يحتفل البعض عند حصولهم على ترقية، ويشعرون بأنهم اقتربوا من القمة. وفي المقابل، هناك مَن لا يحصل على لقب جديد أو راتب أعلى، لكنه: يطوّر نفسه، يبني مهاراته، ويصبح أكثر تأثيراً ونضجاً في عمله.
الفرق بين الترقية الوظيفية والنموّ المهني ليس مجرد تفاصيل لغوية؛ بل هو الفرق بين الصعود على الورق، والتطور الحقيقي. يقدّم المهندس مرتضى الشلبي- مسؤول عن شؤون تطوير وإدارة الموظفين، 5 فروقات أساسية تساعدك على فهم الطريق الذي تسلكه، وهل أنت بالفعل تتقدّم، أم فقط تُنقل إلى درجة جديدة على السُلّم.
الترقية قرارٌ يُمنح لك، والنموّ مسار تبنيه بنفسك
الترقية عادةً ما تأتي بقرار من مدير أو جهة إدارية، تُمنح لك نتيجة: التقييم، أو استيفاءِ شروط محددة، أو حتى لحاجة تنظيمية داخل الشركة. أما النموّ المهني؛ فهو لا ينتظر أحداً، ولا يتوقف على موافقةٍ من أحد. إنه قرار شخصي، يبدأ عندما: تقرأ كتاباً في تخصصك، أو تطلب تدريباً إضافياً، أو تتطوع لتحمُّل مسؤولية جديدة بهدف التعلُّم. الترقية قد تأتي من دون أن تطوّر نفسك كثيراً، أما النموّ فلا يأتي إلا حين تتورّط فعلياً في تطوير مهاراتك وسلوكك وفهمك لعملك.
هل يعني حصولك على ترقية أنك تطورت فعلاً؟
- الترقية قد تُمنح بناءً على ظروف لا تتعلق بكفاءتك.
- أما النموّ فلا يتحقق إلا بمبادرة يومية حقيقية منك.
- إن لم تسعَ لتطوير نفسك؛ فموقعك الجديد سيبقى شكلياً.
فكّر: 4 مواقف يومية تبدو عاديةً لكنها تكشف صراعاً داخلياً لم تحسمه بعدُ
الترقية تُقاس بالمسمى، والنموّ يُقاس بالأثر
من السهل أن تضع لقباً جديداً على توقيع بريدك: مدير، رئيس، مستشار. لكن من الصعب أن تخلُق أثراً حقيقياً في عملك يُلاحظه الآخرون. النموّ يظهر في: طريقة تعامُلك مع الضغط، في قراراتك الناضجة، في وعيك بما يحدث داخل الفريق، وفي قدرتك على التعامُل مع الاختلافات المهنية. لذلك، قد يكون لديك لقبٌ متقدّم، لكنك لاتزال تعمل بنفس أسلوبك القديم، من دون أيّ عمق إضافي. بالمقابل، قد تظل بمسمًى عاديٍ، لكن زملاءك يلجأون إليك لثقتهم بفهمك وقدرتك على الحل.
هل يكفي تغيير المسمّى لتكون أكثر تأثيراً؟
- العناوين لا تخلُق الهيبة؛ بل التصرفات تفعل.
- الناس لا يحترمون المسميات بقدر ما يحترمون المهارة.
- الأثر الحقيقي لا يحتاج إلى لقب كي يُرى.
الترقية قد تأتي مجاملة، والنموّ لا يُجامل أحداً
في كثير من المؤسسات، يحصل بعض الموظفين على ترقيات فقط لأنهم موجودون منذ سنوات طويلة، أو لأنهم مقرّبون من المدير، أو كنوعٍ من الترضية الإدارية. هذا النوع من الترقيات قد يبدو إنجازاً على الورق، لكنه لا يعكس تطوراً فعلياً. أما النموّ المهني؛ فهو صادق لا يُزوّر، ولا يمكن منحه كمكافأة. النموّ يَظهر في أوقات التحديات، عندما تُثبت قدرتك على: التفكير، أو تقود فريقاً بحكمة، أو تُقدّم حلولاً غير تقليدية. لا أحد يستطيع أن "يُهديك" النموّ؛ لأنه ليس قراراً؛ بل نتيجة طويلة الأمد لسلوكك وتفكيرك.
هل كلّ مَن تمت ترقيته مؤهَلٌ فعلياً؟
- في بعض البيئات، الترقية لا تعني التميّز.
- النموّ لا يُجامِل، ولا يمكن منحه كترضية.
- تأكّد دائماً من أن تطوُّرك حقيقي، لا مجرد شكلي.
الترقية لحظة، والنموّ رحلة مستمرة
يمكن أن تصلك رسالة في البريد الإلكتروني تُعلن عن ترقيتك اليوم، وتُحدث تغييراً كبيراً في مسمّاك. لكن ماذا بعد؟ إن لم يكن لديك ما يدعم هذا التغيير من نُضج فكري ومهني، سرعان ما ستكتشف أن المنصب لا يصنعك. النموّ المهني يحدث كلّ يوم. يحدث في: النقاشات، في القرارات الصعبة، في الاعتراف بالخطأ، في التواضُع للتعلُّم من موظف أقل منك. الترقية تقفز بك درجة، لكن النموّ يبني لك طريقاً طويلاً. وأنت وحدك مَن يحدد إن كنت تريد لحظةً عابرة، أم رحلة تطور حقيقية.
هل تكتفي بالاحتفال بلحظة الترقية؟
- المنصب قد يُنسيك أنك مازلت تتعلم.
- أما النموّ فيذكّرك دائماً بأنك لم تصل بعدُ.
- لا تجعل الترقية نهايةَ الطريق؛ بل بداية مرحلة جديدة للنضج.
الترقية قد تستهلكك، والنموّ يعزّز توازُنك
بعض الترقيات تأتي محمّلة بأعباء لا تُطاق: مسؤوليات إضافية، ضغط دائم، انشغال مستمر، وشعور بأنك يجب أن تثبِت نفسك طوال الوقت. إن لم تكن مهيّأً لها نفسياً ومهنياً، ستتحوّل إلى عبء أكثر من كونها إنجازاً. في المقابل، النموّ المهني لا يستهلكك؛ بل يُضيف لك. يجعلك أكثر قدرة على: قول "لا"، وعلى إدارة وقتك، وعلى اختيار الأولويات بذكاء. من ينمو يعرف: متى ينسحب، ومتى يتقدّم، ومتى يعتني بنفسه قبل أن ينهار.
هل كلّ ترقية تعني حياة أفضل؟
- البعض يترقّى ليخسر صحته ووقته ونفسه.
- النموّ يعطيك توازناً لا يهدد حياتك.
- لا تفرح بالمنصب إن أتى على حساب سلامك الداخلي.
حقائق صادمة: ما هي 4 مهن لا تحتمل الغياب عنها يوماً واحداً؟