائلات الملكية البلغارية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، إضافة إلى الاكتشافات الأثرية الحديثة التي عُثر عليها في أنحاء المدينة. وتُعرض المعلومات بلغات متعددة، منها الإنجليزية، مما يجعل التجربة أكثر سهولة ومتعة. أما المبنى نفسه، الذي اكتمل بناؤه عام 1913، فيتميز بواجهته المخططة الأنيقة وزخارفه الخزفية والتي تستحضر طراز الكنائس القديمة في مدينة نيسبار الساحلية على البحر الأسود. زيارة هذا المكان ليست فقط تجربة ثقافية، بل لحظة تأمل في جمال العمارة وتاريخ النساء والرجال الذين صنعوا ملامح صوفيا.
اكتشاف مجمع سيرديكا الأثري
في قلب العاصمة وتحديدًا فوق محطة مترو سيرديكا، يقع هذا الموقع الأثري، الذي يجمع بين الحداثة والتاريخ في تناغم. يُعرف بمجمع سيرديكا الأثري ويعرض بقايا المدينة الرومانية القديمة سيرديكا، التي كانت تحتل هذا الموقع قبل قرون طويلة. كُشف عن هذه الآثار ما بين عامي 2010 و2012 خلال أعمال إنشاء المترو، لتُعيد فتح نافذة واسعة على الماضي. يمكن للزائرات التجوّل بين بقايا ثماني طرق رومانية وحمّامات ومنازل تعود إلى القرنين الرابع والسادس الميلادي. المنطقة مزودة بلافتات توضيحية باللغة الإنجليزية، مما يسهل على الزائرات الاستمتاع بالتفاصيل الغنية للموقع والتعرّف على جانب مهم من تاريخ صوفيا الروماني بطريقة أنيقة وهادئة.
زيارة القصر الملكي
يحتضن القصر الملكي المتحف الإثنوغرافي، حيث يمكن للزائرات استكشاف التراث الشعبي والثقافي الغني لبلغاريا، في أجواء تجمع بين جمال التاريخ وعمق الحكاية.
مشاهدة مراسم تبدل حرس مبنى الرئاسة
رغم أن مقر رئيس جمهورية بلغاريا لا يُفتح للجمهور، إلا أن مشهد تبديل الحرس أمام المبنى يُعد من اللحظات اللافتة التي لا ينبغي تفويتها. تُقام مراسم التبديل كل ساعة، لكن للاستمتاع بالتفاصيل الكاملة من موسيقى رسمية وعروض بالسلاح وكل ما يرافق الطقوس من هيبة واحتراف، يُنصح بزيارة المكان في الساعة الثانية عشرة ظهرًا من أول أربعاء في كل شهر. إنها تجربة قصيرة، لكنها تضيف لمسة بروتوكولية راقية ليومك في صوفيا، خاصة لمن تهتم بالتقاليد الوطنية والأناقة الرسمية.
الاستمتاع بالفن في صالة صوفيا
في الطرف الجنوبي من حديقة المدينة تقع صالة صوفيا للفنون، داخل مبنى أنيق يفتح أبوابه لعاشقات الفنون المعاصرة. تمتد المعارض على طابقين وتتنوع بين أعمال لفنانين بلغاريين معاصرين وأخرى لفنانين دوليين، ما يمنح الزائرات فرصة لاكتشاف اتجاهات الفن الحديث في أجواء هادئة وملهمة. يمكن الدخول إلى المعرض من شارع الأمير ألكسندر باتنبرغ، لتكون الزيارة تجربة فنية راقية وسط قلب العاصمة النابض.
متحف موزيكو وجهة مثالية للأمهات
يُعد موزيكو وجهة مثالية للأمهات الباحثات عن تجربة تعليمية ممتعة لأطفالهن. فهو متحف علمي وتكنولوجي مصمم خصيصًا للأطفال من سن 6 إلى 16 عامًا ويضم عددًا كبيرًا من المعروضات التفاعلية والأجهزة الذكية التي تدمج بين التعلّم واللعب. إلى جانب المعروضات، يحتوي المكان على ساحات لعب وجدران تسلّق، إضافة إلى أركان تعليمية شيّقة تفتح آفاق الأطفال على مجالات مثل علم الحفريات، الفلك، الجيولوجيا وغيرها من العلوم. ويوفر المقهى الموجود داخل المتحف وجبات خفيفة مناسبة للعائلات، بينما يمكن زيارة متجر الهدايا لاقتناء تذكار مميز.
نزهة حديقة حيوانات صوفيا
تقع حديقة حيوانات صوفيا على بُعد نحو 2 كيلومتر جنوب مركز المدينة وتُعد وجهة محبّبة للعائلات الباحثات عن نزهة ممتعة ومليئة بالتجارب للأطفال. تضم الحديقة مجموعة من الحيوانات الشهيرة مثل الأسود، النمور، الفيلة، الدببة، في بيئة خضراء لطيفة. توفر الحديقة أيضًا مناطق مخصصة للعب الأطفال، إلى جانب عدد من المقاهي البسيطة للاستراحة. والدخول مجاني للأطفال دون سن السابعة، مما يجعلها خيارًا مميزًا ليوم عائلي خفيف ومبهج.
