عندما يبدأ طفلك الصغير أيامه الأولى في الخروج من البيت والذهاب إلى الحضانة أي الروضة تمهيداً لذهابه إلى المدرسة، فمعنى ذلك أن طفلك لم يعد رضيعاً، كما أنه لم يكبر بشكل مناسب ولكن يجب أن تبدئي معه أولى الخطوات لكي يعتمد على نفسه ويتحمل مسؤولية نفسه لأن الطفل الذي يعتمد على الأم في كل أمور حياته هو طفل فاشل في المستقبل، وكذلك أمه فهي أم فاشلة في التربية ومنذ البداية.
هناك العديد من الخطوات التي يجب أن تتبعها الأم لكي يعتمد طفلها على نفسه ومنذ سن مبكرة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالاستشارية التربوية الدكتورة حنين رمضان، حيث أشارت إلى خطوات تعرفين من خلالها كيف تستغلين العام الدراسي لتعويد طفلك على الاعتماد على نفسه ومن بينها تجهيز حقيبة المدرسة بنفسه وغيرها في الآتي:
1- تأكدي تماماً أنكِ الوحيدة التي ترين طفلك لا زال صغيراً
- اعلمي أنك الإنسان الوحيد الذي يرى الطفل بأنه لا زال طفلاً ويعامله على هذا الأساس، ومن الطبيعي أن تشعري كأم بهذا الشعور لأنه ابنك وقطعة منك، ولكن الآخرين لا يرون ذلك على الإطلاق فهم يرون مراحل تطور طفلك وسوف يسخرون منه ويؤثر ذلك على شخصيته إذا ما كان في سن المدرسة ولا زلتِ تربطين له الحذاء أو تغسلين له يديه وأسنانه.
- لاحظي أن تطور نمو الطفل يعني أن مهاراته وقدراته تزيد وتتطور، ولذلك فمن الضروري أن تعامليه على هذا الأساس فهو ليس اصيصاً ولا زهرية تضعينها فوق رف المطبخ دون ان تتغير، فحتى الزرع يكبر وينمو حين تروينه بالماء، فكيف الإنسان الذي يأكل ويشرب، وفي نفس الوقت يكتسب مهارات وقدرات من خلال احتكاكه بالبيئة المحيطة.
2- عوديه على تجهيز حقيبة المدرسة تحت إشرافكِ

- توقفي تماماً عن خطوة هادمة لشخصية طفلكِ وتجعلينه طفلاً اتكالياً، وهي أن معظم الأمهات يقمن بتجهيز الحقيبة المدرسية لأطفالهن على اعتقاد أن الطفل لا يستطيع أن يجهز حقيبته بنفسه، ولكن الخطوة الصحيحة هي أن تساعديه في تجهيز الحقيبة، وذلك بأن تقومي بفتح الحقيبة وتبدئين بتسمية الأدوات وهو يقوم بترتيبها داخل الحقيبة بحيث يتعرف الطفل إلى الجيب المخصص للكتب والكراسات مع تعرفه إلى أماكن صغيرة متجاورة يوضع بها الأقلام ويجب أن يكون هناك مكان مخصص لصندوق الطعام "اللانش بوكس".
- ساعدي طفلك في ارتداء ملابس المدرسة ولا تقومي بهذه المهمة كل يوم لأنك لو قمتِ بها في الأيام الأولى من العام الدراسي فمن الطبيعي أن يتعلم الطفل خطوات ارتداء ملابسه التي تنتهي بارتداء الحذاء، ولذلك فيجب ألا تقومي بها على الدوام ولكن يمكن ان تتأكدي مثلاً حين يكون طفلك في عامه الأول أنه قد أغلق أزرار القميص جيداً وأنه قد أحكم رباط الحذاء لكي يتعثر به.
3- خصصي لطفلكِ مهمات منزلية صغيرة

