كثيراً ما يتصرف المراهقون بطريقة تدفع الأهل للغضب، فهذا شائع جداً في بيت بلغ فيه طفل أول سن الرشد، لكن بدلاً من اللجوء للعقوبات التقليدية كالحرمان من الهاتف أو الخروج، يمكن أن يكون للعقوبات الطريفة دور مزدوج: التربية من جهة، والضحك من جهة أخرى. هذه العقوبات لا تؤذي، بل تُشعر المراهق أن الخطأ له عواقب.. ولكن بطريقة مرحة.
"سيدتي وطفلك" جمعت أمثلة على عقوبات مضحكة للمراهقين، مع بعض القصص الواقعية لمراهقين تمت معاقبتهم من آبائهم أو أمهاتهم، بطريقة طريفة.
لماذا يجرب الأطفال والمراهقون تجاوز الحدود؟

يتطور الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقون ليصبحوا بالغين مستقلين. ومن طرق تحقيق ذلك اختبار الحدود وملاحظة ردود فعل الآخرين على سلوكهم. هذا يُعلّمهم التوقعات الاجتماعية. وعندما يتلقون الملاحظات، يتعرفون إلى ما هو متوقع منهم.
علاوة على ذلك، يمر دماغ المراهق بنمو وتطور هائلين خلال فترة المراهقة. ونتيجةً لذلك، يجرب المراهقون أشياءً جديدة، لكنهم لا يتخذون قرارات صائبة دائماً. فهم يتأثرون أكثر بأقرانهم، ويشعرون بالأمور بشكل أقوى من الآخرين.
في الوقت نفسه، يتحسّن لدى المراهقين فهمهم للأمور والتفكير المنطقي. هذا يعني أنهم يتساءلون أكثر عن عالمهم ويستخدمون أساليب إبداعية لحل المشكلات.
لكل هذه الأسباب، قد يبدو سلوك طفلكِ صعباً أحياناً. لكن بإمكانكِ العمل على تحسين سلوكه وتوجيهه بعيداً عن المواقف الصعبة.
كيف أجعل العواقب واضحة؟
مهما كانت النتيجة التي تختارينها، فإن هذه الإستراتيجيات قد تساعدك على تعزيزها.
تواصلي مع ابنك/ ابنتك:
من المهم شرح المشكلة لطفلك بهدوء ووضوح. إذا لزم الأمر، خذي وقتًا للهدوء قبل التحدث معه. أخبري طفلك، الذي شارف على مرحلة المراهقة، أنه لم يلتزم بالقواعد المتفق عليها، وأخبريه أنك ستطبقين العقاب المتفق عليه.
علمي ابنك التأمل الذاتي:
الفكرة هي تشجيع طفلك على التفكير في سلوكه وكيف يمكن أن يكون مختلفاً في المستقبل. يمكنكِ التحدث مع طفلكِ حول اتفاقكما والاستماع إلى رأيه بشأن عواقب خرقها. غالباً ما يكون المراهقون أكثر قسوةً من آبائهم. وأمهاتهم، هذا يسمح لكما بالاتفاق على عواقب مستقبلية ترونها عادلة. ومن الأفضل الموازنة بين القواعد والعواقب والود والإيجابية. حاولي أن تُثني على طفلك أو تُوليه اهتماماً إيجابياً، لكن أولاً كوني على معرفة بعوامل كثيرة تؤثر على سلوكيات ما قبل المراهقة والمراهقة.
عقوبات طريفة يمكن إلحاقها بالمراهق!

1. غناء أغنية طفولية بصوت عالٍ أمام العائلة
تخيّلي مراهقاً يغني "بابا فين" أو "عندي بطة صغيرة" كعقوبة! غالباً سيضحك الجميع، وربما لن يكرر الخطأ بسهولة.
2. كتابة جملة مضحكة 20 مرة
مثلاً: "أنا سأرتب غرفتي قبل أن تصبح مثل غابة الأمازون".
3. ارتداء زي غريب في البيت ليوم كامل
كأن يرتدي قميصاً بألوان لا تناسب بعضها أو قبعة مضحكة.
4. أداء رقصة مجنونة أمام الأسرة
بدل العقاب الصارم، يمكن للوالدين أن يطلبا من المراهق أداء رقصة مضحكة وتصويرها كتذكار.
5. مهمة منزلية مع إضافة تحدٍّ كوميدي
مثل غسل الصحون مع غناء مقطع راب، أو كنس الغرفة وهو يضع نظارات سباحة.
6. التحوّل إلى "مهرج العائلة"
يُطلب من المراهق أن يروي 3 نكات أو يقلّد أحد أفراد العائلة بطريقة مضحكة.
طرق لعقاب المراهق من دون أذى
لماذا هذه العقوبات فعّالة؟
- تخفف التوتر بين الأهل والمراهق.
- تجعل المراهق يربط بين المسؤولية والمرح بدلاً من الخوف.
