هل شعرت يوماً بأنّ يومك يضيع بين المهام المؤجّلة، وأنّك تعرف تماماً ما يجب عليك فعله، لكنك مع ذلك لا تبدأ؟ إذا كنت موظفاً يعاني من ضغط العمل، أو جدول مزدحم، أو حتى فقدان الدافع في منتصف الطريق، فدعني أخبرك أنّك لست وحدك، فالمماطلة ليست ضعفاً في الشخصية كما يظن البعض، بل هي آلية نفسية معقدة تحدث حتى عند الأشخاص الأذكياء.
اكتشف من خلال المقال الآتي عدة حلول عملية، واقعية، وقابلة للتطبيق داخل مكتبك أو من منزلك، تقدمها الخبير في مجال علم النفس الإكلينيكي ومدربة الحياة، سوزان محمد، للموظفين الذين يريدون استعادة تركيزهم والارتفاع بإنتاجيته دون ضغوط إضافية.
خطوة سهلة للتغلب على المماطلة:
اكتب قائمة بالمهام
قم بتسجيل جميع المهام التي تحتاج إلى إنجازها، وأدرج المهام قصيرة المدى التي تحتاج إلى إنجازها يومياً وأسبوعياً، والأهداف طويلة المدى التي قد يستغرق تحقيقها أشهراً أو سنوات، حيث إن رؤية كل شيء مكتوباً يساعدك على التخطيط لما يجب القيام به لتحقيق أهدافك، ودوّن هذه القائمة على الورق أو في هاتفك.
تعلم أيضاً: كيف تكسب عادات روتينية وتحافظ عليها في العمل؟
تعامل مع مهمتك الأكثر أهمية
اضبط مؤقتاً واعمل على مهمة محددة، بدلاً من التفكير في إجمالي عدد الساعات التي ستعملها، ابدأ وقل لنفسك إن عليك إنجازها لمدة 15 دقيقة فقط، سيخفف هذا من شعورك بالرهبة، ومن المرجح أن تقضي وقتاً أطول بكثير من 15 دقيقة في مهمتك قبل أن تتوقف عن العمل مجدداً، وطبق النصائح الآتية:
- إذا كانت الـ15 دقيقة لاتزال تبدو مخيفة بالنسبة لك، فابدأ بـ3 أو 5 دقائق لتحضير نفسك.
- بمجرد انتهاء الوقت، خذ استراحة لمدة دقيقتين. ثم ابدأ بمجموعة أخرى من العمل لمدة 15 دقيقة.
قم بتقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة
تعامل مع الأمور خطوة بخطوة حتى لا تشعر بالإرهاق، قد يكون التفكير في إنهاء مقال كامل أو إنجاز مهام أسبوع كامل أمراً مرهقاً. بدلاً من التفكير في كل ما عليك فعله، كعقبة كبيرة واحدة، قسّمها إلى أجزاء صغيرة، سوف تكون قادراً على البدء بأصغر جزء والمضي قدماً من هناك، وتابع تطبيق الأساليب الآتية:
- بدلاً من التفكير، بأنه: "يجب أن أنهي هذه المقالة قبل الساعة العاشرة مساءً الليلة"، قل لنفسك، "سأقوم بإعداد مخطط قصير، وكتابته، ثم أبحث عن الاقتباسات".
- فكر في تجربة تقنية معينة تعمل فيها على فترات مدتها 25 دقيقة، وتأخذ فترات راحة مدتها 5 دقائق بينها.
ابدأ يومك بأصعب المهام
ضع خطةً صباحاً، واختر أصعب المهام أولاً، ستكون في قمة نشاطك صباحاً بعد تناول فطورك واستيقاظك. عالج أصعب المهام في جدولك فوراً، ستشعر بتحسن بعد الانتهاء منها، ثم يمكنك الانتقال إلى بعض المهام الأسهل لبقية اليوم. ولا تنسَ تطبيق النصيحة الآتية:
ضع في اعتبارك أن هذه الاستراتيجية لا تناسب الجميع، لذا التزم بالتعامل مع المهام الأكثر صعوبة عندما تشعر بأكبر قدر من التحفيز. على سبيل المثال، إذا كنتَ شخصاً صباحياً، فقم بأصعب أعمالك فور استيقاظك. أما إذا كنتَ تميل إلى النعاس صباحاً، فقد تُخاطر بارتكاب أخطاء غير مقصودة أو الشعور بالإحباط عند الاندفاع في مهمة صعبة.
إعطاء الأولوية للأهداف
حاول استخدام استراتيجية محددة لتحديد أولويات مهامك. وصنّف كل ما عليك فعله إلى أربع فئات: المهام التي يجب إنجازها فوراً، والمهام التي يمكن إنجازها لاحقاً أو إعادة جدولتها، والمهام التي يمكن تفويضها لشخص آخر، والمهام غير المهمة التي يمكن التخلص منها، تكمن قوة هذه الاستراتيجية في أنها تناسب المهام التي يجب إنجازها في يوم معين، وكذلك على فترات زمنية أطول، مثل الأسابيع أو الأشهر.
اختر مساحة العمل المناسبة لك
حفّز نفسك ببيئة خالية من المشتتات، مكان عملك أو مهمتك يلعب دوراً كبيراً في مدى تحفيزك، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تدرس لامتحان، فاختر مكاناً للدراسة قليل الحركة وواسعاً لوضع كتبك الدراسية، وتعامل مع المهام وفقاً للخطوات الآتية:
- جهّز المكان قبل أن تبدأ: رتّب الطاولة، تخلّص من أي مشتتات قريبة، وضع ما تحتاجه فقط أمامك، البيئة النظيفة والمرتبة تُغلق باب الأعذار وتمنح دماغك إشارة واضحة بوقت العمل الجاد.
- ثبّت هدفك الأول بوضوح: ابدأ بمهمة واحدة صغيرة ومحددة، مثل قراءة صفحة أو إنجاز فقرة، هذا التركيز الموجَّه يهيئ عقلك للدخول في حالة العمل العميق ويمنع التشتت بين المهام.
ضع هاتفك في غرفة أخرى
أبقِ هاتفك بعيداً عن متناولك إذا كان يُشتت انتباهك. إذا لم تستطع تحمّل التواجد في المكان نفسه مع شيء قد يُغريك، فعالج هذه المشكلة بوضعه في غرفة أخرى أو إطفائه، ينطبق هذا أيضاً على الأجهزة الأخرى، بما في ذلك أجهزة iPad أو أجهزة الكمبيوتر، وإذا كنت تعمل على هاتفك المحمول أو حاسوبك، فقد يكون من المغري فتح تطبيقات أو متصفحات أخرى بدلاً من إنجاز المهمة، لحسن الحظ، تتوفر العديد من التطبيقات التي تساعدك على إنجاز المهام دون استخدام الإنترنت.
دراسة حديثة: 4 أيام عمل أسبوعياً تعزز الصحة النفسية للموظفين





