mena-gmtdmp

6 كذبات نخبر بها أنفسنا كل صباح قبل الذهاب إلى العمل

كيف نخدع أنفسنا لنقبل بوظيفة لا نُحبها؟
كيف نخدع أنفسنا لنقبل بوظيفة لا نُحبها؟ - المصدر: freepik

في بعض الأحيان نحن لا نكذب فقط على مدرائنا أو زملائنا، بل نكذب على أنفسنا أولًا. نخترع مبرّرات ذكية، نغلف بها قرارات مؤلمة، ونقنع قلوبنا أن البقاء في بيئة خانقة هو نضج وظيفي. لكن في الواقع، هي فقط طريقة نُسكت بها ذلك الصوت العميق فينا، الذي يعرف أن ما نعيشه ليس عاديًا، ولا يستحق كل هذا الإنكار. الخبير في مجال تطوير الذات، الدكتور صهيب عماد؛ يخبرنا عن ست كذبات نقولها لأنفسنا كل صباح، كي نتحمّل عملًا لا يضيف لنا شيئًا سوى التعب.

لا فرصة أفضل

هذه الجملة تظهر بمظهر الحكمة، لكنها في العمق تخفي خوفًا متجذّرًا من المجهول. أنت تُردّدها لتُقنع نفسك بأنك وصلت إلى أفضل ما يمكن، رغم أنك لم تجرّب طرقًا أخرى ولم تفتح بابًا جديدًا واحدًا. هذه الكذبة تُبقيك في وضعك الحالي بحجّة الاستقرار، لكنها في الحقيقة تُبرّر لك التردد والركود. عندما تقتنع بأنه لا يوجد أفضل، فأنت تُغلق على نفسك كل احتمالات النمو. المشكلة ليست في قلة الفرص، بل في خوفك من البحث عنها.
تعلّم: كيف تكسب عادات روتينية وتحافظ عليها في العمل؟

كل الوظائف مرهقة

صحيح أن العمل لا يخلو من الضغط، لكن هناك فرق كبير بين التحدي والإرهاق النفسي المستمر. أنت لا تُرهَق فقط بسبب المهام، بل بسبب الجو العام، أسلوب المدير، غياب التقدير، وغياب الهدف. هذه الكذبة تجعلك تُقلّل من حجم معاناتك وتساويها بتجربة الآخرين، وكأن كل الأوجاع متشابهة. التعب الذي يأتي من شغفك يُنعشك، أما التعب الذي يأتي من الشعور باللاجدوى، فهو ما يستهلكك ببطء ويكسر حماسك دون أن تشعر.

الراتب هو النعمة

كم مرة قلت لنفسك: اصبر، المهم هو الراتب وكم مرة شعرت بعدها أنك تدفع أكثر بكثير مما تأخذ؟ الراتب وسيلة للحياة، لا مبرر لتحمّل الإهانة أو الضياع. حين يتحوّل الراتب إلى قيد، تخسر قدرتك على التقدير الذاتي، وتبدأ بتصغير أحلامك فقط لأنك مرتاح ماديًا. لكنك لست ماكينة تعمل مقابل مبلغ، بل إنسان له كرامة وطموح وحدود نفسية. الراتب لا يجب أن يُسكتك عن الضرر، بل أن يدفعك للبحث عن مكان يُقدّرك ويُعطيك ما تستحقه وأكثر.

الجميع يتحمّل الأسوأ

قد يبدو أن زملاءك صامتون، لكن لا أحد يُخبرك بما يشعر به فعلًا. بعضهم ينتظر فرصة، بعضهم مكسور، وبعضهم اعتاد الألم. وأنت؟ هل اختبرت احتمالاتك أم قرّرت أن "كلنا بنفس القارب"؟ هذه الكذبة تُشبه من يرضى بالقليل فقط لأن الآخرين يرضون. لكنها تُطفئ داخلك فكرة التغيير والتجديد، وتحولك إلى تابع للصوت الجماعي. لا تنسَ أن صوتك مختلف، وحياتك ليست نسخة من حياة أحد. قِف مع نفسك واسألها: لماذا أقبل بما لا يُناسبني لمجرد أن غيري يفعله؟

الراحة قريبة جدًا

تُطمئن نفسك كل صباح بجملة "غدًا سيتغير كل شيء"، لكن الغد لا يتغير وحده. إن لم تغيّر أنت موقفك، ستبقى تدور في ذات الدوامة. هذه الكذبة مريحة، تُعطيك وهم الأمل، لكنها لا تحل شيئًا. تأجيل المواجهة لا يُنقذك، بل يؤخر انهيارك فقط. الأسابيع التي تمر ليست استراحة، بل استنزاف مستمر. لا تنتظر أن تأتي الراحة من الخارج، بل قرر أنت أن تصنعها. وربما تبدأ بخطوة بسيطة: التوقف عن الكذب على نفسك.

أنا السبب دائمًا

في كل مرّة تشعر بالتعب أو التوتر، تلوم نفسك: أنا حساس، أنا ما بعرف أتعامل، أنا مش مرن كفاية. لكن هل فكرت يومًا أن المشكلة ليست فيك، بل في الجو الذي يَستهلكك؟ البيئة السامة تُشعرك دائمًا أنك المخطئ، حتى لو كنت تحاول بصدق. نعم، تطوير الذات مطلوب، لكن جلد الذات ليس جزءًا من التطوير. إن كنت تبذل جهدك وتبقى غير مرئي، فالمشكلة ليست فيك، بل في مكان لا يرى قيمتك. لا تقبل بأن تُعيد تشكيل نفسك لتناسب بيئة خاطئة... غيّر البيئة.
اكتشف الحلول: 5 خطوات للحفاظ على هدوئك أمام موظف عدواني.. اكتشف السر!