- تبني ذكريات عائلية مضحكة لا تُنسى.
- تساعد على تصحيح سلوك المراهق بأسلوب إيجابي.
قصص لأبناء عوقبوا في مراهقتهم
يخاطر المراهقون في علاقاتهم وفي دراستهم عندما يجربون موضوعاً جديداً لأول مرة. ويُخاطرون في عملهم عندما يتبعون شغفهم. تُعدّ المخاطرة أمراً مرتبطاً بهذا السن، وغالباً ما تكون من أجمل ما في المراهقة. لكنهم يخطئون، وقد توقعهم هذه المخاطرات بمطبات، على الأهالي استيعابها، لكن ماذا فعل الأهالي كعقوبات على بعض المراهقين في هذه القصص؟
أنا والكهرباء

أُرسلتُ إلى غرفتي ذات مساء وطُلب مني البقاء فيها. لم يُثر هذا الأمر أي اهتمام بالنسبة لي، فقد كان لديّ تلفاز وجميع كتبي، وظننتُ أنني سأقرأ حتى انتهاء عقوبتي. وبينما كنتُ أتكئ على سريري لأبدأ فصلاً جديداً، انطفأت جميع أضواء غرفتي، وكان الظلام دامساً. وبينما كنتُ أُخرج نسختي من "لعبة إندر" وأرتب وسائدي، كان والدي يتجه سراً إلى قاطع التيار الكهربائي في القبو لقطع الكهرباء عن غرفتي. قضيتُ بقية تلك الأمسية في ظلام وصمت، أُخطط للانتقام. في النهاية (في اليوم التالي للمدرسة) عادت الكهرباء، وكنت قد وضعتُ حينها خطة لسرقة وإخفاء جميع سراويل والدي، بنطالاً تلو الآخر على مدار أسبوعين. عندما اكتُشفت هذه الأفعال، عوقبتُ مجدداً، وخططتُ مجدداً، واستمرت دورة الحياة على هذا المنوال حتى كبرت، وتزوجت تاركاً المنزل.
أبي طالب في الصف!
أعتقد أنني كنت في الخامسة عشرة من عمري (بالتأكيد في المدرسة الثانوية) وفُضح أمري وأنا أتغيب عن الحصص الدراسية. في الأسبوع التالي، كان والدي (الذي كان أكبر سناً وتقاعد في العام السابق عندما كان عمره 59 عاماً) يذهب معي إلى المدرسة. كان يوصلني إلى المدرسة ويحضر جميع الحصص معي. بعد اتفاقه مع إدارة المدرسة طبعاً، فقد أقنعهم أنها الطريقة الوحيدة، كي أتقيد بالحصص الدراسية، كما تناول الغداء معي ومع أصدقائي. والمزعج، أنه كان يرتدي بيجامته؟ نعم، كان يرتديها. لم يحلق ذقنه طوال الأسبوع أيضاً. وبحلول يوم الجمعة، بدا كشخص مشرد مجنون. لم أتغيب عن الحصص الدراسية مرة أخرى، وكان وعداً صادقاً، كي أتخلص من هذا الحرج، الذي أصبح حديث زملائي في المدرسة.
مساعد مجاني
أُلقي القبض عليّ وأنا أتغيب عن المدرسة في الرابعة عشرة من عمري. أخبرني والدي أنه سيُخرجني من المدرسة في الأسبوع التالي. كان يُوصلني كل يوم من ذلك الأسبوع إلى شركة محلية (كان يعرف جميع هؤلاء الأشخاص) ويقول لهم: "ها هو مساعدكم المجاني! لا يريد الذهاب إلى المدرسة، لذا عليه الذهاب إلى العمل!". كانوا يُجبرونني على العمل، في أسوأ حالاتي، لمدة ثماني ساعات شاقة كل يوم. وبعد أسبوع واحد، كنت أتوسل للعودة إلى المدرسة.
تقليد صوت
كنت في الثانية عشرة من عمري، ولم أكن لأتوقف عن إصدار أصوات الكلاب في عشاء يوم السنة الجديدة، وقد أزعجت جميع مَن حولي، فقرر والداي معاقبتي بإجباري على دخول الحمام وإصدار أصوات الكلاب بأعلى صوت ممكن، حيث أصبحت مهمة، بعد أن كانت مجرد دعابة، كان عقاباً حقيراً إن صح التعبير.
كيف تؤدب طفلك بسبب الشتائم؟
ملل من الشتم!
هذا ما فعله والداي بشأن شتمي. طلبا مني أن أذهب إلى الحمام وأشتم بصوت عالٍ ولفترة طويلة كما يحلو لي. بعد أن انتهزت هذه الفرصة بالصراخ بأعلى صوتي قليلاً، شعرت بالملل تدريجياً وتوقفت. علمني ذلك ضعف الكلمات مهما كانت قوية.