- خصصي لطفلك حين يصبح في سن السادسة أو السابعة ولا تتأخري حتى يصبح طفلك في سن العاشرة عن تخصيص مهمات منزلية صغيرة يجب أن يعرف أنه قد أصبح مكلفاً بها، مثل أن تكون مهمته أن يذهب بالملابس إلى الكواء أو أن يضع القمامة في الصندوق على ناصية الشارع مثلاً، ويجب أن تتأكدي أن طفلك قد أصبح يعرف مهماته المنزلية حين يعيد موعدها فيتذكرها بنفسه، ومعنى ذلك أنكِ تسيرين مع طفلك في الطريق الصحيح نحو تعويده على الاعتماد على نفسه.
- اطلبي من طفلك أن يدخل معك المطبخ كل يوم لكي يكون له مهام صغيرة يساعدكِ من خلالها في إعداد الطعام ولا تتركي هذه المهمة لابنتك لأنها بنت فقط وأشركيه في نفس الوقت في التعامل مع المال ضمن نصائح لتعليم طفلك قيمة المال مثل دفع المال للكواء حين يعود بالملابس المكوية أو شراء بعض المستلزمات المنزلية من محل البقالة القريب.
4- لا تقدمي له الهدايا مقابل الإنجاز

توقفي تماماً عن تقديم الهدايا والمكافآت لطفلك مقابل قيامه ببعض الأعمال المنزلية التي يجب أن يقوم بها وتعد من واجباته لأن الأسرة يجب أن يتعاون كل أفرادها وعدم ترك كل المسؤولية على الأم، ولذلك فمن الخطأ أن تعدي طفلك بزيادة المصروف المدرسي في حال قيامه بترتيب مائدة الطعام أو حمل الأطباق الفارغة إلى المطبخ أو أنه قد اشترى بعض المستلزمات المنزلية من الخارج.
5- اسمحي لطفلك بأن يُبدي برأيه في قرارات تخص الأسرة
- اسمحي لطفلك أن يتخذ بعض القرارات التي تتعلق به خصوصاً ولا تجعليه يشعر بأنه منقاد وتابع للآخرين، واطلبي منه رأيه حين تذهبين لشراء مستلزمات المدرسة أو حين تذهبين لشراء ملابس الطفل، وفي حال رأيتِ أن اختياراته غير مناسبة فيجب أن تتحدثي معه بهذا الخصوص لكي يقتنع.
- احرصي على أن يعرف طفلك المستوى المادي للأسرة بشكل جيد ولكن دون تفاصيل، فليس من الخطأ أن تخبري طفلك بأنك لن تستطيعي شراء أي شيء طلبه منك أو أنه يجب أن تؤجلي شراء هذا الشيء حتى تتحسن الظروف لكي لا يشعر الطفل بأن طلباته عبارة عن أوامر ولكي يتعزز لديه شعوره بالانتماء للأسرة بكل ظروفها.
6- لا تخوضي المعارك الصغيرة بدلاً عنه
- توقفي أن تقومي بدور المدافع أو الجندي المجهول عن طفلك في كل موقف وعوديه أن يواجه المواقف بنفسه لكي يكون طفلاً قوياً ولديه ثقة بنفسه وقدرة على مواجهة الحياة، وبذلك فهو سوف يختار ما يناسبه، ولذلك فحين يعود الطفل شاكياً من إساءة زميل له يجب ألا تغضبي ويجب أن تتركي طفلك لكي يصلح المشكلة مع زميله لأنهما في النهاية هما طفلان وقادران على تجاوز مشاكلهما.
- لا تعودي طفلك أنه يجب أن يتصل بكِ حين تقع معه مشكلة في المدرسة لأن الطفل سوف يعتاد على طلب مساعدتك في كل أمور حياته، ويجب أن تنبهي على المعلمة أنك غير مستعدة للذهاب إلى المدرسة بسبب بكاء طفلك وطلبه المستمر لكِ في الحضور لأن زميله أخذ منه قلمه الرصاص أو لأنه يشعر بالملل من الدرس.
- عودي طفلك وضمن نصائح عملية.. إليكِ كيفية تعليم أطفالك ثقافة الاعتذار؟ لأنها تساعد الأطفال على مواجهة المشاكل منذ سن مبكرة وتحل الكثير من القصص التي تدور بينهم وتمنعهم من التوجه إلى السلوك العدواني لأن مجرد الاعتذار يعني توقف المشكلة وعدم اتخاذها أبعاداً أكبر وأوسع، كما أنه يجب أن يتقبل الاعتذار من زميله في المدرسة ويجب ألا تتوسطي لطفلك لكي يفلت من العقاب في حال أنه قد وقع في خطأ كبير وأخبرك المعلمون بذلك.
قد يهمك أيضاً: كيف تسيطرين على غضبكِ عندما يرفض طفلك حل الواجبات المدرسية؟