كل ما تريدين معرفته عن تمرد المراهق: والفرق بينه وبين العناد
الشريط اللاصق

كنتُ مراهقاً في رحلة برية مع الأهل لمدة ثلاثة أيام مع عائلتي. جهزنا جهازاً تلفزيوناً صغيراً في الخلف، حيث كنا نوصل جهاز البلاي ستيشن ونلعب ألعاب الفيديو، إلخ. للأسف، أصبح هذا الجهاز قديماً، فانتهى بي الأمر أنا وأخي الأكبر نتنمر على بعضنا البعض. كان ينكز، وكنتُ أنكز، وأضرب، وأركل، إلخ، نتذمر من عبور الطريق إلى جانب.
كان والدي قد نصحنا مراراً وتكراراً بالتوقف عن الصراخ والشجار، لكننا لم نستطع إبعاد أيدينا عن بعضنا البعض.
فأوقف والدي السيارة، وأخرج لفة من شريط لاصق من الكونسول الوسطي، وأغلق أفواهنا. لم يمنعنا ذلك من ضرب بعضنا البعض، لذلك بعد خمسة أميال على الطريق، لصق أيدينا معاً، ولصقها بمساند الذراعين. واصلنا الركل، فلصق كاحلينا معاً، وأسفل المقاعد.
بعد أربع ساعات من الهدوء والسكينة، كنا في المنزل. قال والدي إنه يأمل أن توقفنا الشرطة، لأنه كان سيسمح لهم بأخذنا في تلك اللحظة.
الهروب
عندما بلغت العاشرة عمري، كنتُ أُهدد بالهرب كلما حاول والداي معاقبتي.. وفي أحد الأيام، بعد إحدى نوبات غضبي/ تهديداتي، دخلتُ غرفتي بخطوات ثقيلة لأجد والدي يأخذ ملابس من خزانتي ويضعها في حقيبة سفر. آخر ما دسّه في حقيبتي هو كرة القدم، التي كانت تربطني بفريق ليفربول الذي طالما شجعته، فنظر إليّ مبتسمًا قائلاً: "سترغب بها بالتأكيد!".
كنتُ واقفاً هناك، وعيناي مفتوحتان، وفكي على الأرض، في ذهولٍ وحيرةٍ لا تُوصف. عندما سألته عما يفعله، أخبرني أنه يُجهّز حقائبي، كي أتمكن من الهروب بهدوء، ناولني حقيبتي ورافقني إلى الباب الخلفي. قبل أن يغلق الباب مباشرةً، شجعني على قطف بعض الكمثرى والتوت التي تنمو في حديقتنا لأحصل على بعض الطعام الذي يُعينني على العيش بمفردي. وقال لي: "إنها خطوة كبيرة حقاً أن تتخذها، أن تقرر العيش بمفردك. بالتوفيق. أحبك." أغلق الباب وسمعتُ صوت طقطقة تُشير إلى أنه أغلقه.
بالطبع، أظهرت عنداً كبيراً، قطفتُ ثمرة كمثرى أو اثنتين، وتوجهتُ إلى البوابة حيث واصلتُ السير في الشارع أو في حيّنا المزدحم. تخيلتُ أن حوالي عشرين جاراً مرّوا، غير قادرين على استيعاب ما رأوه. مشيت لمدة عشرين دقيقة تقريباً قبل أن أُلاحظ سيارة غريبة تتبعني خلسةً. بدأتُ أشعر بخوف شديد، فاندفعتُ إلى أقرب شجرة واختبأتُ قدر الإمكان. كان الجو مظلماً في الخارج، وكنتُ مرعوباً. بدأتُ أبكي بحرقة عندما اقترب مني شبحٌ غامض. في هذه اللحظة، كنتُ أصرخ وأقول كلاماً فارغاً، نادماً على قراري بمغادرة المنزل، وأصرخ باعتذارٍ في الهواء. أخيراً، اقترب الشبح قليلاً، فأدركتُ أنه والدي. كنتُ خائفاً جداً، وكان الظلام حالكاً لدرجة أنني لم أستطع إدراك أنه كان يتبعني طوال الوقت ليتأكد من أنني لم أفعل شيئاً غبياً وأنني بقيتُ بأمان.
بكيتُ كثيراً عندما اكتشفتُ أنه هو، وتوسلتُ إليه أن يسمح لي بالعودة، وأخبرته أنني آسف جداً على انتقالي. ابتسم، وعانقني بشدة، وقبلني على جبيني. بعد أن جفت دموعي وهدأتُ، أخبرني أنه مرحبٌ بي للعودة، لكنه أجّر غرفتي بالفعل لطالب، وقال إنه يمكنني النوم على الأريكة حتى نتوصل إلى حل. لكنني لم أُهدد بالهرب مرةً أخرى.
متى ينتهي تمرد المراهق؟ وما هو الدور الإيجابي للآباء؟